أسفرت نتائج الاجتماع الأخير للمكتب الفيدرالي للاتحادية الجزائرية للسباحة عن تحديد تاريخ 13 و14 جانفي 2023 من أجل انطلاق الموسم الرياضي الجديد 2022 - 2023 من خلال البطولة الوطنية بين الأندية، والذي سيكون مباشرة بالمسبح الكبير يأتي هذا التأجيل نظرا للمشاكل المالية التي تعاني منها الأندية الجزائرية في الفترة الحالية، والتي أدّت إلى تأخر انطلاق التحضيرات الخاصة بالمواعيد القادمة، الأمر الذي اضطر المسؤولين لاتخاذ إجراءات تتماشى مع الوضع الراهن حتى لا تكون انعكاسات سلبية مستقبلا، خاصة أن هذه الرياضة عرفت تألق كبير في الموسم الماضي على كل الأصعدة.
القرار جاء بعد جملة من اللقاءات التي انطلقت من الاجتماع التقني للاتحادية، والذي ناقش الوضع وحدد عديد النقاط، وبالرغم من أن اجتماع المكتب الفيدرالي الذي جرى بتيكجدة الأسبوع الماضي، خصّص للفصل في الرزنامة وكل ما يتعلق بالموسم الجديد، الا أن القرارات تأجّلت لأنها حاسمة وتتعلق بمستقبل عدد كبير من الرياضيين، وبعد التأكد من عدم قدرة الأندية من العودة للمنافسات الرسمية في الفترة الحالية تم إلغاء المرحلة الشتوية داخل الحوض الصغير للبطولة الوطنية التي جرت العادة أن تكون بين شهري نوفمبر وديسمبر، إلا أن المكتب الفيدرالي اتخذ التدابير اللازمة التي تتلاءم مع الجميع لضمان الاستقرار، ومن جهة أخرى للسماح للأندية والرابطات للاستعداد الأمثل لقادم المواعيد التي تدخل ضمن رزنامة الموسم المقبل، كما أن الوقت غير كاف لأن شهر ديسمبر سيعرف إجراء بطولة العالم بأستراليا.
من جهة أخرى، فإنه تم تحديد التواريخ المتعلقة بالفئات الصغرى وتشمل الأواسط، الأصاغر والبراعم والتي ستكون مباشرة بعد الانتهاء من منافسة فئة الأكابر ضمن البطولة الوطنية بين الأندية، وقبلها ستكون برمجة منافسة المياه المفتوحة لمسافة 3 كيلومترات داخل الحوض يوم 6 جانفي 2023، في حين ستكون المرحلة الثانية من المنافسات المفتوحة يوم 25 جوان، ولم يتم تحديد مكان إجرائها إن كانت بالبحر أو في أحد السدود التي تتوفر على الشروط اللازمة لضمان إنجاح الموعد، كما تشمل الرزنامة المتفق عليها والخاصة بالموسم الجديد إجراء ولأول مرة منافسات الماسترز، والتي ستكون على 3 مراحل في شكل سهرات رمضانية، وتكون بمثابة فرصة للجمهور المحب للسباحة للاستمتاع من خلالها، بالنظر للمكانة التي أصبحت تشهدها هذه الرياضة مؤخرا، والتي عرفت عودة الجمهور لمدرجات المسابح بقوة.
أما فيما يتعلق بالعناصر الوطنية للسباحة، تم تحديد البرنامج التحضيري الخاص بهم بما يتماشى مع الأجندة الدولية لضمان تحضير امثل لهم، أي أنه سيكون وفق التواريخ المؤهلة للمواعيد العالمية او الألعاب الأفريقية المقررة السنة القادمة، إضافة إلى بطولات مفتوحة وملتقيات دولية تدخل في إطار عملية جمع النقاط المؤهلة للألعاب الأولمبية بباريس 2024 التي تعد الهدف المباشر في الفترة الحالية بالنسبة المسيرين والفنيين وكذا السباحين. من جهة أخرى، فإن كل هذه الإجراءات تدخل من عملية ترشيد النفقات بالنظر للضائقة المالية التي تعاني منها الاتحادية، ممّا اضطر الجميع لوضع إستراتيجية تليق بالمعطيات إلى غاية تحسن الأمور مستقبلا من خلال انتهاج برنامج يضمن تحضير امثل للمواعيد الدولية التي تنتظر الرياضيين في الفترة القادمة، كما تم الاحتفاظ بصيغة التأهيليات الخاصة بالرابطات من أجل بلوغ المستوى الوطني حتى تكون البطولة الوطنية ذات مستوى عال، في حين ستجري البطولة الوطنية الصيفية المفتوحة بين 20 و24 جوان للأكابر وبين 3 و5 جويلية بالنسبة للاصاغر.
كما حدد تاريخ 24 نوفمبر الجاري لعقد الاجتماع التقني السنوي للاتحادية الجزائرية للسباحة الخاص بكرة الماء من أجل تحديد رزنامة المنافسات الوطنية، حيث سيشمل الموعد مشاركة 6 أندية وأربعة رابطات، وسيكون توزيع حسب عدد الرياضيين مع احترام المسافات بين الولايات لضمان نجاح العملية، أين توجد الأصناف العمرية لأقل من 20 و16 و13 سنة بما أن الاختصاص عاد مؤخرا للنشاط، حيث كان التركيز في السابق على السباحة العادية فقط، وكان الفريق الوطني لأقل من 16 سنة قد حقق المركز الثالث في البطولة العربية التي جرت بمصر السنة الماضية، ولهذا فإن الهدف الحالي تطوير هذا الاختصاص والمنافسات ستكون وفق المسابح المتوفرة سواء 50 او 25 متر.
للإشارة، فإنّ المسبح التابع للمركب الأولمبي محمد بوضياف بالعاصمة يشهد اجراء الدورة التدريبية التي يشرف عليها الاتحاد الدولي في اختصاص الغطس، والتي تشهد تواجد خبراء ومؤطرين دوليين لإنجاح العملية حتى يتم تكوين المدربين الذين سيشرفون على تكوين الرياضيين مستقبلا، من جهة أخرى فإننا سجلنا عودة قوية للسباحين الجزائريين الذين ينشطون في البطولة الفرنسية على غرار بن بارة، جواد سيود، سفيان عاشور وأسماء أخرى، إضافة إلى مشاركة كل من رانيا نفسي ومنصف بلمان ضمن بطولة كندا المفتوحة المؤهلة لبطولة العالم المقرر بأستراليا، وبالتالي فإن كل هذه المواعيد تدخل ضمن الاستعدادات الجادة للمنافسات الكبرى التي تنتظر رياضيينا.