طباعة هذه الصفحة

مؤرخون وقانونيون يطالبون بمتابعة الملف على المستوى الدولي

التفجيرات النووية بالصحراء جريمة دولة ضد الإنسانية

سهام بوعموشة

بن براهم: وزن أول قنبلة بلغ أربعة أضعاف قنبلتي هيروشيما وناكازاكي

أكد المحاضرون في ندوة حول التفجيرات النووية بصحراء الجزائر، أمس، بمنتدى الذاكرة، الذي نظمته جمعية مشعل الشهيد بيومية المجاهد، أن هذه التفجيرات هي جريمة ضد الإنسانية وجريمة دولة، نفذها مسؤولين كبار في الدولة الفرنسية وما تزال آثارها الصحية على ساكنة المنطقة. ودعا المحاضرون رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، لمساعدتهم على متابعة الملف وهذه المعركة القانونية على المستوى الدولي باسم الجزائر.
وصفت المحامية فاطمة الزهراء بن براهم، التفجيرات النووية التي قامت بها فرنسا الاستعمارية في صحراء الجزائر، بالجريمة ضد الإنسانية وهي جريمة دولة نفذها الرئيس الفرنسي شارل ديغول ومعاونوه، وبلغ وزن أول قنبلة 70 كيلو طن، أربعة أضعاف قنبلتي هيروشيما وناكازاكي، أصابت 150 ألف ساكنة و80 ألف شخص توفوا، وما تزال آثارها على الساكنة بتشوهات خلقية.
وذكرت بن براهم بالمساعي التي قامت بها في ملف التفجيرات النووية بصحراء الجزائر، رفقة الأستاذ عمار منصوري، وبالتنسيق مع بعض المحامين الفرنسيين ومن دولة بولينيزيا الذين زودوها بالوثائق والأرشيف العسكري الفرنسي. وأكدت أنها ستواصل هذه المعركة وتتابع الملف على المستوى الدولي بإمكاناتها، حتى يتحصل الضحايا الجزائريون على حقوقهم ويعاقب المجرمون أمام المحاكم الجنائية الدولية.
وأشارت المتحدثة إلى أن البولينزيين، حضروا ملفا حول هذه الجريمة التي ارتكبت على أرضهم بقائمة مرتكبيها، لتصنيفها جريمة ضد الإنسانية، وقالت: «إذا قبل ملف البولينزيين وصنفت جريمة ضد الإنسانية، فإننا سنحضر الملف نفسه ونضيف لقائمة المسؤولين الجنرال شارل ديغول، وبالتالي المحكمة الجنائية تكون مجبرة على قبول شكوانا»، وأعلنت عن إنشاء مخبر بحث يضم باحثين وقانونيين للعمل على هذا الملف.

منصوري: اكتشاف ثلاثة تفجيرات جديدة مؤخرا

أوضح مهندس في الطاقة النووية عمار منصوري، أنه عندما زار الفرنسيون الصحراء في 1957، قالوا إنه المكان الأمثل لإجراء التفجيرات؛ لأنه لا حياة ولا بشر ولا حيوان، وفي 7 ديسمبر 1957 أنشئ مركز البحث النووي في الجزائر، وفي 22 جويلية 1958 حدد الجنرال ديغول بأن يكون أول تفجير نووي في الثلاثي الأول من 1960، وفي 1959 صرح ممثل فرنسا في الأمم المتحدة جيل موش، مؤكدا أن الصحراء الجزائرية هي المكان الأمثل لإجراء التفجيرات النووية.
وأشار منصوري، إلى أن هناك أربعة تفجيرات سطحية في الفترة (1960-1961)، والباطنية 13 في الفترة من 1961-1966، مشيرا إلى اكتشاف ثلاثة تفجيرات جديدة مؤخرا، وهي تسمى التطبيق السلمي للتفجيرات النووية.
وكشف المحاضر أن عدد التفجيرات النووية في الصحراء الجزائرية من قبل كان 57 واليوم عدد التفجيرات 60 في الصحراء وبطاقة 743.7 كيلو طن، وهي في ثلاثة مواقع؛ الأول في الحمودية برقان والثاني في عين إيكر والثالث في تاوريت تانا قارة في عين إيكر، زيادة على ذلك مخابر المحافظة الذرية.
يروي عمار عيادي، الذي كان مدير المجاهدين بتمنراست، كيف أصيب بالسرطان منذ ثلاث سنوات بسبب الإشعاعات التي خلفتها التفجيرات النووية بصحراء الجزائر، جريمة الاستدمار الفرنسي، ويقول إنه منذ 1996، كان يتنقل إلى المكان الذي أجريت فيه التفجيرات النووية، مدة خمس سنوات، وأكد أن هناك العديد من الضحايا من أبناء المجاهدين أصيبوا بإعاقات متعددة نتيجة بقايا الإشعاعات النووية.