طباعة هذه الصفحة

خدمة المصالح المشتركة.. بوسليماني:

الإعـلام العـربي مُطالب بتعــــزيز الحـوار والحريـــة

علي مجالدي

ضرورة تبنّي استراتيجية موحّدة لحماية المنطقة

أكد وزير الاتصال محمد بوسليماني، الأهمية البالغة للإعلام في رصد الرأي العام الداخلي والعالمي ودوره بارز داخل الدولة لحماية مصالحها، وأكد على أن الدول العربية تمتلك إعلاما حرا وقويا في ظل التحديات التي تواجهها الأمة العربية، وفي ضوء صراع حضاري تستخدم فيه كل الوسائل الإعلامية الفتاكة، والأمة التي لا تمتلك إعلاما قويا متيقظا فهي خاسرة.

أفاد بوسليماني في كلمة ألقاها في ندوة فكرية حول: «دور الإعلام العربي في ترقية مسعى لمّ الشمل العربي وتعزيزه»، بأن إعلامنا العربي اليوم مطالب بتعزيز الحوار والحرية والرأي العام لخدمة المصالح العربية المشتركة في مواجهة ظاهرة الإرهاب وناشري الفتنة والفرقة. ونحن بحاجة لتطوير قدرات إعلامنا العربي وتعزيز التعاون على المستوى الثنائي ومتعددة الأطراف، لأجل لم الشمل العربي وفق مسعى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون».
وركز الدكتور عثمان المرغيني من السودان في مداخلته، على الصورة النمطية التي نملكها عن الآخر، وماذا فعل ذلك الآخر من الناحية الإعلامية لتغييرها أو إيصالها لنا بصورة صحيحة.
أما الأستاذ سامي كليب من لبنان، فيرى بأن الأمة العربية بحاجة الى بعض من «النيف الجزائري» للنهوض بالإعلام العربي. وفي كلمته تطرق للعديد من المواضيع، لاسيما مسألة الأخبار المغلوطة وتأثيرها على المجتمعات، وسرد تجربته الخاصة فيما يتعلق بالأخبار المغلوطة والزائفة التي كان يروج لها ضد الجزائر خلال العشرية السوداء.
أما فيما يخص الإعلام العربي، بحسب تصوره، فهو يواجه عدة إشكاليات متعلقة بوسائل تصدير المعلومة ومن يتحكم فيها. أضف إلى ذلك وسائل التواصل الاجتماعي وما تقوم به من عمليات غسل الدماغ، والفكر المقاوم أصبح محاربا من هذه المواقع التي تسيطر عليها قوى غربية كبرى. وفي هذا الصدد ضرب مثالا أنه لو حاول أي شخص الكتابة بشكل إيجابي عن القضية الفلسطينية ومهاجمة الكيان الصهيوني، من الممكن أن يؤدي هذا إلى حظر حسابه. والجزائر، بحسب تصوره، بما تمتلكه من إمكانات وحرص على القضية الفلسطينية من الممكن أن تؤسس لمشروع إعلامي جديد انطلاقا من القمة العربية الحالية. بدوره أكد الدكتور مدير المدرسة العليا للصحافة والإعلام بالجزائر عبد السلام بن زاوي، على ضرورة إعادة الثقة المهتزة بين وسائل الإعلام والمواطن. أما فيما يخص واقع الإعلام في العالم العربي اليوم فهو مسيطر عليه من طرف وكالات الأخبار الأجنبية التي تصنع المعلومة وتعيد توزيعها بما يخدم مصلحتها الخاصة. كما نوه بضرورة وضع سياسة إعلامية عربية مشتركة تهتم بالمواطن وبالمشاكل التي يعاني منها، من بطالة وتهميش، والاهتمام كذلك بالقضايا الجوهرية مثل القضية الفلسطينية وهذا ما تسعى الجزائر الى تكريسه، بداية بمؤتمر لمّ الشمل الفلسطيني والقمة العربية المزمع عقدها بالجزائر.
وترى رئيسة معهد المرأة للتنمية والسلام الدكتورة كوثر الجوعان، أن دور الإعلام لا يقتصر فقط على نقل ما يدور من حولنا، بل هو ضروري كذلك لتمكين الفرد وإحداث التنمية. كما عبرت عن انبهارها خلال زيارتها لمتحف المجاهد، ودعت إلى ضرورة تخصيص زيارة لهذا المتحف للوفود الإعلامية العربية المكلفة بتغطية فعاليات القمة العربية للتعرف على جزء من نضال الشعب الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي من المنبع.
الدكتور هشام البزار من فلسطين بدوره، أكد ضرورة التفريق بين الإعلام والصحافة، فالأول قد يقتصر دوره على نقل الحقائق والصور كما هي، فيما جوهر العمل الصحفي مبني على النقد الواعي على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. كما أشاد بالجهود الجزائرية إعلاميا في دعم القضية الفلسطينية واحتضانها للحوار الفلسطيني من أجل المصالحة. وطالب الإعلام العربي بنقل ما يحدث في الأراضي الفلسطينية بشكل أكبر، وأشار إلى أن هناك حصارا ضربته قوات الكيان الصهيوني على مخيم في الضفة الغربية منذ أيام بعد عمل فدائي.
وأكد المشاركون في هذه الندوة الفكرية، على أهمية الجهود التي تبذلها الجزائر لأجل لمّ الشمل العربي، انطلاقا من القمة العربية القادمة، مع ضرورة تبني استراتيجية إعلامية عربية موحدة تحمي المنطقة والفرد العربي من الإعلام الغربي الموجه.