طباعة هذه الصفحة

بمناسبة انطلاق موسم جني التمور في بلدة عمر

عادة «لمبات» اعتزاز بالنخلة وقيمتها في المجتمع المحلي

ورقلة: إيمان كافي

تعتبر عادة «لمبات» من العادات القديمة المتوارثة بين الأجيال، والتي يحرص سكان بلدة عمر بولاية «تقرت» على إحيائها كل سنة، باعتبارها تشكل إيذانا بانطلاق موسم جني التمور.
 تمثل هذه العادة الاجتماعية إشارة متفق عليها بين سكان هذه البلدة للبدء في جني «الدقلة» عبر غابات وبساتين النخيل، حيث يتنقل كل السكان رجالا ونساء وأطفالا بكبيرهم وصغيرهم إلى  «أخشاش» وهي البلدة القديمة، وفي التجمعات الموجودة عبرها يجتمع أهل المنطقة ويشارك الجميع في تحضير وإعداد مختلف الأطباق التقليدية المحلية، خاصة طبق «المحكوك» الذي يكون حاضرا بقوة بالإضافة إلى أطباق أخرى منها طبق «البندراق» أو «الطعام»، وتكون هذه المناسبة فرصة لتبادل شتى الأطباق التقليدية وإكرام الضيوف والوافدين، حسبما ذكر مفتاح بوخلط رئيس جمعية الفجر للسياحة الشبانية والتراث الأمازيغي في حديث لـ»الشعب».
 وتشكل هذه العادة موعدا هاما بالنسبة لسكان بلدة عمر، حيث لا يتأخر عن الحضور والمشاركة أحد، كما تعد عادة «لمبات» فرصة لنبذ كل الحواجز وتجاوز كل الاختلافات وتعزيزا لقيم التعاون والتكافل الاجتماعي والتشارك بين سكان هذه البلدة، حيث يتعاون الجميع في جني التمور عبر مختلف الغابات.
وترافق هذه العادة، تظاهرات وفعاليات متنوعة تضفي أجواء مميزة، حيث تشارك العديد من الفرق الفلكلورية وفرق الفروسية والبارود في رسم جو مبهج، كما يتم تنظيم معارض بالمناسبة ويتوجه الكثير من الأفراد نحو المساجد والمدارس القرآنية لختم القرآن.
وبالحديث عن أصل هذه العادة المحلية «لمبات»، ذكر رئيس الجمعية أن هذه الكلمة التي تعني المبيت، جاءت من أصول هذه العادة قديما، حيث كان السكان عندما يتنقلون إلى بلدة عمر القديمة «أخشاش» يبيتون فيها وفي صباح اليوم الموالي يستيقظون باكرا للانطلاق نحو غاباتهم لمباشرة عملية جني التمور.
كما أشار المتحدث في سياق متصل إلى أن مشاركة الجمعيات المحلية مهمة جدا في تنظيم هذا النشاط، وذلك من خلال جمعية رجال الحشان ببلدة عمر وبمشاركة جمعيات أخرى مهتمة بالتراث، حيث يعزز اهتمام فعاليات المجتمع المدني بهذه العادات الاجتماعية المحلية، التمسك بتقاليد سكان هذه المنطقة.
وأكدا بهذا الشأن أن الكثير من العادات في منطقة بلدة عمر ترتبط بالنخيل وجني التمور والاهتمام بهذا النشاط الفلاحي الذي يحظى بأهمية خاصة في أوساط المجتمع المحلي، مضيفا أن عادة «زيارة النخلة» تعد من بين هذه العادات التي يحييها السكان في شهر جوان والتي تتعلق بمتابعة غلّة التمور، حيث تعد هذه العادة فرصة لتكثيف العناية بالنخيل وعراجين التمور ومتابعة إنتاجيتها.
وتحمل هذه العادة كما قال المتحدث قيمة اجتماعية ويهتم سكان المنطقة من خلال إحيائها كل سنة بتعريف الأطفال بأهمية النخلة في حياة هذا المجتمع المحلي ولترسيخ حب خدمة النخلة فيهم منذ الصغر، خاصة أنها تتزامن مع عيد الطفولة ومهرجان الطفولة والعطلة الصيفية.