طباعة هذه الصفحة

المؤتمر الإفريقي للمؤسسات الناشئة.. رئيس الجمهورية:

التأسيس لقاعدة تفكير توقف هجرة الكفاءات وتضع إستراتيجية تنموية

حمزة محصول

 ورشة مفتوحة حول الابتكار للتشاور والحوار وتنمية قارتنا اقتصاديا واجتماعيا

 تحفيـز رواد الأعمــال الشبــاب لإنتــاج الثروة وامتصاص البطالــة

أكد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، أمس، ضرورة دمج الشركات الناشئة وريادة الأعمال في المنظومات الاقتصادية للبلدان الإفريقية من أجل مجابهة التحديات التنموية. وشدد على أهمية تحفيز رواد الأعمال الشباب لإنتاج الثروة وامتصاص البطالة المرتفعة في القارة، منبّها إلى أن الوقت قد حان للاندماج في الاقتصاد العالمي المعاصر.

 إلى جانب رعايته الحدث الأول من نوعه في القارة، خصّ الرئيس تبون، المشاركين في المؤتمر الإفريقي للمؤسسات الناشئة، بكلمة، أشاد فيها بخلق فضاء للتشاور والحوار من أجل تعزيز دور الطاقات الحية (الشباب) في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لإفريقيا.
ومنذ، أمس، تنظم الجزائر أول مؤتمر إفريقي للمؤسسات الناشئة بمشاركة وزراء من الدول الإفريقية وممثلي الهيئات الدولية والقارية التي تعنى بتطوير مجال الشركات الناشئة والابتكار إلى جانب خبراء رفيعي المستوى.
وتجري أشغال المؤتمر بالمركز الدولي للمؤتمرات، عبد اللطيف رحال، حيث قرأ الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمان، رسالة رئيس الجمهورية للمؤتمر والتي أعطى فيها إشارة انطلاق الأشغال.
وأبرز الرئيس تبون، أن أهمية الابتكار والمقاولات الذاتية، تكمن في كونها حلولا مبتكرة وجديدة للمشاكل الاقتصادية المزمنة وعلى رأسها البطالة التي تعاني منها جل البلدان الإفريقية.
وقال الرئيس: «يبرز دور الابتكار في النهوض باقتصاديات بلداننا الإفريقية التي تسجل أعلى المعدلات العالمية حاليا في نسب الفئات الشبابية، تقابلها، مع الأسف، نسب بطالة مرتفعة، وهو ما يجعل التوجه نحو ريادة الأعمال المرتكزة على الابتكار أولوية ملحة لمعالجة إشكالية التشغيل».
وأشار رئيس الجمهورية، إلى أنموذج الشركات الناجحة، ومثلما نجحت في الدول المتقدمة وساهمت بفعالية وسرعة في ازدهار اقتصاداتها، يملك القابلية للنجاح في إفريقيا التي تواجه تحديات تنموية عديدة.
وأفاد السيد الرئيس: «إن معظم المؤسسات والشركات الكبيرة التي تدرّ عائدات مالية ضخمة، انطلقت كشركات ناشئة من بيئة مشجعة لريادة الأعمال ومحفزة على التنافس لجذب رواد الأعمال ودعمهم ماليا وفتح الآفاق أمام الأفكار الخلاقة لتتحول إلى مشاريع إنتاجية تمتص البطالة وتدر الثروة».
ليخاطب الرئيس المشاركين في المؤتمر بالقول: «وإنكم لعلى دراية بأن التحديات التنموية في قارتنا عديدة وتستوجب استحداث آليات ترقى بإفريقيا إلى مستويات التنافسية الاقتصادية من خلال المقاربة التي تعتمد تعزيز دور الشركات الناشئة في اقتصاديات الدول الإفريقية التي أثبتت فعاليتها في تحقيق التنمية المستدامة».
وأكد الرئيس تبون، وجود مقومات النهوض بالمؤسسات الناشئة، على غرار العنصر البشري النوعي المتمثل في الشباب المؤهل علما ومعرفيا، فيما يتبقى توفير البيئة الملائمة لتطوير هذا النوع من الأنشطة.
وأوضح أن الأوضاع التنموية الحالية والأهداف المشتركة لبلدان القارة، تدفع إلى «دمج مفاهيم الشركات الناشئة، والابتكار وريادة الأعمال في منظومات الاقتصادية لبلداننا الإفريقية، نظرا للإمكانات المؤكدة التي يتمتع بها الشباب الإفريقي»، معتبرا أن ذلك «أمرا لا مناص منه».
ودعا رئيس الجمهورية إلى التأسيس لورشة مفتوحة حول الابتكار، تعد بمثابة قاعدة للتفكير في صياغة سياسات عامة داعمة للشركات الناشئة من جهة، وتفضي إلى حلول «تحد من هجرة الكفاءات وتساهم في وضع استراتيجية تنموية، تهدف إلى تعزيز القدرات الاستقطابية للطاقات البشرية ذات الكفاءة العالية في بلداننا».
وبعدما جدد ثقته في الشباب الإفريقي «فضل تطور مستواه التعليمي وسهولة الولوج إلى المعلومة والمعرفة»، قال الرئيس تبون للمشاركين في المؤتمر: «إنكم بلقائكم اليوم في بلدكم الجزائر تؤسسون لإنشاء ورشة مفتوحة حول الابتكار، تكون بمثابة فضاء للتشاور والحوار يمكن من تعزيز دور الطاقات الحية في تنمية قارتنا اقتصاديا واجتماعيا».
ودعا إلى «التباحث حول أنجع الآليات لصالح ازدهار الشركات الناشئة في قارتنا، ولأن تجعلوا من هذه المبادرة التي تنطلق من الجزائر موعدا دوريا متجددا معبرا عن الاندماج في الاقتصاد المعاصر العالمي ومرسخا لقيم التضامن والتعاون الإفريقي».
ويعرف المؤتمر الإفريقي حول المؤسسات الناشئة، مشاركة 600 مؤسسة ناشئة، ومسؤولين وخبراء من أزيد من 15 دولة إفريقية. وميزة الحدث الأول من نوعه، هو الحضور الخاص لوزراء القطاع، إلى جانب أصحاب الشركات وحملة المشاريع، حيث ستعقد اجتماعات وزارية على هامش المداخلات لبحث معظم المشاكل والمقترحات للخروج بخارطة معينة.
مليون حامل مشروع
وقبل إشرافه على الانطلاق الرسمي لأشغال المؤتمر، تفقد الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمان، معرضا لـ20 مؤسسة ناشئة، 12 منها إفريقية، أين جدد طموح الجزائر ببلوغ مليون حامل مشروع بنهاية سنة 2023، مبرزا أن الرئيس تبون كان مؤسس مناخ المؤسسات الناشئة بالجزائر.
وأكد الوزير الأول، أن الجزائر وفرت المناخ الملائم لازدهار الشركات الناشئة بفضل مبادرة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، مفيدا بأن الاستراتيجية المتبعة منذ 2020، تاريخ إنشاء أول وزارة منتدبة لاقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة، لترتقي في التعديل الحكومي الجزئي الأخير إلى وزارة بكامل الصلاحيات، عرفت تقدما معتبرا. وبخصوص مشكل التمويل الذي تقاطعت حوله انشغالات معظم مسيري الشركات، طمأن الوزير الأول «بتسريع دراسة الملفات المودعة لدى الصندوق الجزائري لتمويل المؤسسات الناشئة»، مشيرا إلى رصد مبلغ قدره 58 مليار دج، بمعدل مليار دج لكل ولاية من أجل تسيير صناديق الاستثمار الولائية.
وشدد الوزير الأول، على ضرورة المضي قدما في المقاربات الاقتصادية لتسيير هذا النوع من المؤسسات والقطيعة مع المنطق الإداري، ليدعو في المقابل، إلى رفع تحدي إنتاج الشرائح الإلكترونية الخاصة بوثائق التعريف البيومترية محليا، والمساهمة في الارتقاء بقطاع الخدمات والسياحة، خاصة بمناطق الجنوب الكبير.