طباعة هذه الصفحة

شكراً.. بن غفير

بقلم الأسير: رائد نزار عبد الجليل

منذ انتخاب بن غفير لعضوية الكنيسة وتعيينه فيما بعد كوزير في الحكومة الصهيونية وتوليه حقيبة الأمن القومي لدولة الاحتلال ونحن نسمع الكثير من التصريحات والتحليلات السياسية، أن كان من الجانب الفلسطيني والتي بدورها تحذر وتتخوف، أو من الجانب الصهيوني والتي تتوعد وتحاول أن تزرع الرعب قي قلوبنا وتهددنا بجنون بن غفير وإجرام سموترتش وتعطشهما إلى دمائنا، وجوعهم لقضم المزيد من الأرض، وساديتهم التي تحاول أن تهدر ذواتنا وتستحق كرامتنا عبر كي وعينا وبناء جدارهم الحديدي في عقولنا، بأن لا مفر من الخضوع لحق القوة والغطرسة.
أما أنا سوف أكون من الذين يغردون خارج هذه الأسراب، وأكون الصوت النشاز في العزف على سنفونية الرعب والإجرام القادم لأقول: أني لست متخوفاً ولا قلقاً بل على العكس من ذلك فأنا متفائل جداً وليس هذا وحسب بل أني أتوجه بالشكر إلى أولئك الصهاينة الذين انتخبوا فتى التلال بن غفير وصاحبه سموترتش، ولولا أن يكون ذلك مبالغ فيه لبعثت برسالة تهنئة لابن غفير وشكرته على وضوحه وصراحته التي عبرت بشكل لا بئس فيه عن جوهر المشروع الصهيوني وسياسة دولة الاحتلال والذي يحمل ويردد فتى التلال شعاراتها الموت للعرب، وقتل العربي الفلسطيني وتشريده وطرده من أرضه ووطنه وهدم منزله وهدر كرامته. إن سياسية بن غفير الذي يجب على كل مناضل مخلص للقضية أن يشكره عليها سوف تكون بداية لكسر هذا الجمود وحالة اللاسلم واللاحرب التي نعيشها وكدنا نتعود عليها، وكذلك أن سياسات سموترتش بن غفير سوف تجبر المسالم والمساوم، والمتعاون، والمهادن والمحايد من أبناء شعبنا، أن يقفوا ويواجهوا ويدافعوا عن منازلهم وكرامتهم، وأرزاقهم، وأن ينتفضوا، ليس في وجه فتى التلال وزمرته، بل في وجه المشروع الصهيوني، ودولة الاحتلال، وأدواته، وما يحدث في هذه الأيام في أحياء القدس من مواجهات واضطرابات لهو خير دليل على بداية مرحلة جديدة في تاريخ الصراع الصهيوني العربي. لقد امتازت الحكومات الصهيونية السابقة على قتلنا وسلب أرضينا وسحق كرامتنا وانهاء إنسانيتنا بهدوء، ودون ضجيج وما أحداث العام الماضي التي قتل فيها ما يقارب 300 فلسطيني شهيد على يد الحكومة اليسارية، إلا دليل على ذلك، فهذه الحكومات عملت على قتلنا بالفرادى، فمره تقتل في غزه وتقدم التسهيلات الاقتصادية في الضفة، ومره تقتل في جنين ونابلس وتعطي التصاريح لعمال غزة وتهدم في القدس وتسمح بالـC4 لسكان الضفة، وتتحالف مع عباس منصور وتشيطن أيمن عوده، وللأسف استطاعت تلك الحكومات الماكرة الخبيثة أن تجعلنا نشاهد سفك دمائنا عبر الفضائيات دون أن تحرك فينا ساكناً. ولكن نحن الآن أمام مرحله جديدة لن يستطيع فيها أي فلسطيني وأكيد كل عربي أو حتى أي انسان حر أن يكون محايداً في دمائه ولحمه ورزقه وأرضه، ولن تعود مطالب الشعب الفلسطيني مختصره على تخفيف الحصار عن غزه، أو أعمارها، أو رفع الحواجز عن جنين ونابلس أو إعطاء تصاريح للعمل في الداخل المحتل، أو السماح بالبناء في شعفاط أو جبل المكبر في القدس أو المساواة في حيفا وكفر قاسم واللد ولن تكون مطالب الأسرى في ريمون ونفحة، خبز، وحمام، وزيارة بل سيكون مطلبنا في غزه والقدس وعكا ونابلس وجنين، وفي سجن ريمون ونفحه والنقب، وكل السجون مطلب واحد ...لا غير؟ حرية، وكرامه، ودونهما الموت. نعم من أجل ذلك سأقول شكراً بن غفير، فما كنا نعمل عليه ليلاً ونهاراً ومنذ أكثر من عشرين عاماً، وكنا في كل مره نفشل، استطعت فعله بأقل من شهر، فلقد وحدتنا في الضفة وغزه والقدس ويافا وحيفا وفي الشتات على كرهك وكره الدولة التي تمثل وحدتنا داخل السجون بعد أن تشرذمت الحركة الأسيرة منذ أكثر من 15عام، وها هي تعيد اللحمة فيما بيننا، ووحدتنا في ميادين القتال في جنين ونابلس وحولت أطفالنا المحاربين أشداء. فالشكر لك وأتمنى أن تستمر حتى تكتمل وحدتنا وتستيقظ قيادتنا من حلم السلام، والهدن، ويكتمل وعينا ويقتنع المحايدون من أبناء شعبنا أن رصاص الاحتلال يشم رائحة الدم الفلسطيني، وأن جرافات الاحتلال سوف تهدم آمالنا وأحلامنا في الحرية والدولة قبل أن تهدم منازلنا وتجرف أراضينا وأن لا فرق عند بن غفير بين مقاوم، أو مسالم أو محايد، لأن ما يجمعهم هو فلسطينيتهم التي هي نقيض لصهيونيتهم.