توفي أسطورة كرة القدم البرازيلي بيليه، يوم الخميس، عن عمر ناهز 82 عاما بعد صراع طويل مع المرض.
وكانت الحالة الصحية لبيليه قد استحوذت على اهتمام العالم خلال الأشهر القليلة الماضية، وتحديدا خلال منافسات كأس العالم الأخيرة بقطر.
ويعد بيليه من أبرز أساطير كرة القدم وأشهرهم، ويعتبر اللاعب الوحيد في التاريخ الذي توّج بكأس العالم ثلاث مرات.
ويعتبر بيليه أفضل لاعب كرة قدم في تاريخ اللعبة، وبالإضافة إلى أنه اللاعب الوحيد الذي فاز بثلاثة مونديالات، فإنّه توّج مع سانتوس بـ 48 لقبا، وأحرز ألفا و283 هدفا على مدار مسيرته الكروية.
يذكر أنّ لاعبي منتخب البرازيل، حرصوا على دعم بيليه في مونديال قطر 2022، أثناء معاناة أسطورة السامبا من المرض.
وعقب نهاية مباراة البرازيل ضد كوريا الجنوبية في ثمن النهائي للمونديال، أمسك نيمار ودانيلو، لافتة كبيرة تحمل صورة واسم بيليه بعد نهاية اللقاء.
وأكّد اللاعب البرازيلي السابق، أرثر أنتونيس كويمبرا “زيكو”، أنّ أسطورة كرة القدم البرازيلية بيليه كان ملهما لكل لاعبي كرة القدم وبالأخص له، حيث كان هو من خلفه في ارتداء القميص رقم 10 بمنتخب “السامبا”. وقال أسطورة فلامنغو، في رسالة نشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي “كان بيليه مصدر إلهام للجميع وبالأخص لي، حيث كنت ألعب في نفس مركزه..كنت أرى كل تحركاته داخل الملعب لمحاولة تكرارها”. ونشر زيكو، الذي يعتبر خليفة بيليه في الجيل التالي لمنتخب البرازيل، لكنه لم يفز بأي لقب عالمي مع “السيليساو”، مقطع فيديو يتضمّن أفضل لقطات المباراة التي جمعت بين كلا اللاعبين، في ملعب ماراكانا بريو دي جانيرو.
من جهته، ذكر رئيس الفيفا جياني إنفانتينو أن بيليه كان “فريدا” من عدة نواحي، وكان “اللاعب الوحيد الذي فاز بكأس العالم ثلاث مرات”.
وتابع: “مهاراته لم يسبق لها مثيل..فعل بيليه أشياء لم يكن يحلم بها أي لاعب آخر..”.
وأضاف: “في الواقع، بما أن كرة القدم المتلفزة كانت لا تزال في مهدها في ذلك الوقت، لم نشاهد سوى لمحات صغيرة ممّا كان قادرا على فعله”.
وأكّد أن بيليه كان دائما يرتقي إلى القمة “بابتسامة مرسومة على وجهه”، على الرغم من أن كرة القدم في زمنه “كانت صعبة”.
وأردف إنفانتينو “رغم أنه كان يعرف كيف يدافع عن نفسه، إلا أنه كان دائما رياضيا مثاليا في ظل احترام حقيقي لمنافسيه..لقد كان لي الشرف الكبير بلقائه في عدة مناسبات”.
ويمكن القول أنّ بيليه اللاعب الوحيد الذي رفع كأس العالم ثلاث مرات (1958، 1962 و1970)، كما دوّن اسمه في النهائيات بـ 12 هدفا.
ففي نسخة 1958 التي استضافتها السويد أصبح بيليه حينها أصغر لاعب على الإطلاق يشارك في المونديال في سن 17.
ودوّن بيليه اسمه في السجلات التاريخية لكأس العالم، إذ أصبح أول لاعب في هذا السن يحرز هدفا في المباراة النهائية، في إنجاز انفرد به لمدة 60 عاما. عاد بيليه إلى مونديال المكسيك 1970 راغبا في إثبات الكثير، بعد إصابته في المباراة الثانية لمونديال الشيلي 1962، وغيابه عن بقية مسار الفوز باللقب، وخروج البرازيل من دور المجموعات في مونديال إنجلترا 1966. ففي نهائي مونديال 1970 افتتح بيليه التسجيل ضد إيطاليا، في المباراة التي أقيمت على ملعب “استاديو أزتيكا”، في مكسيكو سيتي.
ورغم أنّ إيطاليا عادلت النتيجة في الدقيقة 37، عبر روبرتو بونينسينييا، إلا أن المنتخب البرازيلي أضاف 3 أهداف في الشوط الثاني، عبر جيرسون وجايرزينيو وكارلوس ألبرتو (الأخير بتمريرة حاسمة من بيليه)، ليحرز لقبه العالمي الثالث.