طباعة هذه الصفحة

فاعلية في الأداء وسباق إلى خدمة ضيوف الرّحمان

وهـران..22 رحلة جوية لنقل 5529 حاج بـ “صفر ورق”

وهران: مسعودة براهمية

تبذل الجزائر جهودا جبّارة لضمان راحة الحجاج وتوفير أفضل الظروف لأداء مناسكهم، من خلال التطوير المستمر في الخدمات اللوجستية والتنظيمية، وتعزيز مستويات الرعاية والدعم، بما يعكس التزامها العميق بخدمة الركن الخامس من أركان الإسلام بمسؤولية واهتمام بالغ.

 في ضوء ذلك، أوضح مدير الشؤون الدينية والأوقاف لولاية وهران، قداري لخضر، أنّ “الدولة الجزائرية، توفر لحجاجها خدمات تفوق ما تقدمه الدول الأخرى، ممّا عزّز مكانتها كإحدى الدول الرائدة في تنظيم هذه الشعيرة المقدسة…”.
واستعرض قداري في تصريح لـ “الشعب”، أهم المبادرات والإجراءات  الناجحة التي نفّذتها وزارة الشؤون الدينية والأوقاف في السنوات الأخيرة، ومن بينها نظام “الإسكان الإلكتروني”، الذي وصفه بأنه “خطوة بارزة ومتميزة في هذا المجال”، وأشار إلى أن “فكرة الإسكان الإلكتروني طرحت ضمن إطار عمل الوزارة عام 2014، حيث كان من بين الأطر التي اقترحتها، وعلى الرغم من أنها بدت حينها فكرة شبه مستحيلة، إلا أنها تحولت إلى واقع ملموس”.
وقد حقّقت المنصّة نجاحا أوليا تراوح بين 60 % و70 %، قبل أن تصل إلى نجاح كامل في الأعوام الأخيرة، بفضل جهود الوزارة والديوان الوطني للحج والعمرة، ولا سيما المهندسين الشباب الذين كانوا في طليعة هذا المشروع، كما قال.
واستنادا إلى المصدر ذاته، “يوفّر هذا النظام مزايا متعدّدة، من بينها تقديم بيانات دقيقة حول أماكن الإقامة، تشمل الموقع، الطابق، الخدمات المتاحة، والمسافة إلى الحرم المكي والمشاعر المقدسة، إلى جانب تحديد المجموعة التي سيقيم معها الحاج، ممّا يساعده على اختيار الخيار الأنسب وفق احتياجاته”.
«ومع التقدم الذي شهدته التطبيقة، أصبحت آليات الإسكان أكثر دقة وتنظيما، مما يتيح توزيع الحجاج وفق معايير تراعي خصوصية العائلات واحد من الاختلاط، حيث يعمل النظام تلقائيا على رفض تسجيل الأشخاص الذين لا تربطهم صلة محرم أو لا ينتمون إلى نفس العائلة، لضمان بيئة أكثر توافقا مع هذه الضوابط”، يقول محدثنا الذي كما نوه “بجودة الخدمات المتعددة التي تقدمها “البوابة الجزائرية للحج”، والتي تشهد تطورا مستمرا عبر إدراج عمليات جديدة تواكب احتياجات الحجاج، بما في ذلك حجز تذاكر السفر والغرف الفندقية، إصدار التأشيرات، طباعة الوثائق، والاطلاع السريع على الإرشادات والمستجدات الخاصة بالحج”.
و«تتيح المنصة الرقمية التي دخلت حيز الخدمة قبل نحو ثمانية سنوات، بيانات دقيقة عن المعلومات الشخصية، وفي حال وقوع أي حالة “تيهان”، يمكن تحديد موقع الفندق ببساطة عبر إدخال رقم جواز السفر أو الإسم واللقب الحاج أو المطوف، مما يساهم في ضمان تجربة حج آمنة وسلسة”.
من بين التدابير المهمة التي شددت عليها وزارة الشؤون الدينية والأوقاف خلال موسم الحج الحالي - يضيف محدثنا - “التأكيد على توفير أماكن إقامة للحجاج الجزائريين في فنادق تقع في قلب المنطقة المركزية، سواء في مكة المكرمة أو المدينة المنورة، ناهيك عن تقديم وجبات متنوعة ومغذية، تشمل فطور الصباح الغداء والعشاء، بحيث لم يعد عليهم تأمين احتياجاتهم الغذائية بأنفسهم أو إحضار المؤونة كما كانت الحال في السابق”.
فيما يتعلق بالإقامة في مخيمات “منى” و«عرفات”، أشار المسؤول إلى أن “الجزائر هي الدولة الوحيدة التي توفر مخيمات مكيفة بمستوى فاخر، حيث يتم تقديم الوجبات داخلها، مما يمنح الحجاج راحة إضافية”.
وأوضح المتحدث أن المساحة المحدودة في “منى” تعد عاملا خارجا عن نطاق الجزائر، ورغم ذلك تتميز المخيمات الجزائرية بهذه الجهة، بموقع قريب من الجمرات، مما يسهل أداء الشعائر بكل راحة وطمأنينة”.
وبخصوص النقل، أكد أن “الجزائر من بين الدول القليلة التي تتعاون مع كبريات شركات النقل في الشرق الأوسط لنقل الحجاج والمعتمرين الجزائريين، مثل شركة “حافل”، مع اشتراط توفير حافلات حديثة مجهزة بأفضل وسائل الراحة.
ولفت كذلك إلى الاهتمام الذي توليه الوزارة الوصية  للإرشاد، سواء في مجال الفتوى أو التوجيه الديني، موضحا أن “عملية ترشيح هؤلاء المرشدين، تتم من خلال المديريات التنفيذية، وفق معايير دقيقة، تشمل المستوى العلمي، المهارات الدينية، والالتزام الأخلاقي”.
وشدّد مدير الشؤون الدينية والأوقاف لولاية وهران، لخضر قداري، على أن “هذه الجهود المتواصلة تعكس حرص الجزائر على تقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن، وجعل هذه الرحلة الإيمانية تجربة مريحة وسلسة، تعكس قيم العناية والاهتمام التي توليها الدولة لحجاجها”.

تـنظيم الـرّحلات.. أسلوب مـبتكـر

من جانبه، صرّح مدير المطار الدولي لوهران “أحمد بن بلة”، نجيب بن شنين أنّه “تمّت برمجة الرحلات الجوية للتكفل بنقل زهاء 6.225 حاج وحاجة من عدة ولايات من الجهة الغربية للوطن إلى البقاع المقدسة” .
وأشار - في هذا الصدد - إلى أن أول رحلة ستنطلق في 13 ماي الجاري في حدود الساعة الثالثة وخمس وخمسين دقيقة مساء، على متن طائرة لشركة الخطوط الجوية الجزائرية باتجاه مطار المدينة المنورة. وذكر برمجة 16 رحلة لشركة الخطوط الجوية الجزائرية ورحلة واحدة لشركة الطيران “طاسيلي” وخمس رحلات لشركة الخطوط الجوية السعودية، خلال الفترة الممتدة من 13 إلى 31 مايو الجاري، بمعدل يتراوح ما بين 250 و380 حاج في كل رحلة.
وقد اتخذ مطار وهران الدولي جملة من الإجراءات لضمان نقل الحجاج نحو البقاع المقدسة في أحسن الظروف، على غرار تخصيص أروقة خضراء لضيوف الرحمن خاصة بالمسنين وذوي الاحتياجات وتكثيف عدد شبابيك التسجيل.
ومن مجمل الترتيبات أيضا تخصيص حافلات لنقل الحجاج من قاعة الانتظار إلى الطائرة وحظيرة للسيارات تتسع لألف مركبة فضلا عن توفير جناح لعائلات الحجاج، يضيف نفس المسؤول .
من جانبه، أكد أمين قنون، وهو إطار بالمديرية أن “التحضيرات الخاصة بموسم الحج لعام 2025 ميلادي - 1446 هجري، بدأت قبل أكثر من شهرين، وذلك عبر اجتماعات دورية تجمع مختلف الهيئات المعنية”.
واعتبر قنون الذي يمثل أيضا الديوان الوطني للحج والعمرة في وهران، أنّ “موسم الحج لهذا العام شهد تقدما ملحوظا في الخدمات الرقمية المقدمة للحجاج، بفضل تعزيز إجراءات الدخول إلى البوابة الإلكترونية، في إطار دعم التحول الرقمي الذي اعتمده الديوان بمبدأ “صفر ورق”.
وكشف قنون عن “تنظيم دورات تكوينية متخصصة، تشمل جميع مطارات الإقلاع، إلى جانب تحديث آليات إرسال التقارير، حيث انتقلت من الوسائل التقليدية مثل الفاكس والبريد الإلكتروني إلى الإرسال عبر التطبيق الإلكتروني، مما يضمن دقة أكبر وفعالية أعلى”.كما تطرق المصدر إلى التدابير التي اتخذتها إدارة المطار لضمان انسيابية حركة الحجاج، بالتعاون والتنسيق مع مختلف الجهات المختصة، ومن أهمها توفير “ممر خاص” بالحجاج، بدءا من لحظة وصولهم إلى المحطة الجوية وحتى صعودهم إلى الطائرة.
وأضاف أن “هناك جهود مستمرة لتوسيع شبكة المطارات المخصصة للإقلاع والعودة، مما أدى إلى زيادة عدد المطارات المعتمدة وطنياً من 10 إلى 12 مطاراً، وبالتالي انخفض عدد الولايات التي تعتمد على خدمات مطار وهران الدولي أحمد بن بلة من 12 ولاية إلى ست ولايات فقط، وهي مستغانم، معسكر، سيدي بلعباس، غليزان، تيارت، سعيدة ووهران”.