طباعة هذه الصفحة

تتنافس على جوائز مهرجان المسرح الأمازيغي بباتنة

“لعفيفث غر ايمسخسين” و”أوبيو” تشرحان الواقع الاجتماعي بالجزائر

باتنة: حمزة لموشي

تتواصل فعاليات الطبعة الـ12 من المهرجان الثقافي الوطني للمسرح الأمازيغي، بولاية باتنة، حيث شهدت دار الثقافة تزامنا مع انطلاق العروض في يومها الأول، تنوّعا كبيرا في المسرحيات المقدمة بالمتغيرات الناطقة بالأمازيغية، حيث قدّمت تعاونية اللمسة الثقافية من باتنة عرضا ناطقا بالشاوية بعنوان “لعفيفث غر ايمسخسين” أو “حريق لدى المطافئ”، نال استحسان الجمهور.
المسرحية تتحدّث عن نشوب حريق في احدى القرى يستنجد خلالها المواطنون بمركز الإطفاء المتواجد بها من خلال المكالمات الهاتفية المتكرّرة، غير أنّ الأعوان لا يُولون أية أهمية لذلك الحريق، وهو ما يدفع المدير العام للمركز بتفقد أحواله، وفي خضم الاحتفال بهذه الزيارة ينشب حريق في المركز فيستنجد هؤلاء الأعوان بالمواطنين لإطفاء الحريق، وتتصاعد الأحداث في قالب فكاهي ومشوّق، خاصة بعد امتداد الحريق ولجوء السكان لأعوان المركز الذين يخبرونهم أن الحريق لن ينطفئ سوى بمعجزة.
واعتبر الفنان عبد القادر تاعشيت صاحب النص أنّ العرض يختصر أحداث مشوقة ومهمة تدور بين أربعة شخوص مسرحية، في قالب فكاهي هزلي يحمل عدة رسائل اجتماعية يمكن أن تتفاوت دلالاتها حسب ذهنية متلقي المسرحية، تجتمع في ظاهرة البيروقراطية وتفشيها في معظم القطاعات.
كما شهدت الفترة الليلية من اليوم الاول، عرض مسرحية للجمعية الثقافية “ثاغرما أقبو” من ولاية بجاية تحت عنوان “أوبيو”، حيث تتحدث عن مجموعة من التلاميذ الذين يدرسون في الطور الثانوي، ويملكون الكثير من الطموحات والمواهب، غير أنهم يتعرضون للظلم والتهميش من قبل الأساتذة، أين يقرّر التلاميذ طرد الأستاذ الأول وينجحون في ذلك، قبل أن يأتي أستاذ آخر ويكون مشابه للأول وغير مبال بهم، وبطموحاتهم وهو ما يجعلهم يقرّرون الهجرة غير الشرعية “الحرقة” عن طريق البحر، وينتهي بهم المطاف بفقدانهم لحياتهم بعد الغرق.
العرض المسرحي رافقته موسيقي تراجيدية، تحمل رسالة فحواها أنّه يتعين على الشباب عدم الاستسلام والعمل على تحقيق الطموحات وقد استعان العرض بديكور بسيط وملابس برتقالية للتلاميذ دلالة على الظلم الذي يتعرضون له كأنهم مساجين.
وكانت افتتاح الطبعة الـ12 للمهرجان قد شهد إقبالا جماهيريا كبيرا للجمهور ولعشاق أبي الفنون، بحضور ممثل وزارة الثقافة والفنون إسماعيل يبرير رفقة السلطات المحلية للولاية، والذي عرف تقديم عرض شرفي لمسرحية “اندروينا” التابعة للمسرح الجهوي لأم البواقي والتي تتحدّث عن تأثير الأنترنت على حياة الطفل وكيف تتحكّم به، حيث أشاد ممثل الوزارة في كلمة ألقاها بالمناسبة بدور المسرح في التنوير وغرس قيم المواطنة، منوّها بالدور الاستشرافي للمسرح في الحياة العامة، كونه لم يكن خطابا تثقيفيا فقط، مضيفا أن المسرح في الجزائر وحد الشرق والغرب في خطابه، معيدا احياء القيم وساهم في بناء التفوق حسبه.
بدوره محافظ المهرجان، أكد أن استمرار هذه التظاهرة السنوية تعود للحضور الجماهيري الدائم، الذي يعتبر دعما معنويا لاستمرار أهداف الوزارة الوصية، والتي تسعى من خلال هذه التظاهرات إلى تحقيق التطوّر في مجال الانتاج الثقافي والفني، والعمل على خلق فضاءات للتواصل بين أبناء هذا الوطن، مضيفا أن المهرجان أثبت جدواه في تفاعل الأفكار وتبادل الخبرة بين المبدعين في مختلف الفنون الفرجوية الناطقة بالأمازيغية بمختلف متغيراتها والتي ستساهم في رفع مستواهم وتراكم خبرتهم.
كما نوّه رئيس بلدية باتنة بالتظاهرة وفعاليتها في تلاقي أبناء الوطن من جميع الانحاء، حيث تذوب مختلف الطبوع وتتنافس على ركح المسرح بتحف مسرحية تساهم في حماية الهوية الأمازيغية، وتعمل على إرساء معالم التنوّع الثقافي الذي يعتبر مصدرا حيويا للتنمية الثقافية والسياحية والاجتماعية. والجدير بالذكر أن الطبعة الـ12 ستشهد تنافس 8 فرق من ولايات باتنة، تيزي وزو، إليزي، ورقلة، بجاية والبويرة في 6 أيام، على 8 جوائز في المهرجان.