طباعة هذه الصفحة

في ذكرى رحيل القائد ياسر عرفات..

غزة تؤكد هويتها وانتماءها للمشروع الوطني

بقلم : د. تحسين الأسطل نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين بقلم : د. تحسين الأسطل نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين

مرة أخرى تؤكد غزة بكل جماهيرها انتماءها ووفاءها للمشروع الوطني الفلسطيني، بقيادة حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح» وشرعيتها الفلسطينية الممثلة بالرئيس محمود عباس «أبو مازن»، القائد العام للحركة، رغم كل التدخلات الخارجية والإقليمية التي حاولت عزل غزة عن مشروعها الوطني، وسلخها عن الأم فلسطين، ومركزها القدس عاصمة دولة فلسطين.
 الجماهير الفلسطينية التي احتشدت، الخميس، في ساحة الكتيبة غرب مدينة غزة، استجابة لنداء حركة فتح، في الذكرى الثامنة عشرة لرحيل المؤسس الشهيد ياسر عرفات، قالت كلمتها عالية في وجه الاحتلال والإدارة الأميركية، ومن يهندس لهما استمرار انقسام غزة بالقوة العسكرية، ومشروع دولتها بعيدا عن فلسطين، ها هو الشعب الفلسطيني في غزة أمامكم يؤكد انتماءه لقضيته الوطنية، ويقف موحدا مع حركة فتح، في حماية كل الوطن الفلسطيني والتمسك بهويته، من القدس العاصمة الى غزة الى جنين الى نابلس الى الخليل الى اريحا، وكل التراب الوطني الفلسطيني في رسائل واضحة الى الجميع، مفادها مهما انفقتم من أموال، وقوة عسكرية وقهر للجماهير الفلسطينية، لضمان استمرار انقسام غزة وسلخها عن فلسطين، ستبقى الجماهير الفلسطينية حافظة لعهدها وقسمها مع الرئيس الشهيد ياسر عرفات في ذكرى استشهاده الثامنة عشرة، وتمسكها بهويتها الفلسطينية، المرتبطة بالأرض والوطن الفلسطيني فقط، وبالشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده، ولا يوجد عن أرض فلسطين بديل مهما كان الثمن.
 الجماهير الفلسطينية ومعها حركة فتح من ساحة الكتيبة الفتحاوية اكدت وحدة التراب والقرار الفلسطيني المستقل بقيادة الرئيس محمود عباس، الذي رفعت صوره وهتفت باسمه حناجر مئات آلاف المواطنين من أبناء غزة، خلال كلمته التي وجهها للمشاركين في المهرجان، وسمع العالم أجمع هتاف الآلاف باسم الرئيس والتفافهم حوله، رغم كل المحاولات للنيل من انتماء غزة للشرعية الفلسطينية، كما حيت الجماهير شهداء الضفة الغربية والجرحى والأسرى في سجون الاحتلال في رسالة واضحة بوحدة الأرض والشعب، وزينت صور شهداء الضفة الغربية ساحات إحياء الذكرى الذين واجهوا الاحتلال في نابلس وجنين والخليل والعاصمة القدس.
 من جديد وبعد خمسة عشر عاما من سيطرة حركة حماس بالقوة العسكرية على قطاع غزة، تعود الجماهير الفلسطينية إلى ساحة الكتيبة بمدينة غزة لإحياء ذكرى رحيل القائد ياسر عرفات، الذي جسد خلال تاريخه النضالي الطويل ليكون الاسم الثاني لفلسطين، فعرفت فلسطين بكوفيته وشخصه كرمز للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني، فأصبح الأجانب يعرفوننا من خلال ياسر عرفات، حينما نقول لهم نحن فلسطينيون، فيردون علينا: ياسر عرفات «أبو عمار».
في ساحة الكتيبة الفتحاوية بمدينة غزة أرسلت الجماهير عدة رسائل، التقطها القاصي والداني داخليا وخارجيا وفي دولة الاحتلال، ان المحاولات اليائسة للنيل من التفاف شعبنا حول منظمة التحرير الفلسطينية وان دفعت أموال أو حاولت بعض العواصم النيل من حقوق الشعب الفلسطيني وتمثيل قيادته، والتي أتت ببعض الشخصيات المكشوفة والمستهلكة ومنتهية الصلاحية، والتي تبحث عن إنجازات حزبية أو شخصية بعيدا عن هدفنا الوطني الذي انطلقت من أجله الثورة الفلسطينية المستندة على عدالة حقوقنا المشروعة وقرارنا الفلسطيني المستقل.
 ولم تغب صور القادة الأسرى في سجون الاحتلال أعضاء اللجنة المركزية والأسرى المرضى ناصر ابو حميد وأبو حازم الشوبكي وزكريا الزبيدي كل الأسرى في سجون الاحتلال كما لم تغب صورة الزميلة الصحفية الشهيدة شيرين أبو عاقلة التي استهدفها الاحتلال في عملية اغتيال واضحة، في رسالة وفاء لكل شهداء الوطن والأسرى في سجون الاحتلال الاسرائيلي، وقادة شعبنا الفلسطيني.
 والتقطت الجماهير الفلسطينية في مدينة غزة محاولات الاحتلال النيل من قيادة شعبنا، والبحث في الدفاتر القديمة للنيل منها، فحذرت بشكل واضح من المس بالقيادة الفلسطينية والرئيس محمود عباس.
 اليوم انكشفت كل الأقنعة أمام شعبنا الفلسطيني، ولم يعد بعد كل هذه السنوات العجاف السماح بالتشكيك بالشرعية الفلسطينية من هنا وهناك، مستغلين حالة الانقسام الذي نفذته حركة حماس، ويستخدم من أجل تغييب المستقبل والأمل عن شعبنا وشبابنا، والذين كانت كلمتهم قوية في ميدان ساحة الكتيبة من الشبيبة الذين كان حضورهم بارزا ومشاركتهم فعالة، فرغم الانقسام وغياب الأفق والمستقبل، حيث يريد من خطط للانقسام ويدعم استمراره بذهابهم الي البحر وهجرة الوطن الى المجهول.
 الجماهير الفلسطينية في ذكرى اغتيال الشهيد ياسر عرفات قالت كلمتها بضرورة تحقيق الوحدة الفلسطينية وعودة غزة الى حضن الوطن الفلسطيني مع القدس العاصمة ونابلس وجنين والخليل واريحا وكل الوطن الفلسطيني، وضرورة مواجهة التحديات التي تريد استمرار غياب مستقبلنا ودفعنا الى الهجرة والتطرف بعيدا عن الوطن والاستقلال.