طباعة هذه الصفحة

سفير فلسطين. فايز محمد محمود أبو عيطة لـ «الشعب»:

كلّ فلسطيني يقدّر حرص الرئيس تبون على إنجاح المبادرة

رضا ملاح

 الاحتلال أكبر المتضررين من تحقيق الوحدة الوطنية

«إعلان الجزائر» المتوّج لمؤتمر لمّ الشمل من أجل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية».. حدث تاريخي في مكان يحمل رمزية تاريخية للفلسطينيين، ستكون له انعكاسات كثيرة على الداخل الفلسطيني وفي مسار القضية عموما، تقوية للصفوف في مواجهة الاحتلال، خصوصا مع وجود رغبة ونوايا صادقة من قبل الفصائل الفلسطينية لتجسيد الاتفاق على أرض الواقع، مثلما يقول سفير دولة فلسطين بالجزائر فايز محمد محمود أبو عيطة.


عقب توقيع الفصائل الفلسطينية الملتئمة في الجزائر «إعلان الجزائر»، مساء الخميس المنقضي، في إطار «مؤتمر لمّ الشمل من أجل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية» - في قصر الأمم بنادي الصنوبر الذي شهد قبل 34 سنة إعلان الرئيس الراحل ياسر عرفات قيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف - يتحدث السفير فايز محمد محمود أبو عيطة، في تصريح لـ «الشعب»، عن هذا الحدث التاريخي وما يُمثله للفلسطينيين بكافة مشاربهم، وأهمية ما أفضى إليه الاتفاق الموقع من حيث توحيد الصف الفلسطيني وتقويته، وأيضا عن آفاق تجسيده على أرض الواقع.
تجاوز الخلافات ووصول الفصائل الفلسطينية إلى نادي الصنوبر، بالجزائر العاصمة لتوقيع وثيقة «إعلان الجزائر»، يترجم، حسب أبو عيطة، جهود وحرص رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، على إنجاح مبادرة لم الشمل، انطلاقا من إدراك الجزائر بأهمية الوحدة الوطنية الفلسطينية في مواجهة الاحتلال.
في المقابل، يشير الدبلوماسي الفلسطيني إلى أن هذه الخطوة التاريخية - التي سبقتها لقاءات ومشاورات مكثفة سهر عليها فريق عمل جزائري - وترجمتها أيضا رغبة الفصائل الفلسطينية وتجاوبها مع مبادرة الجزائر، ويؤكد أبو عيطة، أن «إعلان الجزائر» بمثابة حدث تاريخي بالفعل، جاء بعد جهود كبيرة وحريصة بذلتها الجزائر قبل الوصول إلى هذه اللحظة التاريخية «من منطلق حرصها على توحيد جهود الشعب الفلسطيني وتقوية الصفوف في مواجهة الاحتلال».
انتصار فلسطين..
وتابع السفير في السياق ذاته: « الأشقاء في الجزائر يدركون تمام الإدراك أن أي انتصار لفلسطين، لابد أن يأتي عبر المصالحة الوطنية، وتوحيد الصفوف الفلسطينية والفصائل في مواجهة الاحتلال»، وواصل قائلا: «كل فلسطيني يقدر عاليا الجهود الحثيثة التي بذلها الرئيس عبد المجيد تبون لضمان نجاح هذه المبادرة وصولا إلى هذا الحدث التاريخ».
كما يشير المتحدث إلى الاهتمام الكبير وحرص الرئيس تبون على إنجاح المبادرة ورعايته لها «نشكر الفريق الجزائري الذي عمل ليلا ونهارا مع الأشقاء الفلسطينيين من أجل إتمام المصالحة وإنهاء الانقسام».
وعن تجسيد المبادئ الـ 9 التي أفضى إليها مؤتمر لمّ الشمل من أجل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية وانعكاساتها على الداخل الفلسطيني، يقول السفير أبو عيطة إن الشعب الفلسطيني بحاجة إلى وحدة الفصائل «الانقسام ألحق بالقضية الفلسطينية ضررا كبيرا، وبالتالي الشعب الفلسطيني يتوق لرؤية هذه اللحظة، وبالتأكيد الأمر سيختلف كثيرا.»
ويبرز المتحدث أن الاحتلال الصهيوني كان ينتفع من انقسام الصف الفلسطيني ليستمر في احتلاله للأراضي الفلسطينية، ويقول في هذا الصدد: «الاحتلال أكبر المتضررين من انجاز المصالحة وتحقيق الوحدة الوطنية، لأن الانقسام ينفعها وهي حريصة على استمراره وترفض وحدة الشعب الفلسطيني، حتى يدوم احتلالها للأراضي الفلسطينية.»
توقيع «إعلان الجزائر» الذي تضمن 9 مبادئ، يرتكز على أهمية الوحدة الوطنية كأساس للصمود والتصدي ومقاومة الاحتلال لتحقيق الأهداف المشروعة للشعب الفلسطيني، واعتماد لغة الحوار والتشاور لحل الخلافات على الساحة الفلسطينية بهدف انضمام الكل الوطني إلى منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، مثلما جاء في أول نقطة من الاتفاق.
تجسيد الاتفاق على أرض الواقع
وبشأن تفعيل آلية الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية لمتابعة إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية والشراكة السياسية الوطنية، يقول الدبلوماسي الفلسطيني، إن الرئيس محمود عباس، بصفته رئيس منظمة التحرير الفلسطينية اعتاد على دعوة الأمناء العامين للفصائل للاجتماع لمتابعة بعض القضايا الهامة، خاصة على المستوى السياسي والتحديات المفروضة على القضية الفلسطينية في مواجهة الاحتلال الصهيوني.
وأضاف بقوله: «الاتفاق ينص على تفعيل الاجتماعات من أجل رعاية ومتابعة عملية تنفيذ إنهاء الانقسام».
ويذكر أن الفصائل الفلسطينية وقعت على وثيقة «إعلان الجزائر» في مؤتمر «لمّ الشمل من أجل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية»، الخميس المنقضي، في القاعة الكبرى لقصر المؤتمرات بالجزائر العاصمة، في مكان يحمل رمزية تاريخية شهد انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني وإعلان الشهيد أبو عمار قيام الدولة الفلسطينية بتاريخ 15 أكتوبر 1988 فيما عرف بـ» وثيقة الاستقلال»، في ختام أعمال الدورة 19 للمجلس الوطني الفلسطيني (برلمان منظمة التحرير)، التي بدأت في 12 نوفمبر 1988 واستمرت 3 أيام.
وسيكون إعلان الجزائر بمثابة أرضية صلبة لتحقيق الوحدة بين مختلف الفصائل الفلسطينية عقب تحقيق توافق غير مسبوق، يمهد لتجسيد الوحدة الوطنية الفلسطينية كأساس للصمود ومقاومة الاحتلال الصهيوني، لتحقيق الأهداف المشروعة للشعب الفلسطيني.
ويأتي «إعلان الجزائر» المنبثق عن «مؤتمر لمّ الشمل من أجل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية»، تجسيدا للمبادرة التي أعلن عنها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، بعد التشاور والتنسيق مع الرئيس الفلسطيني ورئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، محمود عباس، خلال زيارته إلى الجزائر في الفترة من 5 إلى 7 ديسمبر من السنة الماضية.