طباعة هذه الصفحة

ساهمت في اسقاط أسطورة «جيش إسرائيل لا ينهزم»

وحدات الجيش الوطني الشعبي صنعت ملحمة أكتوبر

فنيدس بن بلة

لم تترك بلدية جسر قسنطينة بالعاصمة الذكرى الـ31 لحرب أكتوبر 73 تمر مرور الكرام مفضلة العودة إلى المشاركة الجزائرية في الملحمة التي صنعتها الجيوش العربية لأول مرة في الحرب ضد إسرائيل.

وزادت الاحتفائية التي نظمت بقاعة مروة بالتنسيق مع جمعية قدماء محاربي الشرق الأوسط، تقديم من صنعوا مجد العرب في هذه المرحلة الحاسمة شهادات حية عن التخطيط الحربي والإستراتيجية التي أذهلت العدو وجعلته يراجع حساباته عقب السقوط الحر للنظرية التي اعتمدها وظل يخوف بها دول المحيط الجغرافي السياسي. وتتمثل في مقولة «جيش إسرائيل لا ينهزم».
حدث العكس حسب مداخلات أكثر من ضابط في الجيش الوطني الشعبي، وقع ما لم يخطر في بال مفكري الإستراتيجية الإسرائيلية ومنفذيها حيث انهزمت قوات العدو في معركة خاطفة على أيدي الجيوش العربية التي لعب فيها الجيش الجزائري الدور الحاسم دون في التاريخ العسكري للقرن الـ١٩ معيدا مراجعة العلاقات الإستراتيجية الدولية على الإطلاق فاتحا المجال لدراسته في الكليات الحربية. وهو دور استمده من معارك جيش التحرير الباسلة التي استرجعت السيادة الوطنية وأسقطت كذلك «اسطورة فرنسا الاستعمارية لا تنهزم».
أكد على هذا الطرح رئيس البلدية عز الدين بوقرة في كلمة مقتضبة تابعها باهتمام الحضور معطيا لاحتفائية عبور قناة السويس واجتياز خط بارليف يوم 6 أكتوبر 1973 معنى ودلالة وقيمة كونها أزالت من الأذهان الهزائم التي ظلت تلاحق العرب في مواجهتهم العدو الواحد منذ إنشاء الكيان الإسرائيلي عام 1948.
تحدث والي الدائرة الإدارية لبئر مراد رايس عن تجاوب الجزائر الدائم مع القضايا العربية في مقدمتها فلسطين، وعدم التردد لحظة في الزج بأكفأ المقاتلين في معركة الشهامة والكرامة. وحرب أكتوبر المثال الحي التي أعادت المجد العربي بعد النكسات.
من جهته سفير دولة فلسطين عيسى لؤي وصف ما تقوم به الجزائر في مناصرة التحرر العربي والدولي بالمرجعي. وقال ان الثورة الفلسطينية هي ثورة جزائرية ثانية من أجل استعادة الحق المهظوم والحرية المسلوبة والوطن المغتصب.
رئيس جمعية قدماء محاربي الشرق الأوسط قايد صالح الذي شارك في حرب 1967 ضمن اللواء الرابع في مقدمة الفيلق الـ24 بقيادة المرحوم المجاهد فراحي جمال، قدم شهادات حية عن دور الجيش الوطني الشعبي في صنع مجد الجيوش العربية بعد الهزيمة النكراء للجيش المصري. وقال أن جيش العدو الذي كان على قناعة بدخول القاهرة بعد أيام معدودة وجد أمامه المدفعية الجزائرية ومقاتلين مغذين بروح نوفمبر وتوصية الرئيس الراحل هواري بومدين لهم قبل الدخول إلى المعركة: «النصر أو الاستشهاد».
وحسب قايد صالح فإن 35 ألف مقاتل شاركت بهم الجزائر في الحرب ضد إسرائيل التي اتخذ العرب من هزيمة 67 نقطة انطلاق لإصلاح الخلل والانتصار في أكتوبر المجيد اعتمادا على ما قاله الرئيس بومدين للقادة وعبد الناصر بالخصوص: «إننا خسرنا معركة ولم نخسر الحرب».
وعلى هذا الدرب سار مقراني عبد الحميد الذي كان ضمن اللواء الـ2 بقيادة خالد نزار، وبشاوي لخضر قائلين في شهادتهم أمام رفقاء الدرب الآتيين من مختلف الولايات وحظوا بالتكريم في احتفائية انتصار أكتوبر: « إن أفراد الجيش الوطني الذين انخرطوا في المعركة بلا مقدمات وحسابات صنعوا مجد العرب ويحتاجون إلى أكثر من وقفة وتكريم».