طباعة هذه الصفحة

بعد تورّط نظام المخزن في فضيحة “بيغاسوس”

اعتقال مغربي في ألمانيا بتهمة التّجسّس

 اعتقلت السّلطات الألمانية مغربيا اشتبهت في تجسّسه على أنصار لحراك الريف في شمال المغرب. وأكّدت الشرطة أنّ المعتقل تقاسم معلومات مع أجهزة الاستخبارات في بلاده مقابل المال على مقيمين في ألمانيا يدعمون حراك الريف.
أوقف مغربي في ألمانيا، أمس الأول، للاشتباه في تجسسه على أنصار لحراك الريف في شمال المغرب، حسب ما أعلنت النيابة.
وألقت الشرطة القبض على المتهم الذي عُرف باسم، محمد أ.، في منطقة كولونيا، وفتّشت منزله، بحسب بيان صادر عن نيابة كارلسروه. وأضاف البيان أنّه “يشتبه بشدة” في عمله لصالح أجهزة الاستخبارات المغربية. وتشتبه النيابة الألمانية في أنّه قام في وقت ما بين أفريل 2021 ومارس 2022 بالتجسس مقابل المال على مقيمين في ألمانيا يدعمون حراك الريف في شمال المغرب.وتابع البيان أنّه “تقاسم معلومات عن شخص واحد على الأقل”و ومثل المتهم أمام قاض، الإثنين، وتمّ وضعه في الحبس الاحتياطي. وظهر الحراك في منطقة الريف شمال المغرب عام 2016، إثر مصرع بائع السمك، محسن فكري، الذي سحقته شاحنة قمامة أثناء محاولته استعادة بضاعته بعد أن صادرتها الشرطة.
وشهد الحراك احتجاجات سلمية للمطالبة بالتنمية في المنطقة المهمشة منذ فترة طويلة، لكنّ المحتجين اصطدموا بقمع لا مثيل له من طرف نظام المخزن، الذي زجّ بعشرات شباب الريف في السجن، وأصدر بحقّهم أحكاما قضائية مبالغ فيها وصلت حتى 20 عاما، بعدما وزّع على المعتقلين تهما خطيرة مثل تهديد الامن الوطني والخيانة العظمى،و رفض كل الدعوات أو الالتماسات للافراج عنهم.
وأدّت الاحتجاجات الشعبية إلى اعتقال المئات، فيما حكم على قائد الحراك ناصر الزفزافي بالسجن 20 عاما بتهمة “المشاركة بمؤامرة تمس بأمن الدولة”.

نظام يقوم على التّجسّس

 قبل أيام، طردت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) موظفة من جنسية مغربية، تحمل اسم وفاء البريشي، بسبب تواطئها مع أجهزة المخابرات المغربية التي حاولت التستر على قضية التجسس “بيغاسوس”.
وجاء قرار عزل هذه الموظفة المغربية من منصبها كمديرة لوحدة إدارية باليونسكو، عقب تحقيق داخلي أظهر تسريبها معلومات سرية للمخابرات المغربية.
المعلومات المسرّبة تتعلق بقيام قسم التعبير وتطوير وسائل الإعلام في المنظمة بتمويل تحقيق سري حول تورط المغرب بشكل مباشر في استخدام برنامج “بيغاسوس” للتجسس على مسؤولين في المنظمة التابعة للأمم المتحدة.
ووفقا لمصادر إعلامية، فإنّ التحقيق الداخلي لمنظمة يونسكو ومقرها باريس، أظهر أن هذه الموظفة المغربية قامت بتحميل كميات هامة من الوثائق السرية للمنظمة وإرسالها.
وتأتي هذه القضية في الوقت الذي اتّهم تقرير أعدّته لجنة التحقيق بالبرلمان الأوربي وقدمته المقررة الليبرالية الهولندية، صوفي إن فيلد، المغرب رسميا، باعتباره أحد الاطراف الرئيسية في استخدام برنامج التجسس “بيغاسوس”، حيث جاء في الوثيقة أن إسبانيا كانت من الدول الاكثر استهدافا من هذا التجسس، بما في ذلك رئيس الحكومة بيدرو سانشيز ووزيري الدفاع والداخلية.
هذا، وبعد أكثر من عام على اكتشاف فضيحة “بيغاسوس” التي صدمت العالم، لا يزال برنامج التجسس هذا يستخدم في عدة دول، منها المغرب.
وفي صيف 2021، تمّ اكتشاف أن المغرب استعمل البرنامج الذي صممته شركة “ان اس او” الصهيونية.
وأنشأ البرلمان الأوروبي لجنة “بيغا” للتحقيق في استخدام برنامج “بيغاسوس” وبرامج التجسس الأخرى في أوروبا. وفي نوفمبر 2021، وضعت حكومة الولايات المتحدة مجموعة “ان اس او” على اللائحة السوداء “للانخراط في أنشطة تتعارض مع الأمن القومي أو مصالح السياسة الخارجية”.