طباعة هذه الصفحة

“الشعب” ترصد انطباعات المواطنين حول اجتماع الحكومة بـ ”اللؤلؤة الخضراء”

الرئيــس تبــون منح تيسمسيلت فرصــة تاريخيـة

مبعوثة الشعب إلى تيسمسيلت: فضيلة بودريش

 لقـرار أخرجنـا مـن دائرة الظـل إلى دائـرة الضــوء

 وضع حد لمعاناة السكان ومنح الولاية دورا في البناء الاقتصادي

لا أحد يرفض زيارة هذه المدينة الشامخة  كلؤلؤة خضراء بمحمية غابية رائعة وأشجار أرز نادرة.. إنها مدينة جميلة وهادئة وصامتة، تحتاج إلى عناية، كي تتمكن من مواكبة التحولات التي تعيشها الجزائر.. إنها تتطلع إلى تقاسم الجهود التنموية مع باقي الولايات، فتنبض بالحياة وتشع بالرفاهية.. هي انشغالات سكان تيسمسيلت الذين استقبلوا قرارات رئيس الجمهورية بفرحة وتقدير وإشادة، فوصفوها بالتاريخية والاستثنائية والمفصلية، متحمسين لرؤية مدينتهم تتحرّر من عزلتها، وتحلق إلى أرقى محطات التطور بأجنحة أبنائها، وتزيح عن وجهها الشحوب بعد أن تتبوأ مكانتها المستحقة بإمكاناتها، وطبيعتها التي تجعل منها المدينة المحظوظة.

الطريق من العاصمة إلى تيسمسيلت شاقة فعلا، ليس لبعد المسافة، وإنما لمنعرجاتها المتسلسلة الممتدة على العشرات من الكيلومترات، حتى كأن من يسلكها يستعد لخوض رحلة جبلية صعودا ونزولا، لهذا يحلم سكان هذه المدينة بطرقات تقربهم من الحياة.. تمنحهم الوسيلة لبلوغ الولايات القريبة، تماما مثلما يحلمون بسكن وإنارة الطرقات وتشغيل الشباب وتوفير هياكل تستوعب الأطفال والشباب من فضاءات للترفيه وملاعب وما إلى ذلك. ولعل الانشغال الأكبر هو الشغل والسكن ومستقبل الشباب، ودون شك، كل ذلك لا يتجسد إلا ببرامج تنموية خاصة، مثل تلك التي يعجّل بها رئيس الجمهورية من أجل إرسائها في أقرب وقت ممكن.

تجسيد القرارات الاستثنائية
بدأنا نقترب من تسيمسيلت، بعد أن فصلتنا لافتة ضخمة مكتوب عليها “ولاية عين الدفلى تشكركم على زيارتكم لها”، لتبدأ بعدها سلسلة من المنعجرات الوعرة والتي تكشف في كل مرة عن سلسلة من جبال الونشريس الشاهقة، يلفها غطاء غابي ونباتي كثيف ومميز، قد تستنشق منه روائح  مختلفة، غير أن المنعرجات تبعث الإحساس بالدّوار والغثيان.. نعم هي المسافة التي يقطعها سكان تيسمسيلت لقضاء حوائجهم خارج الولاية، ويمكن القول إنهم يتكبدون باستمرار مشقة السفر عندما يفكرون في التنقل إلى ولايات مجاورة، ولعل ما يلفت الانتباه النشوة والغبطة التي وقفنا عليها لدى عديد السكان من مختلف الشرائح، سواء كانوا أطفالا أو نساء وكذا الشباب والكهول، وأغلبهم تقاطعت آراؤهم حول خروج ولايتهم من دائرة الظل إلى دائرة الضوء، ولقد دعوا إلى ضرورة تتبع القرارات الاستراتجية والتاريخية لرئيس الجمهورية، وكذا اجتماع الحكومة داخل هذه الولاية الداخلية النائية، بحوكمة التسيير لتجسيد هذه القرارات الاستثنائية.

نحو مستقبل مضيء..
في البداية، اقتربنا، بالولاية المنتدبة “ثنية الحد”، من محمد الحاج بلعربي، متقاعد، اعتبر أنه من المفارقة أن يخرج من هذه الولاية المفتقرة إلى التنمية إطارات سامية، والمفارقة الثانية  - حسب تقديره - الإمكانات الكبيرة المتاحة في كل شبر من الولاية، غير أنها غير مستغلة بالشكل الجيد، واعتبر محدثنا أن قرارات رئيس الجمهورية من شأنها رفع الغبن عن تيسمسيلت بشكل عام، وبلديته ثنية الحد بشكل خاص، وإعادة الاعتبار لها عبر تثمين المقدرات والأخذ بيد الشباب نحو مستقبل أفضل، وقال بلعربي إن “القرارات الأخيرة لرئيس الجمهورية أعادت إلينا الأمل”، كما اغتنم الفرصة ليدعو إلى منح فرص للشباب من أجل استغلال أشجار الأرز والفلين اليابسة، والتي فاق عمرها القرن من الزمن، عبر فتح مقاولات مصغرة، لاستغلال الخشب كمادة أولية تشيد بها المنازل، وتزود بها السوق الوطنية، وتصدر منها كميات إلى الخارج.
واستعجل بلعربي إنجاز مشروع خط السكة الحديدية الرابط بين تيسمسيلت وبوغزول، على خلفية أنها تساعد الفلاحين كثيرا في نقل القمح، في ظل عدم توفر شاحنات نقل البضائع؛ ولأن الطريق الوحيد رقم 14 الرابط بين تيسمسيلت وخميس مليانة، ينبغي أن يكون مزدوجا، ويجسد في أقرب الآجال؛ لأن تغيير وجه الولاية متوقف على البنى التحتية التي تفتقد إليها الولاية، ويرى هذا المواطن الغيور على مدينته أن تيسمسيلت كانت مهمشة قبل قرارت رئيس الجمهورية الأخيرة.
وأثار محمد بلعربي معاناة الحرفيات في ظل غياب سوق لعرض تحفهن التقليدية، وبالتالي، تتكدس سلعهن، ولا يملكن غلافا ماليا من أجل إنجاز المزيد، فلا يقدرن على الاستمرار في ممارسة الحرف التقليدية، ودعا إلى تشييد مستشفى جديد تحتاجه الدائرة المنتدبة، على خلفية أن المشفى الوحيد لم يعد قادرا على استيعاب الأعداد الهائلة المتدفقة عليه من برج الأمير واليوسفية والحسينية.

”يكثّر خيرك يا الرايس”..
والتقينا عبد القادر يفرح، وهو يعمل عون غابات، فاعتبر كل ما رصد من أجل الولاية يندرج ضمن إطار جهود التنمية الريفية الضرورية للولايات الداخلية والمناطق النائية، وقال أن الالتفاتة تعكس حنكة رئيس الجمهورية الساهر على محو جميع نقاط الظل، لذا وصلت الرسالة إلى المواطن التيسمسيلتي، وفهم جيدا مقاصد رئيس الجمهورية، وسيتحرك بعد هذه القرارات لتفعيل جهوده في بناء مستقبل الولاية.
ولدى تنقل “الشعب” إلى مكتبة ثنية الحد، وجدنا أطفالا يبحثون عن كتب مدرسية علمية على وجه الخصوص، غير أنها غير متوفرة، ومع ذلك راحوا يتصفحون الكتب المتوفرة.. التقينا مروان حامدي وعماد الدين بوزار، البالغين من العمر 14 عاما، والمتمدرسين بالسنة الثانية متوسط، فراحا يردّدان معا عبارة واحدة: نقول لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون “يكثر خيرك”.. أي بمعنى شكرا على الالتفاتة والقرارات والاهتمام والأخذ بيد سكان الولاية المكافحة التي قاومت بالأمس الاحتلال الفرنسي البغيض، وتصدّت بعزيمة لا تفلّ للإرهاب طوال العشرية السوداء.

بداية مرحلة جديدة
أما رافد مقراري، مدير مكتبة ثنية الحد، فيرى أن القرارات الأخيرة التي انتهى إليها مجلس الوزراء، تكشف عن التجسيد الفعلي لبرنامج رئيس الجمهورية، وكذا قطع أشواط من مشروع الجزائر الجديدة حيث تختفي نقاط الظل، ونسير نحو الشفافية والحوكمة في تسيير الشؤون المحلية. بمعنى أن جميع المشاريع المسطرة تجسد في آجالها المعلن عنها، وعلى سبيل المثال، يتوقع مقراري، بعد شق الطرقات، أن يستغرق المسافر من ثنية الحد إلى ولاية البليدة نحو 90 دقيقة فقط، والسكان سيتركون العزلة وراءهم، ليعيشوا، بفضل إنجازات رئيس الجمهورية، مرحلة جديدة.
من جهة أخرى، غنية ريو، تشتغل بالشبكة الاجتماعية منذ 16 شهرا وتتطلع للظفر بمنصب عمل قار، وبدت جد متفائلة بانعقاد اجتماع الحكومة؛ لأنها تتوقع أن المدينة في إطار الاهتمام الذي حظيت به سوف تحقق كثيرا من التقدم.
أما دومة سامية، وهي موظفة، فقد اغتنمت فرصة لقاء “الشعب”، للحديث عن مشكل السكن الذي يعصف بالولاية الغنية بثرواتها الفقيرة من حيث تسريع عجلة تنميتها.. منذ ستّ سنوات، تؤجر دومة منزلا، وعلى إثر القرارات الأخيرة اتسعت أمامها مساحة الأمل، وبالموازاة مع ذلك، دعت إلى إقامة مراكز ترفيه وفضاءات للعب الأطفال وممارسة الرياضة.

مجد جديد يكتب لـ«تيسمسيلت”..
أحمد كينوي، إطار، يعتقد أن قرارات رئيس الجمهورية نقلت الولاية إلى مستوى لم يحلم به أحد من أبنائها، فبعد أن كانت التنمية معطلة، دفع بالجهود نحو الأمام ورفع التحدي، وبداية تكريس التنمية المحلية يراها أحمد تبدأ من تحسين البنى التحتية وإنجاز شبكة الطرقات.. إنها الحلول الضرورية يقول محدثنا، ويضاف إليها توفير السكن والشغل لشباب المنطقة المتعطش للاحتراق من أجل هذا العمل..
أما فاطمة جايدي، سيدة وأم لثلاثة أطفال قالت أنه كتب عمر جديد لهذه المدينة الهادئة والمعطاءة والصامدة في مختلف الحقب، قاومت الاستعمار وقاومت الارهاب، واليوم تقاوم التهميش والفقر، لذا تتوقع السيدة جايدي أن يكون مستقبل أطفالها أفضل بكثير مما عاش السابقون في هذه الولاية التي يتمسك أبناؤها بها، وعلى أتمّ الاستعداد للعمل بكل ما أوتوا من قوة وعزم، لتغيير وجهها ومسح غبنها، خاصة أن قرارات رئيس الجمهورية كلها تصب في مصلحة المواطن الذي لم يتبق أمامه سوى النهوض واستعادة الحركية التنموية؛ لأن الامكانات موجودة في كل مكان، خاصة وأن القرار السياسي والإرادة السياسية في مرمى المواطنين.

تاريخ ساطع
يذكر لكل من يكتنفه الغموض أو يعتريه الفضول من كلمة تيسمسيلت، فإنها تنقسم إلى قسمين أي تيسم،  وتعني غروب، وسيلت أي الشمس، وعند جمعهما تعني غروب الشمس، وهناك من يفسرها بـ«تغرب الشمس” حيث كان السكان الأمازيغ بهذه المنطقة ينطقونه بهذه التسمية، لذا، ومنذ تلك الحقبة بقي الاسم يتداول من جيل إلى جيل، علما أن كل زائر متأمل لهذه المدينة الجميلة سيستمتع بجمال غروب الشمس، ويجدها مختلفة ومميزة عن مدن أخرى.
أما عن أصول سكان المدينة فإنه لا يخفى أنها كانت آهلة بالسكان منذ العصر الحجري القديم المتأخر، وبقيت  الحياة في هذه المنطقة مستمرة وزاخرة إلى غاية العهد الروماني حيث نجح في السيطرة على الجهة الشرقية والجنوب الغربي من المنطقة، أي في الفترة الممتدة من سنوات 62 - 64 للهجرة و دخل الإسلام إلى المنطقة خلال الحملة الثانية لعقبة بن نافع الفهري، إذ استقبل السكان الإسلام بحب وترحاب، و كما أنه حكمت هذه المنطقة دول تاريخية عدة نذكر من بينها الدولة الرستمية، ثم خضعت المنطقة للفاطميين بدءا من عام  298 للهجرة، وبعدهم الزيانيين في عام  312 للهجرة، وبعدهم الموحدون في عام 539 للهجرة، ثم عقب ذلك الحفصيون سنة 632 للهجرة، وفي مطلع القرن الثامن للهجرة الزيانيون، وبعدهم العثمانيون، ولما احتل الاستعمار الفرنسي الجزائر قاوم سكان الونشريس ببسالة ضمن المقاومة الشعبية للأمير عبد القادر، علما أن قلعة الأمير بتازا صمدت كباقي قلاع الأمير لكنها بعد مسار بطولي سقطت بين أنياب العدو المحتل في 25 ماي 1841م

 

بطاقــة فنيــة للولايـة


تتربع ولاية تيسمسيلت على مساحة قدرها 3.125 كلم مربع بينما تعداد سكانها يفوق 300.000 ورمز ولاية 38
التقسيم الإداري
الدوائر
دوائر ولاية تيسمسيلت هي:
دائرة تيسمسيلت ودائرة برج الأمير عبد القادر ودائرة عماري ودائرة برج بونعامة و دائرة خميستي ودائرة لرجام ودائرة الأزهرية ودائرة ثنية الأحد.
أما بخصوص البلديات، فقسمت ولاية تيسمسيلت إداريا إلى 22 بلدية بموجب القانون 84 - 09 المؤرخ في 04 فيفري عام 1984، وتضم كلا من  تيسمسيلت وثنية الأحد، وبرج بونعامة ولرجام والأزهرية والأربعاء (ولاية تيسمسيلت)  الاربعاء وبوقايد، سيدي سليمان (ولاية تسمسيلت) سيدي سليمان، بني شعيب، بني لحسن، عماري، اليوسفية، سيدي بوتشنت، الملعب، سيدي عابد، أولاد بسام، خميستي، العيون (ولاية تيسمسيلت) العيون، برج الأمير عبد القادر، سيدي العنتري، تملاحت، المعاصم.
ومن الناحية الاقتصادية، تتمتع المدينة بطابعها الفلاحي لتموقع الولاية في منطقة الهضاب العليا أو ما يطلق عليه التل، كما تشتهر بطاقات سياحية لوجود مناظر طبيعيه خلابه نذكر منها جبال الونشريس وغابات الحديقة الوطنية ثنية الحد المداد المحمية عالميا المصنفة حضيرة وطنية شهيرة بغابات الأرز ولا يمكن نسيان الآثار الرومانية الكائنة في مدينة خميستي كوليم ناتا وإلى جانب قلعة الأمير عبد القادر الأثرية في مدينة تازا، ولا يمكن نسيان جبال الونشريس الشامخة التي تحمي المدينة  بشكل لافت