رئـيـس الجمهوريـــة يعـزّز المكانــة الجزائريــة كفاعــل دولي وشريــك موثــوق
تحــوّل نوعي في السّياسة الخارجيــة بتنويــع الشّركاء وبنــاء العلاقات وفق رابـح - رابــح
أكّد رئيس المركز الجزائري للدراسات الاقتصادية والبحث في قضايا التنمية المحلية، الدكتور ياسين عبيدات، أنّ زيارة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، إلى جمهورية سلوفينيا، حملت دلالات ترمز إلى تحوّل نوعي في السياسة الخارجية الجزائرية التي تتّجه نحو تنويع الشركاء، وبناء العلاقات وفق مبدأ رابح - رابح، وتكريس مكانة الجزائر كفاعل موثوق في الساحة الإقليمية والدولية.
قال الدكتور ياسين عبيدات في تصريح خصّ به «الشعب»، إنّ هذه الزّّيارة شكلت فرصة ثمينة لإطلاق ديناميكية جديدة في العلاقات بين جمهوريتي الجزائر وسلوفينيا، من خلال التأكيد على الإرادة السياسية القوية للدفع بالعلاقات إلى آفاق أرحب، واستغلالها للانتقال من العلاقات التجارية التقليدية إلى شراكة إنتاجية تقوم على نقل التكنولوجيا والمعرفة وتوطين الصناعات، وكذا إنشاء مشاريع استثمارية مشتركة في القطاعات ذات القيمة المضافة العالية، خصوصا مع وجود منظومة قانونية جديدة للاستثمار، جذابة وشفافة، وتمنح ضمانات وامتيازات مغرية للمستثمرين الأجانب.
وأضاف عبيدات أنّ الجزائر تمثّل بوابة إستراتيجية للشركات السلوفينية نحو قارة إفريقيا، بفضل موقعها الجغرافي الحيوي، وتطور بنيتها التحتية واللوجستية، وإبرامها للعديد الاتفاقيات التجارية المتعددة مع دول المنطقة.
وفي المقابل، يمكن لسلوفينيا الإسهام في تسهيل ولوج المنتجات الجزائرية إلى السوق الأوروبية عبر موانئها ومراكزها الصناعية، وهو ما يجعل الزيارة التاريخية إلى ليوبليانا تفتح آفاقا أرحب للتعاون والشراكة بين البلدين، خاصة في مجالات الطاقة والصناعات التحويلية الغذائية والمكانيكية والصيدلانية والطاقات المتجددة، ومعالجة المياه المستعملة والبيئة والمناجم والرقمنة والذكاء الاصطناعي وغيرها من المجالات.
وفيما يخص إمضاء بروتوكول تعاون بين غرفتي التجارة والصناعة للبلدين، شدّد المتحدّث على ضرورة التسريع في إنشاء لجنة اقتصادية عليا مشتركة، ومنتدى لرجال الأعمال، باعتبارهما آلياتين ناجعتين من شأنهما خلق تواصل دائم بين المتعاملين الاقتصاديين والمستثمرين.
وأشاد الدكتور عبيدات بمحتوى الرسائل التي وجّهها رئيس الجمهورية خلال الندوة الصحفية مع نظيرته السلوفينية السيدة ناتاشا بيرتس موسار، التي أكّد من خلالها أن الجزائر لم تعد سوقا استهلاكية لتصريف السلع الأجنبية، وإنما تمثل شريكا منتجا قادرا على خلق القيمة المضافة، وحليفا موثوقا يضمن توفير مناخ استثمار جذاب وبيئة أعمال تنافسية، واقتصادا آمنا بمؤشرات خضراء وبلا ديون أجنبية، يتمتّع بموارد طبيعية هائلة متنوعة قابلة للتثمين في إطار شراكة ندية ومصالح ومنفعة مشتركة.
وقد أكّد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، خلال زيارته التاريخية لجمهورية سلوفينيا أمس الأول، وجود توافق تام بين الجزائر وليوبليانا حول كافة الملفات المطروحة، مبديا الاستعداد لتنويع مجالات الشراكة والتعاون، وتلبية كل متطلبات هذا البلد الصديق من الغاز الطبيعي.