طباعة هذه الصفحة

45 بالمائة من الزبائن مهتمون بتعاملات الصيرفة الإسلامية.. خبراء:

رقمنة التعاملات المالية حتمية تفرضها المنافسة

فضيلة بودريش

دعا خبراء ومتعاملون إلى ضرورة انفتاح البنوك التي تطرح منتجات الصيرفة الإسلامية على الرقمنة ومواكبتها بشكل سريع، في ظل تصاعد منافسة شرسة لشركات ما يصطلح عليه «بيغ تاك» مثل «جوجل» و»فايسبوك»، واقتحامها السوق بشكل جواري، كما اعتبروا أن الطلب على المنتجات المصرفية الإسلامية في السوق الجزائري كبير، في ظل اتساع رقعة الانفتاح على هذه الخدمات، علما أنه يتطلع لصدور قانون التوقيع الإلكتروني بهدف الوصول إلى العقود الذكية للسماح بتسيير التعاملات عن بعد وبشكل فوري، كما يتوقع أن يتم إصدار مشروع قانون لتأطير وإطلاق الصكوك الإسلامية.

نظمت مؤسسة «أنترفال تكنولوجي» يوما دراسيا حول المالية الإسلامية، كأداة أو رافعة للتطوير بالجزائر.. مستقبل مليء بالطموحات»، حيث أثار زوبير بن تردية، مسألة رقمنة الصيرفة الإسلامية وتوسيع نطاقها على جميع المستويات، في ظل دخول متعاملين جدد إلى السوق المالية، أي البنوك العمومية، بعد أن كانت هذه الخدمات المصرفية تعرضها البنوك الخاصة فقط، خاصة وان منتجات الصيرفة الإسلامية حسب تقدير بن تردية خيار عدد كبير من الزبائن في الجزائر ومن شأنها أن تستحدث مناصب شغل جديدة.

عقود ذكية وتوقيع إلكتروني

أما ناصر حيدر مدير بنك السلام، استعرض بداية الصيرفة الإسلامية في الجزائر، معترفا أنها كانت تناقش على مستوى الجامعات واقتصر طابعها في البداية على الجانب الأكاديمي، كما تطرق حيدر إلى تجربة مصرف السلام الرائد في هذه المنتجات المالية والتعاملات المصرفية، وتحدث عن المنتجات المالية، من بينها الشمول المالي واستقطاب مدخرات الأفراد، واستحضر اعتراف تقرير الأمم المتحدة حول مساهمة الصيرفة الإسلامية في تحقيق النجاعة، في إطار تجنيد وإدماج حجم كبير من الموارد المالية التي اعترف أن نسبة معتبرة منها لازالت تتواجد خارج القطاع البنكي.
ووقف عند المنتجات المالية لتمويل الإفراد والمتوفرة لديهم، في إطار خدمات المالية الإسلامية، من بينها حساب عمرتين للاستفادة من عمرة بالتقسيط وحساب سياحتين للتشجيع على الاستثمار وكذا السياحة المحلية ورحلات سياحية بالتقسيط، وقال حيدر أنهم يعكفون على البحث، عن كيفية تطوير منتجات الادخار بعوامل تحفيزية لاستقطاب أكبر شريحة من الزبائن، على خلفية أنه يتوفر على مستوى هذا البنك حسابات للاستثمار، في ظل توجه عالمي نحو رقمنة التعاملات المصرفية، بهدف ضمان الحركية والفورية والتفاعلية والبعدية، للتعامل مع الزبائن والمتعاملين عبر الدفع الإلكتروني، واعترف حيدر أنهم لم يصلوا بعد إلى ما أطلق عليه بالبينية بين البائع والمشتري، ومن بين اهتمامات البنك ذكر إرساء الخدمات عن بعد، في مكان الخدمات المباشرة والتقليدية، حيث يرافقون تملك أو استئجار أو إصلاح منزل، وبالتالي الرفع من حجم خدمات التمويل الاستهلاكي، وفوق ذلك أطلقوا التسيير الإلكتروني.
وأفاد ذات المتحدث أن القطاع المصرفي مازال تسيطر على تغطيته البنوك العمومية بنسبة 87 بالمائة، ونسبة 13 بالمائة تهيمن عليها البنوك الخاصة، في ظل تسجيل 22 بنك خاص ينشطون بالجزائر، في حين أن التعاملات الإسلامية تحتل نسبة تتراوح بين 15 إلى 18 بالمائة، ولكن هذه الخدمات المالية توجد في الوقت الراهن في طور التوسع بفضل دخول البنوك العمومية التي لديها شبكة واسعة من الوكالات وهذا ما سيساهم حسب تقدير حيدر في الرفع من حصة تعاملات الصيرفة الإسلامية في السوق المصرفي.
كما لم يخف مدير بنك السلام، أنهم يتطلعون لصدور قانون التوقيع الإلكتروني بهدف الوصول إلى العقود الذكية، ومن شأن ذلك أن يسمح بتسيير التعاملات عن بعد، وفي ظل اعترافه بتطور الادخار بفعل تطور انتشار الصيرفة الإسلامية.


ضرورة التحول الرقمي السريع
طاهر ملاوي مؤسس شركة «أنترفال تكنولوجي» الخاصة برقمنة القطاع المصرفي، وقف على تجربتهم في هذا المجال والتي تمتد إلى عقدين من الزمن، بهدف المشاركة مع مختصين لتقديم كل جديد بالعالم ومواكبته واختاروا الصيرفة الإسلامية، وتحدث عن تسيير المخاطر التي لها أثر كبير في التعاملات المصرفية، وضرورة الاستعانة بالرقمنة، معتبرا في سياق متصل أن الرقمنة جاءت لتعالج هذه المخاطر، في ظل ظهور شركات غير مصرفية لكنها تنافس بشدة نشاط ويطلق عليها «بيغ تاك»، على غرار «فايسبوك» و»جوجل»، بعد أن برز نشاطها وحركيتها السريعة والملفتة على الساحة وباتت فوق ذلك تنافس البنوك، واعتبرها ملاوي أنها خطر على البنوك، كونها تعمل بشكل جواري ولديها فروع، داعيا البنوك إلى التحول الرقمي السريع.
وكشف سفيان مزاري رئيس دائرة الصيرفة الإسلامية بالقرض الشعبي الجزائري، عن تسجيل 26 ألف زبون لديهم حسابات بنكية إسلامية، و45 بالمائة من زبائن البنك مهتمين بشكل كبير بالخدمات المالية الإسلامية، ولم يخف أنه سيتم إنشاء هيئة وطنية للافتاء لصناعة وهندسة المالية الإسلامية بالجزائر، يضم علماء وخبراء في المالية الإسلامية يسهرون على هذه المنتجات وبالتالي إرساء النوافذ المالية الإسلامية، مؤكدا أنه منذ سنتين ظهر نظام يؤطر هذه المنتجات المصرفية وهناك مشروع تنفيذي أطلق في ديسمبر 2021.
لذا يتوقع أن يتم إصدار مشروع قانون لتأطير وإطلاق الصكوك الإسلامية من طرف المؤسسات أو حتى الدولة الجزائرية. وقال أن أمام الزبائن عدة خيارات، بينما المنتوج الرئيسي، يتمثل في المرابحة، وتساءل عن أهمية إرساء ميكانيزمات المالية الإسلامية وتطوير الحلول التكنولوجية وتحديد القدرات، مع ضرورة انفتاح المتعاملين في الصيرفة الإسلامية على الرقمنة. ويرى أن خدمات سوق الصيرفة الإسلامية والطلب على منتجاته جد متطورة، خاصة أنه خلال الثلاث سنوات الماضية، معظم قوانين المالية تضمنت إجراءات محفزة للصيرفة الإسلامية.


توسيع الخدمات وتنويع الزبائن
وتحدثت عثامنية أمينة، ممثلة عن البنك الوطني الجزائري، بدورها عن تجربة البنك الوطني الجزائري في الصيرفة الإسلامية، منذ انطلاق خدماتها على مستوى شبابيكه في شهر أوت 2020، وجاءت مرجعية حسب تأكيدها، لأنه أول بنك عمومي خاض التجربة، ووصفت ذلك بالفرصة لتوسيع وتنويع الزبائن، وعلى خلفية أنه استجابة لخيارات الزبائن، واعتبرت عثامنية أن هذا النوع من الخدمات المالية له دور كبير في استقطاب الأموال الموجودة في الدائرة الموازية. وبالإضافة إلى كل ذلك، تحدثت عن صعوبة إطلاق نوافذ للصيرفة الإسلامية في بنوك اعتادت على خدمات تقليدية،، علما أنهم يعرضون 9 منتجات ضمن خدمات الصيرفة الإسلامية في هذا البنك. وتتوفر منتجات رقمية والقرض الحسن للحجاج، كما ينتظر أن يطلق البنك الوطني الجزائري مخططا ثريا للعام المقبل يوسع نطاق المنتجات المالية والرقمنة.