طباعة هذه الصفحة

إعلاميون عرب في قمّة نوفمبر:

تغطيـة غـــير ورقية لجمهـور مـن العصــر الرقمـي

علي عزازقة

حرصت الجزائر منذ انطلاق الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية يومي 1 و2 نوفمبر الداخل، على توفير كل الظروف المواتية من أجل نجاح القمة على كل المستويات سواء كانت سياسية، اقتصادية وإعلامية، وهذا كان جليا في الجهود المبذولة من قبل المنظمين في المركز الدولي للمؤتمرات.

رصدت “الشعب” جدية صارمة في التحضير للقمة العربية بالمركز الدولي للمؤتمرات، حيث عمل جميع المنظمين على توفير الوسائل الضرورية لضيوف الجزائر الذين أعربوا عن اعتزازهم بتواجدهم بالجزائر، في حين يتأمل الجميع في أن تكون قمة الجزائر واجهة حقيقية لما يبتغيه كل العرب من الزعماء المجتمعين بأرض الشهداء يوم الذكرى 68 لثورة التحرير المباركة.
ولم تقتصر جهود الجزائر على توفير الوسائل اللوجستية فحسب، بل حيث سبقتها جهود دبلوماسية غير مسبوقة تتماشى مع الغاية المرجوة من تنظيم القمة العربية بالجزائر والتي تستهدف تحقيق “لمّ شمل” وتشكيل تكتل عربي-عربي يعمل على التجاوب الفعلي مع الأزمات التي يشهدها العالم العربي.
قمّة عربية استثنائية وغير مسبوقة
وفي هذا الصدد، تؤكد الصحفية اللبنانية فاديا الحسيني، أنها منذ وصولها للجزائر التي تزورها أوّل مرّة لاقت ترحيبا كبيرا من الجزائريين الذين سهلوا عملية اعتمادهم كصحفيين لتغطية أشغال القمة إضافة إلى تسهيل عملية الوصول إلى الفندق وإلى المركز الدولي للمؤتمرات، مشددة في الوقت نفسه على أنها وجدت كل الظروف المساعدة على تقديم المعلومة بشأن مجريات ما يحصل في القمة منذ يوم الأربعاء الماضي.
وتواصل صحفية وكالة يونيوز للأخبار حديثها: “حتى وإن كانت القمة العربية دون أوراق لكن كان كل شيء في المتناول، ويوجد مساعدات كبيرة وتسهيلات كبيرة أيضا من الطاقم المشرف على عملنا، وباختصار لم أر تسهيلات عمل مثلما شاهدته في قمة الجزائر التي أصفها بالاستثنائية”.
الحسيني وعند جوابها على سؤال متعلق بمدى نجاح القمة، أشارت إلى أن القمة مادام احتضنتها الجزائر فيجب أن تنجح لكون هذا البلد منذ استقلاله يعد صاحب قرار وليس مسيرا يعني القرارات التي سيخرج بها القادة في قمة الجزائر هي ما ستنفذ على أرض الواقع”.
تنظيم متميز يعكس التحضير الجيّد للقمة
مراسل قناة الغد بالجزائر، كريم قندولي، وفي حديث مع “الشعب”، أشاد بتنظيم الجزائر المحكم للاجتماعات التحضيرية للقمة العربية، حيث وصفها بالمتميزة وهو ما يدل بحسب محدثنا على التحضير الكبير لموعد القمة التي لم تعقد منذ ثلاث سنوات.
ومن الناحية اللوجستية، أشار قندولي إلى أن المركز الدولي للمؤتمرات الذي يحتضن أشغال القمة، يوفر وسائل جد متطورة، إضافة إلى قاعات وصالات فخمة وعملاقة، ومطاعم وقاعة للصلاة، للضيوف ورجال الإعلام.
ويرى المتحدث ذاته أن أكبر تفوق من الناحية التنظيمية، يتمثل في أن الدورة 31 ستكون أول قمة دون ورق، بمعنى أن القادة والزعماء العرب لن يتوجب عليهم متابعة الأشغال عبر المستندات والأوراق، وهذا تحدي كبير نجحت فيه الجزائر.
التنظيم المحكم كان جليًا
ويرى الصحفي في مؤسسة الحوار الجزائرية، عبد الرؤوف حرشاوي، أن التنظيم الإعلامي المحكم كان واضحا منذ انطلاق أشغال الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية على مستوى القمة يومي 1 و2 نوفمبر الداخل، وهذا من قبل المسؤولين عن الإعلام.
ويشير حرشاوي، في حديث مع “الشعب” إلى تخصيص المركز الدولي للصحافة فضاء إعلاميا يساعد على ضمان احترافية كبيرة في العمل، مضيفا في هذا السياق: “المركز أبان عن احترافية كبيرة في سهره على تسخير كافة الإمكانيات المطلوبة للعمل الإعلامي منذ بداية الاجتماعات التحضيرية للقمة”.
وتابع المتحدث: “من جهتنا كإعلاميين نعمل في ظروف مريحة سواء الصحافة المحلية أو الأجنبية، التي حظيت بنفس المعاملة وحصلت على نفس ظروف العمل من إتاحة لشبكة أنترنت ذات تدفق عال وإمكانيات العمل المتوفرة داخل المراكز الإعلامية المفتوحة لغاية انتهاء الأشغال وطيلة أشغال القمة”.
وبشأن توفر المعلومة، لفت إلى أن المعنيين بهذه النقطة سهروا  على إطلاع الصحافة المكلفة بالتغطية بكافة التفاصيل، سواء من ناحية إخطار الصحافة بالبرنامج اليومي أو حتى السلاسة في  الوصول الى أعلى المسؤولين العرب والحصول على تصريحات، أو حتى تنظيم ندوات صحفية من طرف مختلف المسؤولين لإمداد الصحفيين والإعلاميين الحاضرين بالمعلومة.
وأضاف: “كل المؤشرات تقودنا للتأكيد على تحقيق نجاح كبير من جميع النواحي، وهو ما يترجمه الزخم الإعلامي والتغطية الكبيرة التي حظيت بها أشغال القمة العربية منذ يوم الأربعاء الماضي”.
وبشأن المخرجات المرتقبة من القمة العربية، فذكر حرشاوي أنها ستكون خادمة لا محالة للمجتمع العربي ككل، وهذا بالنظر إلى البنود المرفوعة إلى مجلس وزراء الخارجية بالقمة، سواء من المجلس الاقتصادي والاجتماعي أو حتى كبار المندوبين.
ويتابع في هذا السياق: “من جهتها تحرص الجزائر على أن تكون القمة جامعة وفرصة للم الشمل العربي وتوحيد الرؤى والصفوف في مواجهة التحدّيات، كما تولي أهمية للقضايا الكبرى على رأسها القضية الفلسطينية، في حين تؤكد الوفود المباشرة أن قمة الجزائر تتجه بخطى ثابتة نحو تحقيق النجاح في انتظار يوم الحسم والنتائج التي ستتمخض عن اجتماع القادة العربي”.
قمّة عربية رقمية..
ولا يختلف حديث الصحفي بـ«سبق برس” محفوظ نحناح عن سابقيه، حيث أكد في تصريح لـ«الشعب”، أن ظروف العمل في المركز الدولي للمؤتمرات كانت جيدة على جميع المستويات، وهذا من ناحية المعدات ومن ناحية الاستقبال وتدفق الانترنت التي كانت عالية و«ساعدتنا جميعا من أجل تقديم مادة إعلامية دسمة للمشاهد العربي الراغب في نجاح القمة العربية”.
ونوّه ببادرة قمة بدون ورق، مشيرا إلى تطبيقها ميدانيا حيث ساعدت الجميع من دون استثناء، وأكد في هذا السياق القمة لحد الآن رقمية بامتياز، وبشأن توفر المعلومة لفت إلى أنها كانت متوفرة للجميع دون استثناء وتعاون كبير من قبل المكلفين على مستوى وزارة الخارجية، وهذا من ضبط الندوات الصحفية واللقاءات الثنائية التي جمعت وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة ونظرائه العرب.
ولدى تطرقه إلى ما يمكن أن يكون في اجتماع الزعماء العرب يومي 1 و2 نوفمبر، قال: “هي قمة لم الشمل العربي ونرجو أن يتحقق هذا العنوان على أرض الواقع خاصة أن الجزائر ستجمع كل العرب في ذكرى أوّل نوفمبر المجيدة وبوادر النجاح أضحت جلية وواضحة”.