طباعة هذه الصفحة

ملتقى “أثر القيم الإيمانية في بناء الإنسان وأساليب تعزيزها”

جعل المادة الإعلامية خادمة للقيم الإنسانية.. ضرورة

أمينة جابالله

مشاركة جميع الفاعلين في مشروع غرس القيّم الاسلامية لمجابهة الغزو الفكري والحدِّ من تداعيات العولمة

أكد مشاركون في الملتقى الوطني الذي أشرف عليه مركز البحوث في العلوم الإسلامية والحضارة بالأغواط، الموسوم بـ«أثر القيم الإيمانية في بناء الإنسان وأساليب تعزيزها”، على ضرورة تعزيز منظومة القيم في ظل التحديات العالمية الراهنة، وذلك بمدّ جسور التواصل بين كل الفاعلين في بناء المجتمع، من أجل تقديم أفكار جديدة مستمدة من الدين وكل ماله علاقة بالأصالة والتراث، بما في ذلك العادات والتّقاليد والأعراف الاجتماعية.

سجّل الملتقى المنظم من طرف فرقة البحث”القرآن والسنّة النّبوية”، التابعة لقسم الدراسات القرآنية والفقهية بمركز البحث في العلوم الإسلامية والحضارة بالأغواط، تحت رئاسة الدكتور عبد القادر جعيد، مشاركة أزيد من خمسين أستاذا وباحثا من أكثر من أربعة عشر جامعة جزائرية ومركز بحث، بحوالي 38 مداخلة، برمجت عبر أربع جلسات علمية، وفق تقنية التحاضر عن بعد.
وكان الملتقى فرصة علمية تمازجت فيها الرؤى وتلاقحت الأفكار، من خلال مداخلات علمية متنوعة، غطّت في مجملها محاور الملتقى الأربعة من مفاهيم أساسية حول القيّم الإيمانية، إلى كيفية بنائها في ضوء المنهج القرآني والهدي النّبوي، إلى عرض نماذج عملية لبيان أثر هذه القيّم في صقل الشخصية المسلمة، وأخيرا التحديات التي تجابه المسلم في تحقيق مقاصد القيّم الايمانية.
وسلّط الملتقى الضوء، من خلال تدّخلات المشاركين، على أهميّة القيّم الإيمانية في تقويم سلوك الفرد المسلم وبناء شخصيته، وما لذلك من أثر ايجابي في البناء المتين للأسرة المسلمة وفي رقي المجتمع المسلم وازدهاره، وكذا على ضرورة تعزيز منظومة القيّم في ظلّ ما يشهده العالم المعاصر من متغيّرات متسارعة تسبّبت بما أفرزته من عولمة وثورة رقمية وغيرها من المتغيّرات في انتكاسة في القيّم التي يعاني منها الإنسان المعاصر، وما ترتّب عنها من فراغ روحي امتدت آثاره السلبية إلى جميع مناحي حياة المسلم، بسبب تأثّره بفلسفات لا تمّت بصلة إلى دينه وقيّمه، كما سلّط الضوء على الحلول المشروعة المستمدة من الكتاب والسُنة.
وجاءت التوصيات التي خلص المشاركون إليها في الملتقى، بضرورة تربية النشء على القيّم الإسلامية وعلى رأسها القيّم الإيمانية؛ لأنها أساس القيّم كلها، إلى جانب التأكيد على فهم موضوع القيّم ضمن المنظومة الإسلامية الشاملة التي لا تقبل التبعيض ولا التجزئة، صياغة المناهج التربوية والتعليمية في كلّ المستويات والتخصّصات باستصحاب منظومة القيّم الاسلامية وفق المنهج القرآني والهدي النّبوي، الاستفادة من الطرائق الحديثة في التعليم والتدريب لغرس القيّم الايمانية، وكذا استحضار تراجم الرجال والقدوات الوطنية الفاعلة التي خاضت تجارب ناجحة في الحياة كشخصيتي الأمير عبد القادر، والشيخ عبد الحميد بن باديس رحمهما الله تعالى، كم خلصت الدعوة إلى إعادة النظر في البرامج والمناهج التعليمية وتضمينها بمنظومة القيّم الايمانية التي تهدف إلى بناء شخصية متّزنة في مختلف الجوانب (الجسمية، العقلية، العلمية، النّفسية، والوجدانية) وتوجيهها نحو الصلاح والإعمار.
 فيما تم التركيز في بقية التوصيات على التحذير من دور الاعلام السلبي ووسائل التواصل الاجتماعي التي تدعو إلى التحرر من القيم والنظم والأعراف والتقاليد والأديان، إلى جانب التأكيد على وجوب استغلال التكنولوجيا المعاصرة وتوظيف السينما والمسرح، وتشجيع مخرجي أفلام الأطفال ومنتجيها على المساهمة في غرس وبناء القيم الاسلامية لدى الطفل. اشراك كلّ الفاعلين من مؤسسات عامّة وخاصّة والمجتمع المدني للمساهمة في مشروع غرس القيّم الاسلامية وإعادة إحيائها، من أجل مجابهة الغزو الفكري والحدِّ من تداعيات العولمة، مع ضرورة تفعيل دور الرقابة العامة وهيئة السمعي البصري للحدِّ من خطر الأفكار الهدّامة التي تبّث عبر بعض وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي وضبطها، وجعل المادة الإعلامية خادمة للقيّم الإسلامية، وفتح المجال للأبحاث العلمية والملتقيات الدورية في موضوع القيّم والأخلاق وتشجيعها والاستفادة من نتائجها، للإشارة، أوصي المشاركون بجمع أعمال الملتقى وطباعتها في نسخ ورقية وأخرى إلكترونية، لتمكين القراء والباحثين من الاستفادة من نتائج الملتقى.