تعرف السياحة الحموية إقبالا منقطع النظير من قبل العائلات خاصة خلال العطلة الشتوية، لما توفره من منافع صحية كثيرة، ما جعل الحمامات المعدنية وجهة مفضلة لدى الباحثين عن العلاج والراحة والاستجمام، الأمر الذي يتيح فرص استثمارية لتحقيق التنمية الاقتصادية والرفع من مداخيل الدولة.
تشهد السياحة الحموية خلال السنوات الأخيرة حركية كبيرة في موسم الشتاء، بحيث أضحت مقصد العديد من العائلات خاصة أمام موجة البرد والانخفاض الكبير في درجة الحرارة، متجهين نحو تلك الحمامات الساخنة للاستفادة من المعادن والأملاح التي تحملها تلك المياه الجوفية المفيدة للصحة، سواء لبعض المشاكل الباطنية كأمراض الكلى، أو مشاكل البشرة، وغيرها.
من جهتها، تتهافت الوكالات السياحية على تقديم عروض ترويجية للسياحة الحموية بتنظيم عديد الرحلات نحو الحمامات المعدنية المنتشرة عبر ولايات الوطن وبأسعار تنافسية تتضمن النقل والمبيت وخدمات أخرى، خاصة أمام الطلب المتزايد من قبل العائلات خلال موسم الشتاء لما لها أهمية من الناحية الصحية والترفيهية.
وأمام الزخم الكبير للحمامات المعدنية المنتشرة عبر ربوع الوطن على غرار حمام المسخوطين وحمام الصالحين في شرق البلاد وحمام زلفانة في الجنوب، إضافة إلى حمام ملوان وحمام ريغة القريبين من العاصمة وحمام بوحنيفية وحمام الشيقر غرب البلاد، تتوفر ولاية مستغانم على حمام معدني ببلدية عين النويصي تنبع مياهه الساخنة من عين سيدي يستعمل لمعالجة الأمراض الجلدية والروماتيزم، يشهد حاليا انجاز محطة حموية تضم حمام معدني وفندق وإقامة سياحية بطاقة استيعاب 160 سرير وحظيرة تتسع لـ 100 مركبة مع توفير 65 منصب شغل دائم.
وأمام الطلب المتزايد على زيارة هذه الحمامات المعدنية لاتزال هذه الأخيرة بحاجة إلى إعادة الاعتبار والتشجيع على الاستثمار في هذه الشعبة السياحية الهامة قصد إنجاز محطات حموية تستوفي كل الشروط المتفق عليها بحيث تعد ركيزة في السياحة الداخلية ومورد اقتصادي واعد.