طباعة هذه الصفحة

الخبير الإقتصادي مراد كواشي لـ «الشعب»:

التّعاون الجزائري السلوفيني يفتح آفاقــا واسعــة للجامعـة

آسيا قبلي

 اهتمـام الجزائـــر بالذّكــاء الاصطناعـي

يصـب في صميــم التّطــوّرات العالميـة

 قال الخبير الإقتصادي مراد كواشي، إنّ رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون يبحث من خلال التعاون مع سلوفينيا في مجال التعليم العالي والبحث العلمي، عن الاستفادة من تجربة سلوفينيا في مجال الذكاء الاصطناعي، سيما وأن للجزائر عدد كبير من الجامعيين والمؤسسات الجامعية ومن مراكز البحث والطلبة الجامعيين وخريجي الجامعات، وهناك مجهودات كبرى لتطوير قطاع التعليم العالي والبحث العلمي، والانفتاح على السوق المحلية وعلى التطور على المستوى الدولي، وخلص إلى أن هذه الشّراكة ستكون مربحة جدا في مجالات الذكاء الاصطناعي والأعمال والمؤسسات الناشئة وغيرها.

 أكّد الخبير الاقتصادي، البروفيسور مراد كواشي، في اتصال مع «الشعب»، أمس، أنّ الشراكة مع سلوفينيا مهمة جدا في مجال التعليم العالي والبحث العلمي نظرا للتطور الذي تشهده هذه الدولة الصغيرة من حيث عدد السكان، الذي لا يتجاوز عددهم مليوني نسمة، لكنه يتمتّع باقتصاد متطور ومنفتح ومستقر، حيث يبلغ حجم اقتصادها 70 مليار دولار، بمعنى أكثر من 35 ألف دولار للفرد، وهذه أعلى المعدلات في منطقة أوروبا الشرقية. وأضاف أنّ اقتصاد هذا البلد يعتمد على الخدمات بشكل كبير، بنسبة 48 بالمائة، وهذا القطاع يتطلب تكنولوجيا حديثة ومتطورة وذكاءً اصطناعيا، وهذا أكسبهم ثقافة كبيرة ومستوى عاليا في التعليم.
وأشار كواشي إلى أنّ سلوفينيا احتلت مراتب متقدمة في مؤشر الابتكار العالمي، حيث احتلت المرتبة 33 عالميا، وهي مرتبة مهمة جدا، وربما هذا ما ساعدها على تطوير الكثير من البنى التحتية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات.
وأوضح أنّ ذلك ما دفع إلى التركيز خلال زيارة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، إلى هذا البلد التعاون بين البلدين في مجال الذكاء الاصطناعي على وجه الخصوص، سيما وأن العالم كله سيكون مرهونا لهذه التقنية، هذا يحتّم علينا التحكم فيها، وتحصيل الخبرات الأجنبية من سلوفينيا ومن غيرها من الدول المتقدمة في هذا المجال، وبالنسبة لسلوفينيا فإنها تمتلك مؤسسات ناشئة متطورة جدا، إضافة إلى ارتفاع مؤشرات التنمية، وهي تحتل مراتب جيدة جدا على المستوى العالمي.
كسب الرّهان
 وأولت الدولة الجزائرية منذ تولي رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، سدّة الحكم، اهتماما مميزا لتطوير التعليم العالي والبحث العلمي، سيما التخصصات العلمية والتكنولوجية والذكاء الاصطناعي، وكان من نتائج زيارته إلى سلوفينيا التفاهم حول التعاون في قطاع التعليم العالي، لتبادل الخبرات حرصا على الاستجابة لاحتياجات السوق في السنوات المقبلة، سيما وأن الجزائر فتحت تخصّصات جديدة لتكون الجامعة في صلب انشغالات الجزائر الجديدة، وقاطرة للتنمية الاقتصادية في البلاد، ومواكبة للرهانات لتكون محرّكا للاقتصاد الوطني.
ورفعت الجزائر خلال السنوات الخمس الأخيرة، رهان الجودة وكسبها في قطاع التعليم العالي والبحث العلمي عبر إطلاق عدة مشاريع بهدف جعل الجامعة قاطرة حقيقية للاقتصاد الوطني وللتنمية المستدامة، وهي أحد أهم التزامات رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، وقد خصّص في بداية تنفيذ الالتزامات مخططا حكوميا يعنى بالجودة في ميادين التكوين العالي والبحث العلمي والإبداع والحوكمة، وكذا قابلية التوظيف والاندماج المهني لأصحاب الشهادات، بالإضافة الى التكفل بالمهمة الاجتماعية والمجتمعية للمؤسسات الجامعية باعتبارها شريكا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وذلك من أجل تقديم تكوين نوعي يراعي المستجدات العالمية في التخصصات التكنولوجية، ميدان علوم المادة، مع اعتماد اللغة الإنجليزية لغة لتدريس هذه التّخصّصات العلمية.
محرّك التّنمية
 ونظرا لحاجة الإقتصاد إلى يد عاملة مؤهّلة ومتعلّمة لسد احتياجات السوق في السنوات المقبلة، تماشيا مع المشاريع الكبرى التي تمّ إطلاقها، والتي ستدخل حيز الخدمة في أجل أقصاه 2027، تمّ استحداث 32 مسار تكوين جديدا من اختيارات الأساتذة ومتطلّبات المحيط الاقتصادي والاجتماعي بشكل منسجم مع توجّهات الجزائر الجديدة. كما تمّ فتح مدارس عليا في تخصصات العصر على غرار المدرسة العليا للذكاء الاصطناعي، والمدرسة العليا للأمن السيبراني، وأخرى في الرياضيات، تكنولوجيا النانو والأنظمة المستقلة. وهذا كله من شأنه أن يساهم في التنمية الاقتصادية.
وحرص رئيس الجمهورية على الحفاظ على الكفاءات الوطنية، ومحاربة ظاهرة هجرة الأدمغة والتوجه نحو تكوين أعلى في مجال العلوم بكل تخصّصاتها، مع تشجيع تبادل التجارب في مجال التكوين مع الشركاء في الخارج.