طباعة هذه الصفحة

استجابة للأسئلة الفقهية المتكرّرة وتحصين ضدّ «الفتاوى الشاذة»

الإرشاد النسوي.. دور حاسمٌ في مُرافقة الحاجّات الجزائريات

مكة المكرّمة: الخير شوار

 يمثّل الإرشاد الديني النسوي ضمن بعثة الحجّ الجزائرية ركيزة أساسية في توجيه الحاجّات الجزائريات، وتحصينهنّ من الفتاوى المغلوطة التي يروّج لها ما يُعرف بـ»الذباب الإلكتروني»، عبر منصات التواصل الاجتماعي.

في إحدى أروقة مقر إقامة للحجّاج، تتجمّع مجموعة من الحاجّات الجزائريات حول مرشدة دينية، حيث يُفتتح اللّقاء بتلاوة جماعية لسور قصيرة من القرآن الكريم، قبل أن تنتقل المرشدة إلى تقديم موعظة تتمحور حول قيم الصبر، والتعاون، والانضباط في أداء المناسك. بعد ذلك، تنطلق المرشدات في زيارات إلى غرف الحاجّات لتقديم الإرشادات الفردية والإجابة عن مختلف الأسئلة الدينية والفقهية بكل رحابة صدر.
تقول المرشدة الدينية الرئيسية ضمن البعثة الجزائرية ليلى حسيني، في تصريحها للبعثة الصحفية الوطنية: «نحن هنا لمرافقة الحاجّات خطوة بخطوة. نقرأ معهنّ ما تيسّر من القرآن الكريم، نطرح عليهن الأسئلة، ونجيب عن استفساراتهن. الحمد لله على الوعي الكبير الذي لمسناه، وعلى الجهود التي تبذلها الدولة الجزائرية لتوفير بيئة دينية سليمة وآمنة لبناتنا وأخواتنا وأمهاتنا الحاجات».
وأضافت حسيني أنّ المرشدات يتنقلن بين الغرف للتواصل مع الحاجات، خصوصا من يتعذّر عليهن حضور الجلسات الجماعية بسبب ظروف صحية أو خاصة، مشيرة إلى أنّ الوعي الديني بين الحاجات في تزايد، ما يعكس نجاح جهود الإرشاد الديني النسوي للبعثة الجزائرية.
وعي ديني ومسؤولية وطنية
 وتؤكّد ليلى، على أهمية التوجيه المرتكز على المرجعية الدينية الوطنية الأصيلة، قائلة: «نركّز مع الحاجّات على النية الخالصة لله، والصبر، والالتزام بتعليمات الدولة والبعثة الجزائرية، كما نحذّر من التعامل مع مصادر مجهولة عند شراء الهدي أو الاستفسار الديني. نحاول أن نحصّن الحاجّات ضدّ الفتاوى الغريبة والمذاهب الدخيلة التي قد تربكهنّ».
وتشدّد ليلى على ضرورة الحفاظ على التمسّك بالمذهب المالكي، باعتباره العمود الفقري للمرجعية الدينية في الجزائر، مشيرة إلى تجاوب كبير من الحاجّات مع الدروس اليومية، سواء في الغرف أو الأروقة أو حتى أثناء التنقلات داخل مقرات الإقامة.
ولا تقتصر مهام المرشدات على تقديم الدروس، بل تشمل أيضا الاستجابة للأسئلة الفقهية المتكرّرة حول مناسك الحجّ، كصلاة الجنازة، والنيابة في أداء العمرة عن الميت، وغيرها. كما تعمل المرشدات بالتنسيق مع الطاقم الطبي الجزائري على مساعدة الحاجّات اللواتي يواجهن وعكات صحية أو يحتجن إلى رعاية خاصة، ما يعزّز البعد الإنساني في هذا النشاط الديني.
طمأنينة ويقين
 على ضوء تزايد محاولات التأثير السلبي عبر المنصات الرّقمية، تؤكّد بعثة الإرشاد الديني النسوي على أهمية ترسيخ الوعي الديني الصحيح، وفق منهج معتدل ووسطي، يستمد مرجعيته من العلماء الجزائريّين، وهو ما يشكّل صمّام أمان للمجتمع الجزائري.