أكـثر من 800 شركـة ومؤسسة تعـرض منتجـات عنوانهـا.. الجـودة
أجمع خبراء ومختصون على سير قطاع مستحضرات التجميل في الجزائر بخطى ثابتة نحو ترسيخ صناعة وطنية قوّية ومستدامة لهذه المنتجات، مستندة إلى رؤية اقتصادية جديدة، تهدف إلى تعزيز مكانته داخليا، والتوسّع نحو الأسواق العالمية.
أكدّت مديرة التسويق لمعرض “كوسمي-وهران” لـ«الشعب” أن عدد الشركات الناشطة في مجال صناعة مستحضرات التجميل على المستوى الوطني، يتجاوز 800 مؤسسة مختصة في إنتاج العطور ومنتجات العناية بالبشرة والشعر ومختلف مستحضرات التجميل.
وشهدت النسخة الثانية من معرض “كوسمي-وهران”، الذي احتضنه مركز المؤتمرات “محمد بن أحمد” في الفترة الممتدة من 7 إلى 10 ماي الجاري، مشاركة أكثر من 80 عارضا جزائريا من أصحاب الشركات الصغيرة والناشئة، بالإضافة إلى مشاريع صغيرة، تُدار في المحال التجارية أو من داخل المنازل.
كما تميّز هذا الحدث الاقتصادي المتخصّص الذي يجمع بين الترويج والتسويق، بتسجيل توافد يومي لحوالي 5000 زائر، ما أتاح فرصا ثمينة لاستكشاف أحدث المنتجات الوطنية وتعزيز الروابط المهنية في هذا القطاع الحيوي، وفقا لما أوضحته مديرة التسويق نريمان بشغول.
خلال جولة “الشعب” بين أجنحة الصالون، أعرب المشاركون، ومعظمهم من الشباب من كلا الجنسين، عن إصرارهم القوّي وعزيمتهم الكبيرة على مواكبة جهود الحكومة في تنمية القدرات الإنتاجية وتعزيز القدرة التنافسية، سواء على المستوى المحلي أو الدولي.
كما سلّط المشاركون الضوء على مسألة “المواد الأوّلية”، المستخدمة في صناعة مستحضرات التجميل، مؤكدين أهمية تعزيز إنتاج هذه المواد الخام محليا بمختلف أنواعها، لضمان سلسلة إنتاج جزائرية بالكامل، مما يسهم بقوّة في دعم الصناعة الوطنية وتنميتها.
”فينــوس”.. قصّــة نجــاح
في السّياق، أوضحت يونسي نسرين، المسؤولة عن تطوير العلامة التجارية “فينوس”، أن “السّوق الجزائرية تتمتع بإمكانات كبيرة للنموّ، بفضل الجهود المستمرة للدولة الجزائرية في تحسين بيئة الاستثمار وتوسيع نطاق الفرص والموارد المتاحة.”
وأكدت يونسي، أن “فينوس”، تُعدّ واحدة من أبرز العلامات التجارية الرائدة في المجال، إذ تأسست عام 1981، ونجحت في الاستحواذ على نحو 35٪ من حصة السّوق، وذلك بفضل تشكيلتها الواسعة التي تضّم أكثر من 190 منتجا مخصّصا للكبار والصغار للعناية بالشعر والبشرة والأسنان”.
وفي إطار توسّعها على المستوى الدّولي، تواصل مختبرات “فينوس” جهودها لتعزيز وجودها داخل الأسواق العالمية، وخاصّة الأوروبية، وذلك بعد أن نجحت في تصدير منتجاتها إلى ما يقرب من عشرين دولة، منها تونس، ليبيا، موريتانيا، السودان، العراق، اليمن، نيجيريا، جمهورية الكونغو، مدغشقر، السنغال، وموريتانيا، كما قالت.
وترى المتحدثة أن “الابتكار المستمر، هو أساس نجاحهم”، كاشفة عن طرح منتجات جديدة في السّوق، من بينها مستحضرات للعناية بالشعر تحتوي على حمض “الهيالورونيك”، الذي يضمن ترطيبا عميقا ويساهم في الحفاظ على صحة الشعر.”
كما كشفت عن “إطلاق خمسة أصناف جديدة من معطرات الجسم والشعر، إضافة إلى منتج مبتكر، يوفّر حماية فعّالة ضد الأشعة فوق البنفسجية، فضلا عن تطوير مجموعة من هلام الاستحمام الرجالي، تضمن تنظيفا عميقا وترطيبا فعّالا.”
وأشارت يونسي إلى “الدور الهام الذي تلعبه الشركة في سوق العمل، حيث توفر فرص عمل لأكثر من 600 موظف، يتركز معظمهم في مقرّها الرئيسي بولاية البليدة، أولاد عيش، مما يجسد مساهمتها الفاعلة في دعم الاقتصاد المحلي وتعزيز التنمية المجتمعية.”
”لوريات”.. 100 لون عالمي
تزامن تنظيم الصالون مع الاحتفال بالذكرى الثلاثين لتأسيس شركة “لوريات” التي استطاعت تحقيق إنجاز مميّز بوصولها إلى 100 لون مختلف من صبغات الشعر، وذلك بعد سنوات من الابتكار والتطوير المستمر في هذا المجال، وفقا لما ذكرته عياد باية، ممثلة مركز “mag look” للتكوين، الشريك الرسمي للعلامة.
وأوضحت عياد أن العلامة التجارية المتخصّصة في تلوين الشعر، حققّت تقدّما ملحوظا عبر اعتماد نظام الأرقام العالمية، باعتبار ذلك خطوة جوهرية للانفتاح على الأسواق الدولية والتوسّع في مجال التصدير.” كما كشفت عن “إطلاق 40 لونا جديدا، تتماشى مع أحدث صيحات الموضة العالمية، ليرتفع بذلك إجمالي الألوان المتاحة لعلامة “لوريات” إلى 100 لون، مما يتيح خيارات واسعة تلائم مختلف الأذواق.”
فيما يتعلق بتوسّع الشركة، أفادت المتحدّثة بأن “المصنع الرئيسي يتمركز بالعاصمة، بالإضافة إلى وحدة إنتاج أخرى في برج بوعريريج، مما يسهم في تغطية فعّالة للسّوق الوطنية، ويضمن وصول المنتجات بسهولة إلى مختلف المناطق عبر شبكة توزيع منظمة بعناية.”
”ماريا بيوتي”.. طموح إلى المكياج الاحترافي
أبرز ما رصدناه في جناح “ماريا بيوتي”، الذي يُعدّ أوّل مصنع في الجزائر لإنتاج “المايك آب”، وفق معايير عالمية، هو الإقبال الكبير عليه، خاصّة وأنه شارك في هذه الفعّالية الاقتصادية بإطلاق أوّل منتج له، وهو مجفّف شعر احترافي متوّفر بـ11 لونا.
يتميّز مجفّف شعر “ماريا بيوتي” بمحرّك قوّي من مادة النحاس، يضمن تجفيف سريع وفعّال للشعر، ناهيك عن تصميمه الأنيق والمريح الذي يجعله سهل الاستخدام، بحسب ما أكده مدير الاتصالات لدى الشركة، مالك محمد الأمين.
وصرّح مالك، بأن “قرار الحكومة الجزائرية، بحظر استيراد الماكياج ومستحضرات التجميل، شكّل دافعا قوّيا للانتقال إلى التصنيع المحلي، الأمر الذي مكّن “ماريا بيوتي” من فرض نفسها كمنافس قوّي، بالرغم من حداثة تأسيسها عام 2018.”
ويعزى هذا النجاح، إلى استراتيجية الشركة، القائمة على الابتكار المستمر والالتزام التام بالمعايير الدّولية، مما مكّنها من تطوير أكثر من 30 منتجا جزائريا خالصا، بدءا من المواد الأوّلية وحتى الشكل النهائي، حيث تمتزج الأناقة بالجودة، وفق تعبيره.
وأكد مدير الاتصالات، أن “ماريا بيوتي”، لا تقتصر على تحقيق النجّاح في السّوق المحليّة، بل تسعى بخطوات ثابتة نحو التوسّع عالميا، لتعزيز مكانتها الدولية في مجال المكياج الاحترافي.”
بيت العطور العالمية.. روائح الفّن
ونحن نتجوّل بين أجنحة الصالون، استوقفتنا نفحات العطور الفاخرة القادمة من “بيت العطور العالمية”، التي تمكنّت من اكتساح السّوق خلال ظرف وجيز، مستفيدة من تنوّع منتجاتها من روائح العطور.
أوضح أسامة موساوي، أن “المشروع، انطلق كمؤسسة متخصّصة في تسويق العطور ومواد التجميل، إلا أن تطوّرات السّوق الجزائرية، دفعتهم إلى دخول مجال الإنتاج ابتداء من عام 2019، استجابة للطلب المتزايد على المنتجات المحليّة، التي باتت تضاهي نظيراتها المستوردة.”
وأكد المتحدث ذاته أن “بيت العطور العالمية”، ينتج حوالي 2000 نوع من المنتجات المعتمدة على العطور، من بينها معطرات الجسم والجوّ، التي تمتاز بجودتها العالية وثباتها الطويل، إلى جانب أسعارها التنافسية”.
وختم بقوله: “بيت العطور العالمية” تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق أهدافها، عبر تغطية السّوق المحلية بمنتجات ذات جودة عالية، تنافس العلامات الأجنبية، مع العمل قريبا على تصدير أوّل شحنة من منتجاتها في خطوة تعزّز مساهمتها في الاقتصاد الوطني.”
”غايـــا بــيو”.. عـــلاج مُبتكـر للشّعر
في فضاء يزدهر بالإبداع والجمال، تواصل حمروشي ياسمين، صاحبة علامة “غايا بيو”Bio gaïa” شقّ طريقها في عالم مستحضرات التجميل، مستلهمة من قدراتها الاستثنائية وطموحها المتقّد، الذي عزّزه تخصّصها في الكيمياء الحيوية، إلى جانب خبرتها الواسعة في مجال العناية بجمال الشعر والبشرة.
أطلقت حمروشي مشروعها الصغير في جويلية 2024، حيث بدأت في إنتاج مجموعة متنوّعة من مستحضرات العناية بالشعر، تشمل الغاسول، المرطّبات، السيروم، والماسكات..
يسعى المشروع إلى توفير منتجات ممتازة، تضمن العناية الصحّية لفروة الرأس والشعر، مع التأكيد على تعزيزها بالمكوّنات الطبيعية الغنّية بالعناصر المغذية الأساسية، بنسبة تتجاوز 90٪، وفقا لما ذكرته.
كما أوضحت أنها “تشارك في صالون “كوسمي-وهران” بمنتج مُبتكر للعناية بالشعر التالف، يتمّيز بكونه خاليا من الزيوت والدهون، ولا يتطلب شفطا؛ حيث يعتمد أساسًا على الماء، مما يمنحه تركيبة فريدة وغير مسبوقة عالميا.”
«كباشيـم” تستعـد لإنتــاج “SLES”
في ظل التطوّرات الحاصلة في هذا المجال، رفعت الشركة المختلطة الجزائرية-اليونانية، كباشيم الجزائر، “Sarl Kapachim”، الكائنة بالمنطقة الصناعية حاسي عامر في وهران، رهان الاستثمار في إنتاج المواد الأوّلية الخاصة بمواد التجميل.
في ضوء ذلك، أعلنت مديرة الشركة، بسي ياسمين، أنه سيتم الشروع في إنتاج مادة “سلاس”، اعتبارا من شهر جوان المقبل، حيث ستصل الكمية المنتجة إلى 20 ألف طن سنويا، مما يسهم في تلبية الطلب المحلي على هذه المادة ويوّفر فرصة لتصدير الفائض، وفق تعبيرها.
وأوضحت بسي أن “هذا الاستثمار الجديد، يهدف إلى إزالة العقبات التي تواجه العديد من المؤسسات الجزائرية المتخصّصة في مستحضرات التجميل، والتي كانت تعتمد على استيراد هذه المادة من الخارج بتكاليف مرتفعة وبالعملة الصعبة.”
يُعرف مركب كبريتات لوريث الصوديوم (SLES)، وهو اختصار لكبريتات لوريل إيثر الصوديوم، خيارا فعّالا لإنتاج رغوة عالية الأداء وبتكلفة منخفضة، في العديد من منتجات العناية الشخصية، مثل الصابون، والشامبو، ومعجون الأسنان، وفقا للمصدر ذاته.
ذكرت المسؤولة بأن “شركة “كباشيم الجزائر” متخصّصة في إنتاج حمض السلفونيك (LABSA) منذ تأسيسها عام 2006، وهو عنصر أساسي في تصنيع المنظفّات والمواد الكيميائية، حيث يصل إنتاجها السنوي إلى حوالي 25 ألف طن سنويا.”
كما شدّدت على أن “شركة Sarl Kapachim، هي الوحيدة في الجزائر التي تُنتج هذه المواد الأوّلية محليا، بفضل فريق عمل يضم 72 موظفا، مما يسهم في تعزيز التنمية الصناعية وخلق المزيد من فرص العمل.