طباعة هذه الصفحة

تضمُّ دولاً هي الأكثر نموّا في العالم

هذا ما ستجنيــه الجـــزائر من عضويـــة «بريكس»؟

علي مجالدي

 رفع مستوى الاستثمار الأجنبي المباشرة وتحسين مناخ الأعمال

تمتلك الجزائر من المقومات ما يؤهلها لأن تقوم بدور فعال مستقبلا في مجموعة «بريكس»، باعتبارها بوابة أفريقيا وأكبر دولة عربية وإفريقية من حيث المساحة، أضف إلى ذلك الاحتياطي الهام من البترول والغاز (تقليدي وصخري)، علاوة على القطاع المنجمي الذي يشهد تطورا متسارعا في أخر السنوات مع إطلاق مشاريع ضخمة في تبسة وغار جبيلات وبجاية، بالإضافة إلى الرغبة كذلك في الاستثمار في مجال «المعادن النادرة».


أعلنت الجزائر في وقت سابق، تقديمها طلبا رسميا لأجل عضوية مجموعة «بريكس» التي تضمّ دولاً مصنفة على أنها الأسرع نموا في العالم وهي البرازيل، وروسيا، والهند، والصين، وجنوب أفريقيا.
تسعى الجزائر للاستفادة من القوة الاقتصادية لدول «بريكس»، لاسيما في قطاع التكنولوجيا والاستفادة كذلك من القدرة التمويلية لهذه الدول، حيث أسست المجموعة سنة 2014 بنك التنمية الجديد والذي يتعدى رأس ماله 100 مليار دولار ويُنظر إلى البنك على أنه بديل محتمل للبنك الدولي وقادر على اتباع نهج جديد لتمويل التنمية حتى في الدول خارج المجموعة، بعيدا عن المشروطية السياسية والاقتصادية التي يتبناها حاليا البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، وموّل البنك منذ تأسيسه مشاريع تنموية بقيمة 32 مليار دولار.
كما تسعى الجزائر لرفع مستوى الاستثمار الأجنبي المباشر وتحسين مناخ الاستثمار، لاسيما مع الشريك الصيني. أضف الى ذلك، أن البرازيل أحد الأعضاء الفاعلين في المجموعة من المحتمل أن تكون بوابة الجزائر لتعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي مع دول أمريكا الجنوبية بشكل عام.
الطاقة المتجددة هي الأخرى تمتلك الجزائر فيها إمكانات كبيرة، سواء الطاقة الشمسية أو الهيدروجين الأخضر وقربها من الأسواق الأوروبية يجعل منها مركزا دوليا لإنتاج وتوزيع الطاقة، هذه المقومات تجعل من انضمام الجزائر لمجموعة «بريكس»، إضافة حقيقية تزيد من قوة هذه المجموعة.
تم تشكيل مجموعة «بريكس» في عام 2006 باعتبارها جمعية اقتصادية بين البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، هدفها تعزيز التعاون الثقافي والتجاري والسياسي بين الدول الأعضاء.
كما أنشأت «بريكس» بنكًا للتنمية، ونظام دفع «بريكس»، وعملة احتياطي سلة «بريكس». كما يقدر عدد سكان المجموعة بـ3.2 مليار نسمة، أو 42٪ من سكان العالم، كما يمثل إجمالي الناتج المحلي لدول بريكس مجتمعة حوالي 26٪ من إجمالي الناتج المحلي العالمي.
ترحيب روسي - صيني
وقد رحبت كل من بكين وموسكو بطموح الجزائر اللحاق بركب مجموعة «بريكس». وفي تصريح سابق، في سبتمبر الماضي، من نيويورك (الأمم المتحدة)، قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي، إن الصين ترحب بعضوية الجزائر في أسرة بريكس، مؤكدا أن الجزائر «دولة نامية عظيمة» و»ممثلة للاقتصادات الناشئة».
روسيا بدورها وعلى لسان المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى منطقة الشرق الأوسط ودول أفريقيا، نائب وزير الخارجية، ميخائيل بوغدانوف، أعرب عن ترحيب موسكو باعتزام الجزائر الانضمام إلى بريكس.
وقال بوغدانوف في مؤتمر صحفي، يوم الثلاثاء الماضي، «بالطبع، نرحب برغبة شركائنا والأشخاص ذوي التفكير المماثل في الانضمام إلى عمل تنسيقات مثل «بريكس» ومنظمة شنغهاي للتعاون. لقد أقمنا حوار ثقة مع الجزائر، وهو مدعوم. لكن هذه القضية (إضافة أعضاء جدد إلى «بريكس») في إطار العمل الجماعي».
دول أعربت عن اهتمامها بالانضمام
وهناك العديد من الدول التي أعربت عن رغبتها في الانضمام لمجموعة «بريكس»، تأتي على رأس هذه الدول المملكة العربية السعودية، مصر، تركيا وإيران. وترى الكثير من المنابر الغربية في «بريكس» منافس لمجموعة G7 (مجموعة السبعة) والتي تضم كلا من كندا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، واليابان، والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.