طباعة هذه الصفحة

البروفسور العيد زغلامي لـ “الشعب”:

نجاح الجزائر الخارجي صورة لنجاح السياسة الداخلية

حياة. ك

انتقلت الدبلوماسية الجزائرية من دبلوماسية تقليدية “رد الفعل”، إلى دبلوماسية التأثير. ويعد النجاح الدبلوماسي الذي حققته الجزائر مؤخرا، صورة طبق الأصل لنجاح السياسة الداخلية، وسيكون له انعكاسات إيجابية على صورة البلد لدى الرأي العام المحليّ والدولي، بحسب ما يراه العيد زغلامي، بروفسور في الإعلام والاتصال بجامعة الجزائر-1.

قال البروفسور العيد زغلامي في تصريح لـ “الشعب”، إنه بعد ركود نتيجة ظروف سياسية، اقتصادية واجتماعية ميزت العهدات السابقة، استطاع رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إعطاء دفع جديد للدبلوماسية الجزائرية التي استرجعت قوتها. وقد ركز كثيرا على العلاقات مع دول الجوار ومع الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي، وكذا مع الدول الشقيقة والصديقة، لافتا الى أن الجزائر تمتلك كل المؤهلات السياسية، الإستراتيجية والجيوسياسة، إضافة الى المورد البشري والموارد الطبيعية، ما يمكنها من أن تكون لها كلمة مسموعة في المحافل الدولية، وأن يحسب لها ألف حساب، خاصة بعدما قررت دخول ساحة الكبار من خلال التكتلات، على غرار مجموعة “بريكس”.
أكد زغلامي، أن الدبلوماسية الجزائرية انتقلت عمليّا من دبلوماسية التأثر إلى دبلوماسية التأثير، ومن هنا يتضح جليا - يقول محدّثنا - أنها تستعمل أسلوبين؛ أسلوب السرية وأسلوب الوضوح والتفاعلية، أو كما عبر عنه رئيس الجمهورية بـ “أسلوب الندية”، مشيرا إلى أن الدبلوماسية الجزائرية تتصف بالنفس الطويل وتعمل في السرية دون ضوضاء. كما يرتقب المتحدث أن ينعكس هذا النجاح على الصعيد الداخلي، حيث ستكون هناك قفزة نوعية لتحصين الجبهة الداخلية من خلال إرساء دولة القانون والعدالة الاجتماعية وحرية التعبير.
وأبرز زغلامي، أن الدبلوماسية الجزائرية أصبحت تعتمد على مقاربة جديدة يغلب عليها الطابع الواقعي، بالإضافة الى السرية والتفاعلية والندّية، وهي مجمل القيم التي تتميز بها، وهذا ما جعل المراقبين والملاحظين عبر العالم يحترمون مواقف الجزائر التي لا تنتهج سياسة المقايضة والتلاعبات أو الانتهازية، هذه المواقف الواضحة تفرض على الطرف الآخر الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الأمور الداخلية.
وأضاف المتحدث - في السياق - أنه أمام الجزائر فرصة سانحة بعدما حققته في الملف الفلسطيني، وكذا مخرجات القمة العربية المنعقدة ببلادنا مطلع الشهر الجاري، وهي تعد جد أساسية، حيث تسعى إلى أن تكون الجامعة العربية قوة ضاغطة تؤثر في المحافل الدولية.
ويرى زغلامي، أن طلب الجزائر الانضمام إلى مجموعة “بريكس” منطقي للغاية، بالنظر إلى القدرات التي تحتكم عليها وتؤهلها للإسهام في الجهد الإنساني في ساحة الكبار، خاصة وأنها ترغب في الانضمام الى أكبر عدد ممكن من التكتلات، سواء كانت الجامعة العربية أو الاتحاد الإفريقي أو “بريكس”، هذا الأخير الذي يمثل توجها جديدا يفتح أبواب الفعل الاقتصادي الرائد على مصراعيه، مشيرا الى أن الجزائر عانت كثيرا من شراكتها مع الاتحاد الأوروبي، حيث كانت هذه الشراكة لصالح طرف واحد.
وذكر زغلامي، في معرض حديثه عمّا حققته الجزائر دبلوماسيا في إعلان الجزائر فيما يخص قضية توحيد المقاومة الفلسطينية باتفاق 14 فصيلا، والذي يعد دليلا قاطعا على أن الجزائر لم تغير مواقفها المبدئية، سواء تعلق الأمر بهذه القضية أو القضايا الأخرى كقضية الصحراء الغربية، أو ما يخص القضية الليبية التي كانت الجزائر تدعو دائما الى أن يكون الحل ليبيا ـ ليبيا.