طباعة هذه الصفحة

في الذّكرى 10 لرحيل المناضل الكبير أحمد محساس

رجل..آمن بالجزائر فخلّده التّاريخ

ز - كمال

لجنة “الثلاثة”..النّواة الأولى للجنة 22 الثّورية

 قدّم أساتذة باحثون ومرافقون مقرّبون من المناضل الكبير والمجاهد أحمد محساس، شهادات حيّة عن مسيرة الرجل الرمز، بعد مرور 10 سنوات لرحيله عن هذا العالم، مخلّفا وراءه إرثا كبيرا من الكفاح والنضال، استطاع من خلاله الجمع بين الشدة والبأس في إدارة المنظمة الخاصة والتحضير للثورة إلى جانب بوضياف وبن بلة، وبين الحلم والفكر التحرري، حينما اتخذ من القلم وسيلة لمواصلة النضال الوطني في مرحلة ما بعد الاستقلال بعدما تفرّغ للتأليف حسب شهادة الباحث مصطفى نويصر.

 احتضنت كلية الحقوق والعلوم السياسية لجامعة بومرداس، ندوة تاريخية بمناسبة إحياء الذكرى 10 لرحيل المجاهد الرمز أحمد محساس أو علي محساس، مثلما كان يلقّب أثناء الثورة من قبل رفقائه، حيث كان اللقاء فرصة للمشاركين من أساتذة باحثين في التاريخ والحركة والوطنية ومقربين من شخصية المناضل الوطني لتقديم حقائق وشهادات عن مسيرة الرجل بعضها ظل بعيدا عن التداول أو التعمق التاريخي من أبرزها فترة التحاقه بلجنة الشباب لبلكور ثم القصبة، وهي لجان أنشأها حزب الشعب الجزائري بعد حظره عن النشاط سنة 1939، ثم فترة انضمامه للمنظمة الخاصة وانتقاله لفرنسا للتحضير للثورة في إطار لجنة “الثلاثة” التي تضم أيضا أحمد بن بلة ومحمد بوضياف التي تعتبر النّواة الأولى لثورة 1954 حسب تدخّل الأستاذ مصطفى نويصر.
وقال الأستاذ والباحث مصطفى نويصر في هذا الخصوص، إنّ “الرّاحل أحمد محساس يعتبر أحد مهندسي ثورة التحرير ومناضلا من اللحظة الأولى، ومن فترة شبابه حينما انخرط في صفوف حزب الشعب، وكان ذلك مباشرة بعد خروجه من بودواو مسقط رأسه نحو العاصمة، حيث انضم الى لجنة شباب بلكور برئاسة المناضل محمد بلوزداد قبل الانخراط بقوة في المنظمة الخاصة”.
وأضاف الباحث “أنّ فترة التحاق محساس بفرنسا كانت حاسمة، حيث لعب الى جانب كل من محمد بوضياف وأحمد بن بلة دورا كبيرا في تأسيس النواة الأولى للثورة، والاتفاق على إعادة إحياء المنظمة الخاصة، وكان ذلك بباريس سنة 1952 بإنشاء لجنة “الثلاثة” التي مهّدت الطريق لاجتماع لجنة 22 ولجنة 6، حيث التحق بن بلة بالقاهرة، بوضياف الى العاصمة فيما فضّل محساس النشاط بفرنسا”.
وعرض البروفيسور مصطفى نويصر بهذه المناسبة عددا من أبرز مؤلفات الراحل احمد محساس كان أولها كتاب “الحركة الثورية في الجزائر من الحرب العالمية الأولى الى الثورة المسلحة”، وهي عبارة عن أطروحة دكتوراه قدّمها بجامعة باريس، وهو من أوائل الكتب التي صدرت من جزائري حول النضال الوطني والحركة الوطنية إلى جانب كتاب محمد حربي، ثم كتاب “الحقائق الاستعمارية والمقاومة، الجزائر الثورة والديمقراطية” ثم مؤلف “تأمّلات في حركة الوحدة العربية وآفاقها”، الذي ترجم فيه فكره القومي العربي وحلمه بالوحدة العربية والمغاربية، على حد قول مصطفى نويصر.