طباعة هذه الصفحة

معالجـة 20 حاوية في الساعة وإرساء السلامة بالأرصفـة

مينــاء الجزائـر.. مضاعفــة المردودية وتطوير الأداء

فضيلة بودريش

كفــاءات جزائريــة شابة والرهان على ترقية التصدير

سرعة في الأداء، وخدمات ذات تنافسية عالية تواكب تلك المعروضة في موانئ العالم، مع تقليص في الكلفة وتقليل مدة رسو الباخرات على الأرصفة، إنه سقف عال من النجاعة وصل إليه ميناء الجزائر العالمي إثر تحقيقه قفزة محسوسة في معالجة 20 حاوية بالساعة بعد أن كان هذا العدد لا يتجاوز 8 حاويات فقط، بفضل استعماله لتقنيات جد متطورة انعكست على تضاعف مردوديته بنحو ثلاث مرات، فيما ارتفع التصدير من 1.5
 إلى 4 بالمائة.

نظم ميناء الجزائر العالمي الذي يبرم شراكة مع مجموعة دبي منذ عام 2009، جولة خاصة لرجال الإعلام، من أجل التعرف عن قرب على آخر التطورات التي يشهدها عمل الميناء بداية بالتسيير التكنولوجي وبتقنية عن بعد، واستعرض في هذه الجولة سمير بوماتي الرئيس التنفيذي الرسمي بميناء الجزائر العالمي آخر التطورات والنجاحات التي يشهدها الميناء ويضم ميناء العاصمة وميناء جن جن، وأكد أن ميناء الجزائر استفاد من استثمار 114 مليون أورو، مشيرا في سياق متصل أنه مسّت هذه الاستثمارات البنى التحتية ومختلف المعدات التكنولوجية الجديدة، وكذا الأنظمة المعلوماتية الحديثة، وشملت كذلك تأهيل الكفاءات الشابة بهدف التحكم بالتسيير والإلمام بأحدث التكوينات الحديثة في الموانئ عبر مختلف القارات، وقال إن الإطارات الشابة في الوقت الحالي، تتمتع باحترافية عالية وذات بعد عالمي.

ارتفاع نسبة شحن الصادرات إلى 4 ٪

وفيما يخص ميناء جن جن، توقع بوماتي أن يصبح أحد أكبر الموانئ بالجزائر حيث ترسوا فيه البواخر بأكثر من 14 ألف حاوية، وفوق ذلك تسمح باستقبال البواخر المتجهة للجزائر، وحتى لا تذهب هذه الأخيرة إلى موانئ بلدان البحر المتوسط، كما ذكر بوماتي الرئيس التنفيذي أنه يمكن لبواخر كبيرة أن ترسو قادمة من بلدان أسيوية نحو ميناء جن جن مباشرة، حيث يقدم خدمات سريعة، وأعطى بوماتي مثالا على ذلك بباخرة قادمة من ميناء بور سعيد المصري تجاه ميناء جن جن، واعترف أن التكلفة تتقلص بنسبة 53 بالمائة، وتحدث أنهم حريصون على التماشي مع سياسة الحكومة الساهرة على تشجيع الصادرات خارج قطاع المحروقات حيث في ميناء الجزائر عدد الحاويات ارتفع بخصوص عمليات التصدير حسب بوماتي، من 1,5بالمائة إلى 4 بالمائة، ويتطلعون خلال خلال السنتين المقبلتين للقفز إلى نسبة الحاويات التي تعنى بالتصدير إلى نحو سقف 10 بالمائة، كما تحدث عن الخدمات اللوجستية التي يقدمونها إلى الزبائن المصدرين في الوقت ينتظرون تكلفة منخفضة والوقت الزمني أقل، ويرى أنه لديهم كل التجهيزات الخاصة بالحاويات مثل التبريد يقدمونها كخدمات إضافية للمصدرين. أما فيما يتعلق بمردودية الميناء قال بوماتي سمير إنها تضاعفت بحوالي ثلاث مرات، أي صار الميناء يستقبل بواخر بحجم كبير، وهذا من شأنه تقليص الخسارة بصورة كبيرة.

تسيير متطوّر

الميناء كان يستوعب 250 ألف حاوية في عام 2009، وارتفع هذا الرقم إلى أكثر من 750 ألف حاوية في عام 2022 أي حاوية نمط 20 قدما، بينما يتوقعون خلال الثلاث سنوات المقبلة أن تبلغ حدود 1 مليون حاوية في السنة.
ذكر بوماتي أن كل من مينائي الجزائر وجن جن يشاركان بعملياتهما التشغيلية في تحقيق خطط الحكومة عبر الالتزام بربط السوق المحلي بمسارات التجارة العالمية وتعزيز حركة التجارة بين الجزائر والدول الافريقية. وأكد أن «دبي بي ورلد» أو ميناء الجزائر العالمي يسعى إلى إحداث تأثير إيجابي في حياة الأفراد والاقتصادات والمجتمعات التي تعمل فيها ومنذ2009عمل فريق الشركة في الجزائر على عقد الشراكات المهمة مع الشركات المحلية لتوفير700 فرصة عمل مباشر وأكثر من 100فرصة عمل غير مباشرة، وتعمل هذه الشركات المحلية حاليا كمتعاقدين فرعيين في ميناء الجزائر.
من جهته صديقي رضا مدير العمليات بميناء الجزائر العالمي تحدث بدوره عن تقلص الحوادث كثيرا، لأن التواجد البشري تقلص، وعلى خلفية أن الموارد البشرية صارت تسيّر بطريقة تكنولوجية حديثة، واعترف أن الشراكة مع موانئ دبي منذ 2009، سمحت بالتسيير المتطور للموانئ بالعالم، ومواكبة التطور الجاري والسريع بموانئ العالم.

تكلفة منخفضة ومدّة زمنية أقلّ

ولم يخف صديقي أن متوسط رسو الباخرة كان يستغرق خمسة أيام وأسبوعا وحاليا لا تتعدى مدة إفراغها للبضائع يومان، وقال في حالة استعمال التقنية القديمة، تبقى لمدة عشرة أيام، أما الباخرة الكبيرة مدة مكوثها بالميناء لا يتعدى أربعة أيام على الأكثر، وذكر أنه العام الماضي عالجوا 375 ألف حاوية و26 بالمائة من الحاويات التي تعالج وترسو بالجزائر يستحوذ عليها ميناء الجزائر.
وكشف أن عدد البواخر التي تم استقبالها بلغ 326 باخرة في عام 2021 بينما آسيا يانات مديرة تجارية بميناء الجزائر العالمي، تطرقت إلى مواكبة ميناء الجزائر العالمي التنافسية وحريص على التموقع بمكانة مهمة بمنطقة البحر المتوسط أي ليكون بنفس المستوى الخدمات التي توفرها الموانئ بالعالم، وميناء الجزائر العالمي، تقارن مردوديته مع موانئ الموجودة بالبحر الأبيض المتوسط حتى تلك الموجودة بالشرق الأوسط، وهذا حسب المديرة يانات، مكن من رفع تنافسية الميناء ومنح خدمات للمتعاملين ليكون لديهم وسيلة لنقل السلع بأقل كلفة ووقت قصير لتنقل المواد والمنتجات وبالتالي وصولها إلى الزبائن.

أداء جيد ومردودية مضاعفة

كما وقفت على غرفة العمليات التي تسير وتراقب الحاويات عن بعد وبتقنيات تكنولوجية عالية وجد متطورة، وأوضحت أنه على مستوى الأرصفة يحرص على المحافظة على سلامة الجميع، ويعد مبدأ بالميناء، كما أشارت في سياق متصل إلى أن الغرفة العملياتية حسنت كثيرا من الأداء ومردوية العمل حيث تضاعفت ثلاث مرات مقارنة بالماضي أي قفز من نقل 8 حاويات في الساعة إلى أكثر من 20 حاوية بالساعة، وهذا ما قلص الوقت من بقاء ورسو الباخرة بالميناء أي باخرة تحمل ألف حاوية، عملية رسوها لا تستغرق ثلاثة أيام، وحسب تقديرها هذا معيار موانئ عالمية حيث بهذا الأداء، تمكنوا من التقليل من التكاليف خاصة في مجال التصدير.
يُذكر أن مينائي الجزائر العالمي يعد أول محطة حاويات بالجزائر يحقق حصة سوقية نسبتها 26 بالمائة في عام 2021 ولديها حصة سوقية بنسبة 58 بالمائة من حجم مناولة الحاويات في ميناء الجزائر في عام 2022 وتوفر الشركة الخدمات البحرية والبرية في محطات الموانئ وأنظمة ومعدات حديثة لتحقيق انتاجية أعلى في العمليات التشغيلية إضافة إلى فريق متمرّس.