قال أستاذ القانون العام، الدكتور موسى بودهان، إن عضوية الجزائر في مجلس السلم والأمن الإفريقي، تعكس القوة الدبلوماسية للجزائر، وتبين أنها راعي الأمن والسلم في القارة، حيث استطاعت بفضل مبادئها العادلة أن تحوز على ثقة الأفارقة في مناسبتين.
فازت الجزائر بمقعدين هامين في الاتحاد الإفريقي، الأول بمنصب نائب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، والثانية عضوية مجلس السلم والأمن الإفريقي، وهو نجاح سيدعم مواقفها في هندسة السلم والأمن القاريين ويمنحها قوة اقتراح أكبر، لخدمة مصالح أفريقيا وقضاياها العادلة على مستوى مجلس الأمن الدولي.
واعتبر د.موسى بودهان، في اتصال مع «الشعب»، أمس، أن انتخاب الجزائر لعضوية مجلس السلم والأمن الأفريقي بأغلبية 34 صوتا، هو رد قوي على من يحاول تشويه صورة الجزائر، المعروفة بنضالها نصرة للمستضعفين وإعلاء الحق في مواجهة المعتدين.
وأضاف، أن الحدث الدبلوماسي يؤكد أن للجزائر دبلوماسية استباقية دفاعية قوية وإيجابية، وليست هجومية، لأنه ليس من طبيعة الجزائر أن تهاجم الآخرين ولا أن تلحق الضرر بالدول والشعوب الأخرى، ولا أن تتدخل في شؤونهم، لأن عاداتها وتقاليدها الدبلوماسية ومبادئها السياسية وأسسها الدستورية، تمنعها من أن تكون كذلك.
وبالتالي، أضاف المتحدث، أن هذه العضوية هي مكسب نثمنه عاليا ومكسب إضافي للدبلوماسية الجزائرية ولصورة الجزائر في المحافل الدولية والقارية والإقليمية، وفي مختلف التخصصات الأمنية والاقتصادية والأمنية، سيما وأنها عضو غير دائم أيضا في مجلس الأمن الدولي، وقد ترأست، شهر جانفي، المجلس وقدمت اقتراحات مهمة ولاقت إجماعا في بعضها، خاصة ما تعلق بالأمن والاستقرار والقضايا العادلة، وبالتالي حصولها على هذا المقعد في مجلس السلم والأمن في الاتحاد الإفريقي يصب في صالحها وفي صالح المجموعة الأفريقية.
وأوضح أستاذ القانون العام، أن الجزائر من الدول التي تتمسك بالحلول السلمية وإعلاء القانون الدولي والحرص على احترامه، والتمسك بالشرعية الدولية والمواثيق والاتفاقات في سعي منها لحل كل النزاعات بالطرق السلمية والسياسية والودية.
وأضاف، أن هذا النصر الجديد، يأتي في وقت تحاول أطراف معروفة ابتزاز الجزائر وافتعال أزمات مع دول جوارها الجنوبي، غير أن فوزها بعضوية المجلس يصب في صالحها، لأنه يعكس ثقة الأفارقة في الجزائر باعتبارها مناضلا من أجل مصلحة أفريقيا، وفاعلا في استتباب الأمن والسلم في القارة وفي مكافحة ظاهرة الإرهاب التي تعتبر التهديد الأول لدول وشعوب القارة.
كما من شأنه أن يعزز أيضا موقف الجزائر في مجلس الأمن الدولي، باعتبارها صوت أفريقيا الرسمي وبتفويض أفريقي، لبلوغ هدف تحقيق الاستقرار وإقرار الأمن والسلام في أفريقيا، وذلك في إطار الشراكة بين مجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي، ومجلس الأمن الدولي.
ويتزامن هذا الحدث وسعي الجزائر لتوحيد صوت القارة لتكون كتلة واحدة في مواجهة العالم الخارجي، وفي هيئات منظمة الأمم المتحدة في الجمعية العامة وفي مجلس الأمن بالتحديد، الذي تطالب الجزائر بإصلاحه وإنصاف القارة الأفريقية بمنحها مقعدين دائمين.
وختم المتحدث بالقول، إنه رغم أن هذا الفوز بثقة الأفارقة الذي يعبر عن مكانتها العالية، قد يتسبب لها في حقد أعداء الأمس واليوم، فرنسا والمغرب والكيان الصهيوني، لكنها ستستمر في مسيرتها النبيلة، باعتبارها قوة أفريقية، تحتل المرتبة الثالثة اقتصاديا أفريقا، وقوة طاقوية تمنح لها ورقة تفاوض قوية.