طباعة هذه الصفحة

أحمد طيباوي يتحدث عن “اختفاء السيد لا أحد”، ويؤكد:

الجوائز حافز للإبداع وتقديم أعمال أدبية في المستوى

أمينة جابالله

قال الروائي أحمد طيباوي صاحب رواية “اختفاء السيد لا أحد”، الفائز بجائزة نجيب محفوظ بالجامعة الأمريكية في القاهرة، إن الجوائز تلعب دورا مهما في مسيرة الكاتب، فهي ما يخوّل له الاستمرار في خوض غمار تجارب الإبداع، لاسيما ترك بصمة عريضة في مصف قائمة الأقلام المميزة، واستعرض، في أثناء ندوة أشرف عليها بشير غريب، أهم المحاور التي تشكّل النسق العام لأحداث آخر رواية له، بما في ذلك الشخصيات الواردة فيها وعلى رأسها بطل الرواية.

كشف الروائي أحمد طيباوي، في سياق تشخيص وتشريح القيمة السردية في روايته “اختفاء السيد لا أحد”، وهي التي أجمع كثير من قرائها على أنّها تضمنت نوعاً مختلفاً للسرد في كل جزء منها، محقّقا بذلك التناسب المطلوب مع محتواه بما في ذلك الهالة الجمالية لعنصر التشويق الذي رافق كل أطوار الرواية على امتداد قسميها.
وأشار الروائي في الجلسة الأدبية التفاعلية التي عقدها مؤخرا بالصالون العربي للكتاب، إلى أنه لجأ إلى أسلوب سرد الذات في الجزء الأول من رواية “اختفاء السيد لا أحد” والتي جاءت في حدود 120 صفحة، معتبرا أنه العنصر البارز الذي يتناوله الروائيون عند التعمّق في كشف الدواخل، حيث تسرد شخصية المختفي “لا أحد”، بما تحدث به نفسها من نوازع متضاربة بين الخير والشر، ورغباتها المتجهة إلى تأمين السلامة التي تعتبر العنوان الأصلي للاحتياج الإنساني، إضافة إلى مخاوفها التي تعتريها من كل صوب، أو كما هي تراه في واقعها، وكذلك عن إحساساتها بالذنب وجلد النفس، وأيضا عن طيبتها المتمثلة في ذلك السلوك الكريم تجاه الناس الآخرين، من حيث معاملتهم بشكل جيد والكرم نحوهم والقلق عليهم من دون انتظار مكافأة منهم.
وفي سياق متصل، تكلّم ذات المتحدث في روايته “اختفاء السيد لا أحد”، الصادرة عن منشورات ضفاف ومنشورات الاختلاف، عن عنصر تمديد حركة الداخل، وتقصير حركة الأحداث والشخصيات الأخرى، مستخدما فعل الحاضر في السرد لتقوية المشاهد صوَرياً، ويظهر ذلك جليا أثناء سرد سيرة “السيد لا أحد” القصيرة خلال نشأته وتعليمه وماضيه ككل، بينما سيرته الراهنة في الاعتناء بوالد صديقه المقعد تأخذ الزمن كله، وهو ما يقابله ذلك المونولوغ الطويل، إلى جانب تلك الشخصيات القليلة، أما في الجزء الثاني فلقد خصّصه للحوار مع الغير، وذلك من خلال تمديد سير الشخصيات، التي كانت محطّ تحقيقات محقق الشرطة.
من جانب آخر، عرفت الجلسة فتح باب النقاش، تمّ فيها تحليل بعض الرؤى المنضوية بالأساس على البنية العامة للرواية الحائزة على جائزة نجيب محفوظ العام المنصرم 2021، حيث تمّ التطرّق فيها إلى تأثير دور الجوائز في مسار الكاتب عموما، والتي ثمّنها الروائي أحمد طيباوي، واعتبرها حافزا للتقدم وإنتاج أعمال إبداعية ترنو إلى مستوى عال، وبطموح لا يمكن تحديد سقف توقعاته، كما جاء على لسانه في هذا السياق: “يجب الأخذ بعين الاعتبار النصوص الكلاسيكية ومخرجات الجوائز التي أصبحت مؤثرة، مهما كانت ملاحظاتنا عليها”.
للإشارة، فإن أحمد طيباوي من مواليد 8 يناير 1980 بعين بوسيف، ولاية المدية، كاتب روائي وأستاذ بجامعة فرحات عباس، حاصل على دكتوراه في إدارة الأعمال من جامعة البليدة في أفريل 2016، فاز بجائزة نجيب محفوظ للأدب لعام 2021 عن روايته “اختفاء السيد لا أحد”، ونال جائزة رئيس الجمهورية للمبدعين الشباب (علي معاشي) في جوان 2011 عن باكورة أعماله الروائية “المقام العالي” الصادرة عن المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية بالجزائر ENAG، كما صدرت له في صيف 2014 رواية “موت ناعم” عن منشورات الاختلاف بالجزائر ومنشورات ضفاف ببيروت، وهي الرواية المتوجة بإحدى جوائز الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي بالخرطوم في دورتها الرابعة في فيفري 2014، ومؤخرا استلم بضع نسخ من الطبعة الانجليزية من رواية “اختفاء السيد لا أحد”، من جمهورية مصر العربية.