طباعة هذه الصفحة

طائرات النقل العسكري حطت بتركيا وسوريا في وقت وجيز

الجيـش الوطني الشعبـي.. بصمات خالدة في العمـل الإنســاني

حمزة.م

أداء احترافي لفرق الإنقاذ والإغاثة الجزائرية بالمناطق المنكوبة في تركيا وسوريا

ساهم الجيش الوطني الشعبي، من خلال طائرات الشحن التابعة للقوات الجوية، في إنجاح إمداد الجسر الجوي مع سوريا وتركيا، وتقديم المساعدات والإغاثة في ظرف قياسي جدا. في المقابل، تواصل فرق البحث والإنقاذ الجزائرية المنتشرة بالمناطق المتضررة من الزلزال المدمر، أداء مهامها باحترافية عالية.

أظهر الجيش الجزائري، مرة أخرى، جاهزية كبيرة في التحرك للمهام الإنسانية وفق مقتضيات القانون الدولي، مسخرا خبرته الواسعة في المجال، لمساعدة الشعبين السوري والتركي، في محنة الزلزال الكبير الذي ضرب، فجر الأثنين، المناطق الشمالية والجنوبية للبلدين.
وفور صدور أوامر رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني، بضرورة إرسال فريقين للإغاثة والبحث من الحماية المدنية إلى مناطق الزلزال، جهزت القوات الجوية الجزائرية، وفي وقت وجيز، قطعا من أسطولها بمطار بوفاريك، لنقل أفراد الفريق ومعداته.
وإذا كانت الجزائر قد نالت الإشادة العربية والدولية، بكونها أول الواصلين إلى المناطق المنكوبة، فيعود ذلك إلى سرعة اتخاذ القرار وتنفيذه، رغم بعد المسافة (أزيد من 5 ساعات طيران)، ونوعية العتاد المخصص لأعمال الإغاثة.
وفي أقل من 20 ساعة لوقوع الزلزال الذي بلغت شدته 7,7 درجات على سلم ريشتر، حطت أولى طائرات الشحن التابعة «لصقور الجو الجزائري»، بتركيا وعلى متنها فريق مكون من 89 عونا للحماية المدنية والفريق السينوتقني وتجهيزات مقر القياد وتنفيذ المهام الميدانية.
طائرات الشحن العسكري، كانت أول من يصل مطار حلب الدولي (السوري) وعلى متنها 86 عونا للحماية المدنية و40 مسعفا للهلال الأحمر الجزائري، ثم توالت الرحلات باتجاه البلدين وكان على متنها هذه المرة أزيد من 210 طن من المساعدات.
في السياق، كشفت وزارة الدفاع الوطني، أن الجسر الجوي الذي تم إمداده بنجاح وفي وقت وجيز، قوامه 06 طائرات شحن، وجاء في بيان لها: «أنه وتطبيقا لتعليمات رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني، وعلى إثر الزلزال الذي شهدته تركيا وسوريا، يوم الاثنين، تم تسخير 06 طائرات نقل عسكرية تابعة للقوات الجوية الجزائرية».
رصيد حافل في العمل الإنساني
التصرف بهذه الطريق الاحترافية، وفق مراقبين، ليس وليد الصدفة، إذ يملك الجيش الوطني الشعبي، رصيدا حافلا في مجال العمل الإنساني والتعاون الدولي، ويوظف قدراته العالية في النقل اللوجيستي، لخدمة القضايا الإنسانية مهما كانت الظروف.
ومنذ زلزال المكسيك والسالفادور عام 1986، مرورا بمختلف الزلازل التي ضربت دول العالم في القارات الخمس، آخرها النيبال 2015، تصدرت الجزائر فرق الإغاثة الدولية، بفضل الجاهزية العملياتية وقدرات الأسطول الجوي لمهام الشحن والنقل التابع للقوات الجوية الجزائرية.
سرعة التحرك والانتقال الجوي لفرق الإغاثة على متن الطائرات العسكرية، ومن ثم الانتشار في المناطق الصعبة والحضرية، أثبت نجاعتها الفائقة ميدانيا، بحيث رسمت الحماية المدنية بكل من حلب السورية وأديامان التركية، قصصا إنسانية خالدة، بإنقاذها أطفالا ورجالا ونساء أحياء من تحت الأنقاض.
ومعروف أن الوصول إلى مناطق الكوارث الطبيعية، في أقل من 78 ساعة التي تلي وقوعها تزيد من فرص العثور وإنقاذ الأشخاص وهم أحياء، في وقت وصلت الطائرات الجزائرية وعلى متنها فرق الإغاثة في أقل من 30 ساعة وباشرت مهامها بشكل فوري.
خبرة النقل الجوي في الظروف الصعبة والبالغة الخطورة، تحوز عليها القوات الجوية الجزائرية، منذ عقود. وإلى جانب إيصال المساعدات الإنسانية التي تتبرع بها الجزائر، لدول الساحل الإفريقي ودول الجوار، وفعلت ذلك في عز جائحة كورونا.
وفي وقت استخدمت بعض الدول ورقة المهاجرين غير الشرعيين وتوظيفهم في الابتزاز الدبلوماسية، سبق لطائرات النقل العسكري، أن تكفلت بإعادة مهاجرين أفارقة إلى بلدانهم الأصلية بناء على طلب حكومات هذه الدول.
التناغم والتنسيق المحكم بين المهام الإنسانية للجيش الوطني الشعبي والحماية المدنية، جعلها تؤدي مهامها في إطار التعاون الدولي بنجاح فائق. ومقابل هذه الجهود، حازت الحماية المدنية الجزائرية سنة 2017 على شهادة الاعتراف والمطابقة الدولية من الأمم المتحدة، وهي مدربة للانتقال الفوري إلى مناطق الكوارث في مختلف مناطق العالم، في ميزة تمتلكها قليل من الدول.