طباعة هذه الصفحة

ملتقى “الرواية الجزائرية المعاصرة من المحلية إلى العالمية”

اشتغال الروائي على المشترك الإنساني.. ضروري..

باتنة: حمزة لموشي

أوصى المشاركون في ختام فعاليات الملتقى الدولي الموسوم “الرواية الجزائرية المعاصرة من المحلية إلى العالمية” بضرورة اشتغال الروائي الجزائري على المشترك الإنساني من خلال فرض محليته، وكذا ضرورة فتح باب الاشتغال للانفتاح صوب العالمية مع العودة إلى الذات ومساءلة علاقتها بالتاريخ والهوية والتراث، من خلال الكتابة الروائية التي تمثل معرفة جديدة تقدم للإنسانية مفاهيم تتقارب فيها المسافات والجهود.

الملتقى من تنظيم مخبر الموسوعة الجزائرية الميسرة، وبمشاركة نخبة من الباحثين والدكاترة المختصين من عدة جامعات جزائرية وأجنبية، وعلى مدار يومين كاملين برئاسة البروفيسور محمد زرمان، دعا فيه الباحثون أيضا إلى ترسيم الملتقى وتوسيع نطاق اشتغاله واشتراكه ليشمل اللغات الأجنبية، إضافة إلى طبع أعماله في مؤلف علمي ورقي وإلكتروني، للرفع من مستوى الكتابة في الرواية الجزائرية وتشجيع المتلقي العالمي على قبولها والاهتمام بها، إضافة إلى البحث عن أنجع السبل للترويج لهذه الرواية محليا ووطنيا وعالميا.
وكان الملتقى قد طرح سؤال الهوية الذي شكّل مُرتكزا هاما من مرتكزات الكتابة الروائية الجزائرية المعاصرة، وانسلت منه مسارات جديدة حققت للنص امتدادا معرفيا يتلاحم فيه التراث والواقع والرؤية الاستشرافية، ولعلّ مساءلة التاريخ والسائد الثقافي، وعبور الأجناس والتخصصات والكتابات الإنسانية، من المسائل التي حققت هذا الامتداد المعرفي للرواية الجزائرية وسؤال الهوية خاصة في العصر الحديث.
ولعلّ طموح هذا النص ومريديه في بلوغ العالمية من خلال الفاعلية الثقافية، وتحقق النص المفتوح، والتلقي العابر للتخصصات، فتح باب التساؤل حول حفريات معرفة الذات ووعيها بمعايير التأسيس للفرادة والخصوصية المتعلقة بقضية الهوية والقومية، ووعي الذات بالواقع الثقافي، واستحضار التراث وغيرها من المسائل المرتبطة بمصطلح “المحلية”.
كما أنّ وعي كاتب الرواية بالمحلي، من حيث كونه بُعدا معرفيا ابستيميا له تمثلات نصية جاء مرتبطا بعتبات رؤيوية تتعلق بالأساس المعرفي للوعي بالمحلي، ثم بالآليات الحداثية التي حققت هذا الوعي نصيا، ولعل مسار الكتابة الروائية ضمن هذا الفضاء المتكامل حقق تجسيرا توافقيا بين المحلي والعالمي في الرواية الجزائرية المعاصرة.
وطرح الملتقى أيضا إشكالية رسم جسور التواصل المعرفي الذي يربط هذا النص بجذور المحلي من طرف وأفق العالمي من طرف، من خلال طرح تساؤلات متعلقة بالكيفيات التي انفتحت بها الرواية الجزائرية من حيث كونها نتاجا محليا على التلقي الإنساني العالمي، عبر اشكاليات تبحث عن اجابة لكيفية تحقق مقولة “النص المفتوح” في ظل جدلية توارث القيم ومساءلة الواقع، إضافة إلى البحث في مدى فاعلية التاريخ ومساءلته في تحقيق كينونة النص المحلي وانفتاحه العالمي، وكذا كيفية رقي الثقافة العالمة والشعبية الجزائرية عبر تمثلاتها النصية إلى القبول والتلقي الإنساني العالمي.
كما تناول الملتقى محاورا ترتكز أساسا حول التجسير المعرفي للمحلي والعالمي في الرواية الجزائرية المعاصرة، ثم الرواية الجزائرية المعاصرة وقضايا المشترك الإنساني، وكذا الرواية الجزائرية الجديدة واستحالة التبعية الثقافية وأخيرا الرواية الجزائرية الجديدة وتجاوز نمط الكتابة الروائية الغربية.