طباعة هذه الصفحة

التطبيع رهن سيادة المغرب وأضعف اقتصاده

مسيرات بربوع المملكة للقطيعة مع الصهاينة

انتفضت أزيد من 35 مدينة مغربية، أمس الأول، ضد التطبيع مع الكيان الصهيوني المحتل، تحت شعار “جميعا مع فلسطين ولحماية المغرب من التطبيع مع الكيان الصهيوني”، وذلك ضمن فعاليات اليوم الاحتجاجي الثامن الذي دعت إليه الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع، بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لاتفاقية التطبيع المشؤوم.
ردّد المتظاهرون، الذين حملوا الأعلام الفلسطينية ولافتات تضامنية مع القضية الفلسطينية وأحرقوا علم الكيان الصهيوني، شعارات مثل “يسقط يسقط التطبيع”، “يا مطبع يا جبان، أقصانا لا يهان”، “الشعب يريد اسقاط التطبيع”، “صامدون صامدون.. للتطبيع رافضون”، “فلسطين أمانة والتطبيع خيانة”، “تعيا ما تطبع.. تعيا ما توقع.. شعبنا لن يركع” و«يا للعار يا للعار، باعوا الاقصى بالدولار”.
وندّد المحتجون بخيانة المخزن للقضية الفلسطينية، مؤكدين على أن الشعبين المغربي والفلسطيني شعب واحد وأن التطبيع “وصمة عار في جبين النظام الغربي”.
ولكسر التعتيم الاعلامي الذي يفرضه نظام المخزن على كل الحركات الاحتجاجية المناهضة للتطبيع، نقلت الهيئات المناهضة للتطبيع من أحزاب وجمعيات، مختلف الوقفات الاحتجاجية على صفحاتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”.
ومن المدن التي نظّمت الوقفات الاحتجاجية المناهضة للتطبيع، العاصمة الرباط، الدار البيضاء، وجدة، بركان، طنجة، مكناس، فاس، اغادير، تارودانت، القنيطرة، بني ملال، تطوان، المحمدية، خنيفرة، آسفي وخريبكة.

عزم على إسقاط التطبيع
وأكدت الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع في النداء الذي وجهته للشعب المغربي، بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لترسيم التطبيع، أن “الفترة الحالية اتسمت بتصاعد وتسارع مذهل ومخجل لخطوات التعاون الرسمي مع الكيان الصهيوني”.
كما تميزت هذه الفترة، تضيف، “بمقاومة رائدة للمسلسل الخياني المشار إليه بقيادة الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع وكافة القوى والفئات والشخصيات الداعمة للشعب الفلسطيني، وهي مقاومة لازالت متواصلة”، حيث تسعى الجبهة إلى “استنباتها وتجذيرها في عمق المجتمع المغربي الرافض لأي علاقة مع الصهاينة المجرمين”، مؤكدة عزم الشعب المغربي على إسقاط التطبيع.
جدير بالذكر، أن الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع تأسست في 28 فيفري من العام الماضي، رفضا لتطبيع النظام المغربي مع الكيان الصهيوني، وتتكوّن من 18 هيئة سياسية ونقابية وحقوقية وشبابية ونسائية وجمعوية، هدفها توحيد جهود مختلف التنظيمات لإسقاط التطبيع ومقاومته.
وشارك في الوقفات الاحتجاجية التي نظمت مساء السبت، إلى جانب الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع، مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، والتي تضمّ أحزابا سياسية من مختلف التوجهات الفكرية، ومركزيات نقابية وجمعيات حقوقية.

القرار المغربي أصبح بيد الصهاينة
في السياق، قالت الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، إن حصيلة سنتين من التطبيع المخزني- الصهيوني كانت كارثة على الاقتصاد المغربي والسيادة الوطنية، بعد ارتهان القرار السياسي وضياع المصالح الاستراتيجية. ودعت الشعب المغربي إلى محاصرة المطبعين والتطبيع على كافة الواجهات وفي كل المجالات.
وتساءلت الهيئة المغربية في بيان لها عما حققته فضيحة التطبيع للشعبين المغربي والفلسطيني، وعن حجم الاستثمارات المنتجة للثروة ولمناصب الشغل في المغرب، الذي زادت نسبة البطالة فيه، ويعيش شبابه وضعا ليس أحسن من ذي قبل.
 وقال البيان، إن السيادة الوطنية والقرار السياسي المغربي أصبحا رهينة دوائر صنع القرار الصهيونية،  كما أن “التطبيع تسبب في إنهاك الاقتصاد الوطني المغربي، وتدمير القطاع الفلاحي عبر صفقات بذور مشبوهة، واستنزاف للثروات المائية والجوفية، ونشر لسلالات من النحل المتوحش، وتجريب لفيروسات وأمراض تدمر النباتات، وربط سوق المغرب المالية والصناعية بكيان ذي اقتصاد عسكري محدود السوق ومحدود الموارد، رهين للمؤسسة العسكرية ووزارة الحرب الصهيونية”.
واعتبرت الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة في سياق ذي صلة، “اتفاقية الشؤم والخيانة بين النظام الرسمي المغربي والكيان الصهيوني طعنة غادرة في قلب الشعب المغربي الخفاق بالإسلام والعروبة وحب فلسطين، وخيانة لدماء الشهداء في الجولان وفي البقاع، ولتاريخ المغرب وهويته ووطنيته”.
من جهته حذّر القيادي في جماعة العدل والاحسان المغربية، أبو الشتاء مساعف، من تسارع وتيرة التطبيع في المغرب واختراقه لكل المجالات، وأكد أن “كل الشروط أصبحت اليوم مهيئة أمام هذا الطاعون التطبيعي لفرض حماية كاملة على المملكة المغربية.