طباعة هذه الصفحة

وفق رؤية استشرافية واستراتيجية متبصرة لرئيس الجمهورية.. خبراء لـ “الشعب”:

الجزائر المنتصرة.. دبلوماسية موثوقة ضامنة للأمن والاستقرار بالساحل

سفيان حشيفة

مواقف سيدة..  مبادئها ثابتة وصوت مسموع ورأس مرفوع

بن صغير: المقاربة الجزائرية تجمع بين تحقيق الأمن والتنمية

ولد الصديق: احترام السيادة.. رفض الإملاءات والتنسيق الأمني دون وصاية

أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، السيد الفريق أول السعيد شنقريحة، على التزام الجزائر بمبادئ سياستها الخارجية الثابتة، القائمة على الاحترام المتبادل وحسن الجوار ورفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول، واحترام سيادتها الوطنية ووحدتها الترابية، وذلك خلال إشرافه على فعاليات ملتقى وطني بعنوان “الساحل الإفريقي: التحديات الأمنية والتنموية في ظل التجاذبات الجيوسياسية بالمنطقة”.

قال الفريق أول السعيد شنقريحة، في كلمته الافتتاحية للملتقى، الذي نظمته مديرية الإعلام والاتصال لأركان الجيش الوطني الشعبي، إن الجزائر بذلت ولا تزال تبذل جهودًا حثيثة، من خلال مساعيها الدبلوماسية لاستعادة الاستقرار السياسي والأمني في الساحل الإفريقي، وتفضيل الحلول السلمية للأزمات ورفض منطق السلاح، وتشجيع أسلوب الحوار والمفاوضات، مشيرًا أن بلد الشهداء عنصر أمن واستقرار في المنطقة، يحرص بشكل دائم على تقديم يد المساعدة لبلدان الجوار عبر برامج تعاون عسكري متعددة الأشكال، لاسيما في إطار لجنة الأركان العملياتية المشتركة.
وفي قراءة لمضمون كلمة رئيس الأركان، أوضح عميد كلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة الشهيد أمحمد بوڤرة ببومرداس، البروفيسور عبد العظيم بن صغير، أن الفريق أول السعيد شنقريحة، وضع خلال مداخلته التأطيرية، الملتقى الوطني في سياق إشكالياته المركزية المتعلقة بالتحديات الأمنية والتنموية التي تواجه منطقه الساحل الإفريقي في ظل التجاذبات الجيوسياسية الحاصلة.
وأبرز البروفيسور عبد العظيم بن صغير، في تصريح لـ “الشعب”، أن الفريق أول حدد المحاور الكبرى التي دار حولها النقاش، وقدم إجابات شافية لمختلف التساؤلات حول المقاربة الجزائرية المبنية على رؤية واضحة تجمع ما بين تحقيق الأمن والتنمية، وترفض التدخلات الخارجية، مهما كان شكلها، عسكرية أو سياسية، مركزا على المبادئ العامة التي تحكم السياسة الخارجية للجزائر في تعاملها مع دول الجوار، ومنوهًا أيضًا بالمجهودات الحثيثة للقيادة الجزائرية في دعم شعوب المنطقة وتفعيل آليات التعاون المشترك وتغليب الحوار على لغة السلاح والقوة في حلّ النزاعات.
وأضاف بن صغير، أن كلمة السيد الفريق أول، انطوت على خمسة محاور أساسية، أولها تجديد التزام الجزائر بثوابت سياستها الخارجية القائمة على الاحترام المتبادل وحسن الجوار ورفض التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية، مع تقديس السيادة الوطنية، والمحافظة على الوحدة الترابية وأمن حدود الدول.
والمحور الثاني، يخص حرص الجزائر على تفضيل الحلول السياسية والدبلوماسية، واعتماد أسلوب المفاوضات والحوار في التقريب بين وجهات النظر، وعدم اللجوء لاستخدام القوة ولغة السلاح.
ويتعلق المحور الثالث، باضطلاع الجزائر بدورها كعامل استقرار وأمن في المنطقة، عبر إتاحة المساعدات العسكرية والأمنية لشركائها وخاصة في مجال مكافحه الإرهاب.
ويخص المحور الرابع، العلاقات التاريخية والإنسانية التي تربط الجزائر بشعوب الساحل الإفريقي، مما يفرض عليها تقديم يد المساعدة والمساهمة في المشاريع التنموية للنهوض بالمنطقة إلى مستويات لائقة.
وفي خامس المحاور، أشار السيد الفريق أول إلى المحاولات المغرضة التي تستهدف التشويش على الدور الجزائري في حفظ الأمن والسلم بالساحل، وأن هذا الأمر لا يثني من عزيمة القيادة الجزائرية في بناء مقاربة إقليمية تحفظ الاستقرار وتضمن الأمن وفق رؤية متبصرة وواعية، وفقًا للبروفيسور عبد العظيم.
من جهته، اعتبر أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الدكتور مولاي الطاهر بسعيدة، البروفيسور ولد الصديق ميلود، كلمة الفريق أول شنقريحة، ليست مجرد خطاب بروتوكولي، بل هي تجلٍّ لرؤية استراتيجية جزائرية تؤمن بأن استقرار منطقة الساحل لا يمكن تجسيده إلا عبر مقاربة ثلاثية الأبعاد ترتكز على احترام سيادة الدول ورفض الإملاءات الأجنبية وتمكين دول المنطقة بتفعيل آليات التنسيق الأمني والإقليمي لا وصاية فيه، وتثبيت الأمن من خلال التنمية كقاعدة لبناء مجتمعات منيعة في وجه الإرهاب والاختراقات الخارجية.
وقال البروفيسور ولد الصديق، في تصريح خصّ به “الشعب”، إن الجزائر دولة جوار مباشر، ومسؤوليتها لا تُختزل في تأمين الحدود فقط، وإنما في صناعة السلام الحقيقي داخل الفضاء الساحلي، وهذا ما يجعلها، رغم التحديات والرهانات، رقماً صعباً لا يمكن تجاوزه في أي معادلة تتعلق بمستقبل المنطقة والقارة الإفريقية.
وتابع المصدر نفسه، أن مداخلة الفريق أول، أتت في سياق إقليمي شديد الاضطراب، حيث أصبحت منطقة الساحل الإفريقي بالأخص مسرحاً لتقاطع الأزمات الأمنية والتدخلات الأجنبية والتحديات التنموية المعقدة.من هذا المنطلق، يمكن اعتبار الكلمة ذات أبعاد استراتيجية تتجاوز البعد العسكري الصرف، لتشكل إعلان نية سياسي- أمني متكامل يعكس فلسفة الجزائر الرصينة والحكيمة في تعاملها مع محيطها الجغرافي، يضيف البروفيسور ولد الصديق ميلود.