طباعة هذه الصفحة

بالتنسيق مع منظمة «الفاو» العالمية

برنامج طموح لتطوير زراعة الخروب في البليدة

البليدة: أحمد حفاف

تواصل محافظة الغابات لولاية البليدة لتجسيد برنامج طموح لتطوير زراعة الخروب بالتنسيق مع المنظمة العالمية للأغذية والزراعة (فاو) التي اختارت المنطقة كولاية تجريبية لتطوير هذا النشاط الفلاحي في سنة 2020.

ويتضمّن هذا البرنامج غرس أشجار الخروب في مساحة 85 هكتارا من المناطق الغابية عبر إقليم ولاية البليدة كجزء من حملة التشجير التي تمّ إطلاقها خلال موسم 2021-2022 المنصرم، والتي ستتواصل خلال الموسم الحالي 2022-2023 بحسب ما أفادت به مديرية محافظة الغابات نادية بناني. وقالت هذه الأخيرة في تصريح لـ»الشعب»، يهدف هذا الإجراء إلى توسعة ثقافة غرس أشجار الخروب في المناطق الغابية والبساتين من أجل إعادة تأهيل هذا النشاط الفلاحي وترقيته». وأوضحت المتحدثة، بأن إجراءات توعية المزارعين وأصحاب المشاتل والبساتين جارية لتشجيعهم لإنتاج الخروب وتطوير محصوله، مشيرة إلى أن ما يقارب 200 فلاح أبدوا اهتمامهم بهذه الزراعة التي تراجعت خلال العقود الأخيرة.وكشفت مسؤولة قطاع الغابات بأن معظم الأشجار الحالية للخروب في إقليم ولاية البليدة تعود زراعتها إلى حقبة الاستعمار، وقليلا تضيف: «ما نجد أشجار فتية له في المنطقة، باستثناء التي يتضمنها برامج التشجير الأخيرة قيد التنفيذ». وتتوزّع المناطق المعنية بحملة غرس الخروب في البليدة، والتي ستستمر حتى شهر مارس المقبل، على بلديات الصومعة 40 هكتارا ومفتاح 35 هكتارا وحمام ملوان بـ10 هكتارات، بحسب ذات المسؤولة. ولتطوير زراعة الخروب في البليدة، تقوم محافظة الغابات بتشجيع الشباب الراغبين في الاستثمار في منتوجات هذه الشجرة، والتي يمكن استغلالها في الصناعة الغذائية، والدوائية ومستحضرات التجميل، وحتى في مجالات أكثر تنوعا كصناعة النسيج، الطباعة، التصوير الفوتوغرافي وما إلى ذلك.  وفي مجال الصناعة الغذائية كثيرا ما نجد في الأسواق مسحوق الخروب معلب في شكل كبسولات، أو معبأ بكميات كبيرة في صناديق أو أكياس تحت اسم «E410»، وخلال الفترة الاستعمارية كان الخروب الجزائري يستعمل لصناعة أجود أنواع الشوكولاتة. وقدّر خبراء بأن نسبة كبيرة من أشجار الخروب تقدّمت في السن، ولهذا السبب يقدر إنتاجها بمعدل 70 كيلوغرام سنويا، وهو رقم ضعيف وجب تحسينه في منطقة لديها تقاليد في هذه الزراعة، كما ينبغي أن تخضع هذه الأشجار إلى عمليات صيانة مستمرة. ويرى المهندس الفلاحي محمد عثمان المدير الأسبق للمعهد الجهوي للفلاحة، بأن زراعة الخروب تراجعت بسبب تغيّر نمط استهلاك الجزائريين والإقبال على المواد الغذائية المستوردة خاصة بعد التشجيع على الاستيراد في وقت سابق.  ويرى عضو الغرفة الفلاحية لولاية البليدة بأن زمن الاستيراد ولى، وأصبح الجزائريون في السنوات القليلة الماضية يٌفضلون استهلاك كل ما هو جزائري، ويتوقّع أن تنتعش زراعة الخروب في المناطق الريفية والجبلية، خاصة وأن منتوجها لديه فوائد صحية ويعتبر مادة أولية للصناعة الغذائية التحويلية والصيدلة وصناعة مواد التجميل.