طباعة هذه الصفحة

اشتهر بشغفه الكبير بكرة القدم وحنكته في التسيير

قربـاح.. ذكريـات جميلــة في حضن «الشعــب»

حامد حمور

غادرنا، أمس، الرئيس السابق للرابطة المحترفة لكرة القدم محفوظ قرباج عن عمر ناهز 69 سنة، بعد مرض عضال.
عرف قرباج لسنوات طويلة شغفُه الكبير برياضة كرة القدم، حيث ترأس فريق شباب بلوزداد، في الفترة ما بين 2008 و2010 تمكن خلالها الفريق من إحراز لقب كأس الجمهورية، قبل أن يصبح رئيسا للرابطة المحترفة لكرة القدم في عهدتين، حيث قام بعمل كبير من الناحية التنظيمية، بالنظر لإمكاناته المعتبرة في هذا المجال.
يعدّ المرحوم محفوظ قرباج شخصية رياضية بارزة، بفضل عمله الكبير. كما كان يتواصل باستمرار مع الإعلاميين، فيما يخص الشأن الكروي، لا سيما أخبار الرابطة والبطولة الوطنية، ويقدم التفاصيل حول المسائل المتعلقة بالمنافسة، وكذا وضعية الأندية لسنوات طويلة.. وذلك بحنكته الكبيرة كمسير وطبعه المفتوح على الاتصال..
وأتذكر ذات يوم اتفقنا معه على أن يكون ضيفا على جريدة «الشعب» ومع صحفيي القسم الرياضي تحديدا، بقصد محاورته حول الرابطة المحترفة لكرة القدم التي كان يرأسها آنذاك، في عام 2016.. ورحّب بالدعوة مباشرة، رغم ارتباطاته الكثيرة.
وبالفعل كان في الموعد في اليوم والساعة المتفق عليهما، ومباشرة بعد جلوسه في القاعة، أكد لنا أن «الشعب» هي بيتي.. حيث كانت تربطه علاقة قوية مع الصحفيين، تحدث عن الأوقات الجميلة التي قضاها في «الشعب» عندما كان مسؤولا إداريا بها في ثمانينيات القرن الماضي، وكيف كان يسير العمل اليومي. وذكّرنا بالعديد من الأسماء التي عملت لصالح الجريدة في الفترة التي قضاها بها، وكان يتذكر تلك الأيام بأدق التفاصيل، وأوضح لنا آنذاك أنه يحتفظ بذكريات عزيزة في قلبه عن الجريدة «المدرسة».
وكان قرباج محبّا حقيقيا لكرة القدم، حيث عمل بشغف كبير لترقية المستوى التنظيمي ضمن كرة القدم الجزائرية، سواء ضمن فريق شباب بلوزداد أو الرابطة المحترفة، وكان يتابع المقابلات بدقة كبيرة، ويتنقل إلى مختلف الملاعب، حيث كان يحبذ الجلوس مع الأنصار، الأمر الذي كان يعتز به كثيرا، حيث أكد لنا أثناء استضافته بـ»الشعب» أن «حبّ الناس لا يقدر بثمن».
كان المرحوم محفوظ قرباج يقدم التحاليل في مختلف الحصص الرياضية التي يشارك فيها كانت إضافة حقيقية، وهذا لمعرفته العميقة بكرة القدم وقدرات اللاعبين، حيث كان وراء بروز اللاعب إسلام سليماني، هداف المنتخب الوطني، فهو الذي شجعه على الانتقال إلى أحد الأندية الأوروبية.
ويبقى المرحوم محفوظ قرباج من بين الشخصيات والمسيرين الذين خدموا كثيرا كرة القدم الجزائرية.
رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جنانه.. إنا لله وإنا إليه راجعون.