برامـج تكويـن لتأهيــل عمّــال الصّحـة ورعايـة الأمومة
في إطار الجهود الرامية إلى تحسين رعاية حديثي الولادة وتقليص معدلات وفيات الأطفال في الجزائر، تمّ أمس إطلاق مبادرة «تربطنا المحبّة»، التي تعد الثانية في الجزائر بعد تركيا، وضعت هذه المبادرة خصيصا لضمان التكفل الأحسن بالمواليد الجدد، بما يعزّز فرص بقائهم على قيد الحياة، وينعكس إيجابا على صحة الأجيال القادمة.
في هذا الصدد، صرّحت المكلفة بالاتصالات بشركة حياة الجزائر، دهان حبيبة، في علامتها التجارية «مولفيكس»، خلال الندوة الصحفية التي نظّمت للإعلان رسميا عن هذه المبادرة، التي تمت بالتنسيق مع المصالح الصحية على رأسها البروفسور حريدي، رئيسة الجمعية الجزائرية لطب حديثي الولادة، أن المبادرة تشمل توفير معدات وتجهيزات طبيبة بوحدات العناية المركزة الخاصة بحديثي الولادة، إضافة إلى توفير تكوينات خاصة بالأطباء في تخصص الأم والطفل.
كما يشمل البرنامج، تنظيم ندوات متخصصة موجهة لمهنييي الصحة، بدعم من خبراء وأكاديميين ذوي خبرة واسعة، حيث تتناول هذه الندوات مجموعة من المواضيع ذات صلة، منها التواصل الفعال مع الوالدين، وتعزيز الارتباط بين الطفل ومقدمي الرعاية، إضافة إلى دعم النمو السليم للطفل، بهدف تزويد مهني الصحة بالمهارات اللازمة لتعزيز صحة الطفل.
من جانبه، صرح البروفيسور عشير موسى، المختص في طب الأطفال، على هامش الندوة، أنّ آخر الإحصائيات تشير إلى أنّ معدل وفيات الأطفال في الجزائر يقدر بحوالي 16 حالة وفاة لكل 1000 ولادة حية، في حين يتراوح معدل وفيات الأمهات بين 35 و40 حالة وفاة لكل 100 ألف ولادة، وأكّد أن هذه الأرقام تبرز الحاجة الملحة إلى تحسين جودة خدمات الرعاية الصحية.
وأشار البروفيسور في مداخلته إلى الفوائد الطبية والاجتماعية التي قد تجلبها المبادرات المشابهة، في تحسين صحة الأمهات والأطفال، حيث أكّد على أهمية التدخلات الصحية المبكرة في الوقاية من المخاطر المرتبطة بالولادة والطفولة، وضرورة التركيز على الوقاية أكثر من العلاج.
كما عرج البروفيسور إلى الجهود القائمة لتطوير المنظومة الصحة التي جعلت من التكفل بالمريض أولوية وطنية، حيث كفل الدستور الجزائري مجانية العلاج عبر كامل التراب الوطني، ولفت أيضا أنه رغم ما تحقق اليوم من إنجازات في المجال الصحي، إلا أن الطموح لا يتوقف عند هذا الحد، وتسعى الجزائر اليوم إلى الاقتراب من نسب الوفيات في الدول المتطورة، حيث يمكن أن يكون معدل وفيات الأطفال أقل من 2 لكل 1000، ومعدل وفيات الأمهات منخفضا للغاية.
وصرّح عشير أنّ الجزائر تعمل على تعزيز برامج الوقاية الصحية، خاصة في مجال صحة الأم والجنين، وأوضح أن الوقاية من حالات الاختناق عند الولادة أصبحت من أولويات وزارة الصحة، بسبب أهمية الدقائق الأولى بعد ولادة الطفل في تحديد مستقبله وحياته، وأضاف أن التأخر في التدخل خلال أول 15 إلى 20 دقيقة قد يسبب إعاقات دائمة، لذلك تسعى الفرق الطبية إلى بذل أقصى جهودها في هذه اللحظات الحرجة لإنقاذ الأطفال، وتجنب عواقب الإعاقة على المدى الطويل.
من جانبها صرّحت البروفيسور ليلى حريدي، طبيبة الأطفال، بأنّ المبادرة تحمل في جوهرها أبعادا إنسانية عميقة، حيث تسعى إلى تحسين الرعاية الصحية للرضع، خاصة وأن نسبة وفيات حديثي الولادة عبر الوطن قدرت بـ 70 بالمائة، مؤكّدة أنّ مثل هذه المبادرة تهدف إلى تعزيز الصحة العامة من خلال ترسيخ التواصل الإيجابي وتعميق الروابط العائلية.
وقالت رئيسة الجمعية، أنّ هذه المبادرة تضاف إلى جهود الوزارة في تبني برامج تهدف إلى الحد من معدل وفيات الأمهات والأطفال حديثي الولادة، موضّحة أنّ برنامج مخطط عمل المريض تضمن برامج جديدة تعد من بين أولويات الصحة العمومية، منها حماية الأمومة والطفولة، التي تعد أيضا من أولويات هذه المبادرة.
بدوره المدير العام لشركة «حياة غلوبال»، مراد غوناي، قال ختاما إن الشركة تسعى إلى تقديم حلول تساهم في تحسين صحة الأطفال خاصة الرضع، مشيرا إلى أن المبادرة تهدف إلى تحقيق تأثير اجتماعي طويل الأمد.