طباعة هذه الصفحة

مدير مخبر رهانات الاستثمار في المناطق الحدودية:

التنــوّع السياحـي الصحراوي عامــل تنافسـي جزائـري

محمد الصالح ب.

رقــــيّ اجتماعـــي وفعّاليـــة اقتصاديــــة واستدامـــة بيئيــــة

أكد الدكتور سيف الدين تلي، مدير مخبر رهانات الاستثمار والتنمية المستدامة في المناطق الحدودية بتمنغست، أن السياحة المحلية من القطاعات المهمة في الجزائر؛ لما تملك من ثروات طبيعية، وموقع جغرافي استراتيجي، ومقوّمات سياحية ضخمة تؤهلها لتكون وجهة سياحية مستقطبة للسياح من كل أنحاء العالم، ومساهمة فعّالة في زيادة الدخل القومي، بفضل الارتفاع المستمر لإيراداتها، واستحداث مناصب عمل لدى شريحة واسعة من العاطلين.

أوضح الأستاذ الجامعي بجامعة تمنغست، في تصريح لـ«الشعب” أنه من أجل تحقيق رؤى شاملة في مجال النشاط السياحي بالجزائر، تم وضع المخطط التوجيهي لتنمية السياحة آفاق 2030 (SDAT) كمرجع لسياسة جديد تبنتها الدولة الجزائرية، ويعد جزءا من المخطط الوطني لتهيئة الإقليم في آفاق 2030 (SNAT)، فهو المرآة التي تعكس لنا غاية الدولة فيما يخص التنمية المستدامة، وذلك من أجل تحقيق توازن ثلاثي يشمل الرقي الاجتماعي والفعالية الاقتصادية والاستدامة البيئية.
السياحة الصحراوية -يقول المتحدث- تمتلك مقوّمات هائلة، خاصة في المناطق الصحراوية كالأهقار، من حيث المساحة الشاسعة والحظائر الموجودة بها، وكذا التراث والصناعات التقليدية والحرفية التي تزخر بها.
وللعمل على تهيئة السياحة الصحراوية وتنميتها بشكل مستدام، أوضح المتحدث أنه تم وضع استراتيجيات طويلة المدى، كإنجاز مختلف الهياكل الضرورية لذلك، من فنادق وقرى سياحية، وإنشاء مؤسسات مسؤولة عن تنمية السياحة الصحراوية، ولكن، توجد بعض العراقيل -بحسبه - تحول دون تحقيق هذه البرامج، كتردد القطاع الخاص في الاستثمار، وتعقيدات التسيير الإداري والمشاكل التمويلية التي تواجه تنفيذ المشاريع المختلفة، مما يفرض على المسؤولين معالجة هذه العراقيل بشكل فعال، وتوفير كل السبل الضرورية لتنفيذ هذه البرامج على أكمل وجه، خاصة وأن الدولة الجزائرية أعلنت اعتماد استراتيجية وطنية لدعم السياحة الصحراوية، وفق مقاربة أكثر مهنية لجهة قطاع الفنادق، تتناسب مع طبيعة وخصوصيات المناطق الصحراوية، والشروع في إعادة الاعتبار للبنى التحتية السياحية بولايات الجنوب، والتي تضررت خلال الأزمة الأمنية، بفعل تراجع عدد السياح الأجانب، وعدم الاهتمام بصيانة الفنادق، ومع ذلك ما يزال نصيب السياحة الصحراوية – يقول - بعيدا عن مستوى نظيراتها في الشمال والشرق والوسط، من حيث الكم، وهذا بالرغم من أن شساعة الصحراء الجزائرية يجعل كل قطب من أقطابها ينفرد بمقومات جذب سياحية خاصة به، فالتنوّع في المنتجات السياحية الصحراوية عامل تنافسي تمتاز به الجزائر، دون أن ننسى الطابع الساحر والممزوج بأصالة التقاليد والثقافات لهذه المناطق.وخلص الدكتور سيف الدين تلي، إلى القول إن السياحة الصحراوية ليست مهمة أحادية الجانب، بمعنى أنها ليست مهمة وزارة السياحة وحدها، وإنما هي مهمة وطنية لمجموعة من الوزارات والمؤسسات التي تشكل حلقات متكاملة تعمل جميعا في إطار تنمية السياحة الصحراوية، والتسويق لها، من أجل زيادة استثماراتها، والوصول بها إلى لعب دور فعال في جلب الثروة والعملة الصعبة للوطن، خارج قطاع المحروقات.