طباعة هذه الصفحة

بطولة العالم لكرة اليد رجال 2023

المنتخب الوطني يشارك للمرة 16 في تاريخ المنافسة

نبيلة بوقرين

محطة للعودة إلى الواجهة من بوابة المونديال

تعتبر مشاركة المنتخب الوطني لكرة اليد ضمن فعاليات بطولة العالم في طبعتها 28 التي ستجري بكل من بولونيا والسويد في الفترة الممتدة من 11 إلى 30 جانفي 2023، بمثابة الفرصة السانحة للعودة الى الواجهة بسبب مرحلة الفراغ التي عاشتها كرة اليد الجزائرية. يأتي ذلك من خلال العزيمة والإرادة التي تحذو اللاعبين والطاقم الفني والتي من شأنها أن تكون دافعا معنويا للتشكيلة الوطنية من أجل تحقيق أفضل نتيجة من المشاركة 16 في هذا الحدث العالمي الكبير الخاص بالكرة الصغيرة.
قام الفريق الوطني بعدة تربصات، انطلقت مباشرة بعد العودة من بطولة امم أفريقيا التي احتضنتها مصر، أين برمج الناخب الوطني معسكرا في شهر سبتمبر بمشاركة اللاعبين المحليين، لأنهم كانوا بعيدين عن أجواء المنافسة، نظرا لتوقف البطولة حتى يكون توازن بين الأسماء التي تلعب في الجزائر والعناصر المحترفة في كل من البطولات الخليجية والأوروبية، بما ان هذه البطولات انطلقت في وقتها المحدد وعرفت تألق اللاعبين الجزائريين في صورة الحارس خليفة غضبان الذي قدم مستوى كبيرا مع ناديه وشارك في دوري أبطال أوروبا، هشام كعباش عاد بقوة رفقة هشام داود بعد أن ابتعدا عن المنتخب الوطني لفترة بسبب الإصابة التي كان يعاني منها الثنائي. عبد القادر رحيم واحد من ركائز الفريق هو الآخر حافظ على استقراره من ناحية المشاركة مع ناديه، أيوب عبدي العائد من الإصابة التي تعرض لها خلال فعاليات الألعاب المتوسطية بوهران 2022 سجل حضوره في كل لقاءات ناديه، زهير نعيم، يحي زموشي، سباستيان خرموش هذا الأخير سيكتشف أجواء المونديال بما انها اول مشاركة له مع الخضر.
قام الطاقم الفني بالاعتماد على العناصر الجاهزة بدنيا والتي لعبت أكبر عدد من المباريات، لأن بطولة العالم تتطلب جاهزية بدنية وحضورا معنويا للاعبين فوق البساط لصنع الفارق. كما قام بتدعيم التشكيلة بأسماء تنشط في البطولة الوطنية، اي حسب النقائص الموجودة في المناصب، حتى لا تكون هناك فراغات عندما تكون دكة البدلاء ثرية تساهم في إيجاد الحلول، خاصة إذا كانت هناك إصابات، ومن جهة أخرى حتى لا يكون تعب وإرهاق، هذا ما أكده غربي في آخر تصريح اعلامي قائلا: «سنعمل على استغلال الإمكانات الموجودة لدينا حيث قمنا بانتقاء تشكيلة متوازنة تتكون من خيرة اللاعبين الجاهزين في الفترة الحالية، وسنلعب كل حظوظنا لتحقيق نتيجة إيجابية بحول الله رغم صعوبة المأمورية، لأننا سنواجه منتخبات عالمية ولديها خبرة في المونديال، وفي نفس الوقت لدي ثقة كبيرة في اللاعبين لأنهم سيقدمون كل ما لديهم فوق البساط».
تحضيرات مكثفة...
للإشارة، فإن المنتخب دخل مرحلة العمل الجدية بداية من دورة رومانيا الودية التي جرت من 25 إلى 30 ديسمبر 2022 والتي تخللتها مباراتان ضد منتخبي مصر ورومانيا، حيث شاهدنا المستوى التصاعدي للفريق الوطني، أين صمد ضد الفراعنة رغم الفارق الموجود خاصة بدنيا وتمكن زملاء عبدي من تسيير اللقاء الثاني ضد رومانيا. وينهي الخضر التحضيرات، غدا، من خلال لعب ثاني لقاء ودي يتخلل المعسكر الذي يجري بتونس، حيث سيكون بداية من الساعة 17:00 مساء وبعدها سيكون التنقل نحو مكان الحدث للدخول في جو المنافسة الرسمية بداية من 13 جانفي الجاري، حيث يتواجد ضمن المجموعة الرابعة رفقة كل من صربيا، قطر وألمانيا.
وتعتبر هذه المشاركة 16 في تاريخ كرة اليد الجزائرية ضمن بطولة العالم وكانت أول مرة سنة 1974 احتل خلالها الخضر المركز 15 بعدما انهزموا في كل اللقاءات، والمشاركة الثانية كانت سنة 1982 حيث احتلوا المركز 16 بعدما تعادلوا في لقاء وانهزموا في البقية، لكنهم تأهلوا للدور الثاني، ثم توالت المشاركات سنوات 1986، 1990، 1995، 1997، 1999 و2001 التي تعتبر الأفضل والتي احتل خلالها الفريق الوطني أفضل ترتيب عندما احتل المركز 13، 2003، 2005 و2009 هذه السنة كانت كرة اليد الجزائرية في منحنى تصاعدي من خلال النتائج التي تحققت على الصعيد القاري بجيل تمكن من الفوز باللقب الأفريقي السابع.
2011 بالسويد والتي كانت إيجابية هي الأخرى بقيادة المدرب بوشكريو، 2013 بإسبانيا، في حين كانت سنة 2015 بداية الأزمة الحقيقية لكرة اليد الجزائرية، لأن الفريق الوطني سجل أسوأ مشاركة ضمن المونديال الذي جرى بقطر، حيث انهزم في كل المباريات، ليغيب بعدها عن الحدث مرتين متتاليتين ثم عاد سنة 2021 وحقق خلالها رفقاء غضبان المركز 22 من مجموع 32 منتخبا، واليوم كل الأنظار متجهة نحو السويد وبولونيا لمتابعة لقاءات الخضر على أمل أن تكون العودة الفعلية للواجهة، بما ان الفريق الوطني تنقل بمجموعة لاعبين لهم الخبرة والتجربة ويعرفون جيدا أجواء المنافسة في المستوى العالي.