طباعة هذه الصفحة

الامتحانات اختتمت وسط تدابير محكمة

«البيام»..نجاح تام والمواضيع في متناول التلاميذ

سارة بوسنة

اختتمت امتحانات شهادة التعليم المتوسط- دورة جوان 2025- أمس، التي جرت وسط تنظيم دقيق وتنسيق أمني محكم لضمان سير الامتحانات في أجواء مناسبة ومريحة.

أجرى المترشحون في الفترة الصباحية امتحان مادة اللغة الفرنسية، حيث جاء الامتحان متوازنا من حيث البناء، متنوعا بين أسئلة الفهم والتحليل، والنص التعبيري، بحسب ما أكده التلاميذ.
وقد تمحورت الوضعية الإدماجية حول موضوع حماية الطبيعة والحيوانات المهددة بالانقراض، حيث طُلب من التلاميذ كتابة مقال موجه لجريدة مدرسية يدعون فيه إلى احترام البيئة والحفاظ على الكائنات الحية.
هذا الموضوع، بحسب آراء العديد من التلاميذ، كان قريبًا من اهتماماتهم اليومية، ما جعل التعامل معه أسهل وساعدهم على التعبير بطلاقة باستخدام مفرداتهم المكتسبة في القسم وتجاربهم الشخصية.
بعد فترة قصيرة من الاستراحة، واصل التلاميذ اجتياز اختبار مادة العلوم الطبيعية، الذي جاء على شكل ثلاثة تمارين كلاسيكية مستمدة من البرنامج الرسمي، وتناولت مواضيع الوراثة، التغذية والوسط الحي. وأكد عدد كبير من التلاميذ، أن الأسئلة كانت مباشرة، مفهومة ولم تتضمن تعقيدات أو محاور خارجة عن الدروس المدروسة.
وما ميز مواضيع اليوم الثالث بشكل عام، هو التدرج في الأسئلة، إذ انطلقت من المفاهيم الأساسية والبسيطة، ثم تطورت إلى أسئلة تحليلية تتطلب الربط والاستنتاج. وقد تجلّى هذا الأسلوب بوضوح في اختبار العلوم، ما ساعد التلاميذ على تنظيم أفكارهم والتدرج في الإجابة دون ضغط.
أما في الفترة المسائية، فقد اختتمت الدورة باختبار مادة اللغة الأمازيغية. وقد جاء الامتحان مطابقًا للبرنامج الرسمي، وراعى الفروقات الفردية بين التلاميذ من خلال تنوع الأسئلة بين الفهم، القواعد والموضوع التعبيري، ما أتاح الفرصة للجميع لإبراز مكتسباتهم في هذه اللغة الوطنية.

إجراءات تنظيمية محكمة

تميزت دورة هذه السنة بتطبيق صارم للإجراءات التنظيمية والوقائية. حيث تم منع إدخال الهواتف النقالة بشكل قاطع، واستخدمت أجهزة تشويش متطورة للتصدي لأي محاولات غش إلكتروني. كما سجل التزام كبير من طرف الأساتذة الحراس بالحضور في الوقت المحدد، وتوزيع المواضيع وفق الإجراءات المنصوص عليها.
وقد ساهم التنسيق الجيد بين وزارة التربية الوطنية ومصالح الأمن والدرك الوطني في ضمان محيط آمن وهادئ لمراكز الامتحان، الأمر الذي انعكس إيجابًا على نفسية التلاميذ وأوليائهم، الذين عبّروا عن ارتياحهم للتنظيم والانضباط المحيطين بالامتحانات.
عرف الموسم الدراسي الحالي إدخال تعديلات جزئية على بعض البرامج، خاصة في المواد العلمية والأدبية. وعلى الرغم من التخوّف الذي صاحب هذه التغييرات في بدايتها، إلا أن البرامج الاستدراكية التي أطلقتها وزارة التربية خلال الثلاثي الثالث ساعدت التلاميذ على التأقلم تدريجيًا، ما انعكس إيجابًا على طريقة تعاملهم مع مواضيع الامتحان.
من جهتهم، أبدى عدد من المعلمين رضاهم عن الأسئلة المطروحة، مؤكدين أنها احترمت تدرج التعلمات، وركزت على تنمية مهارات التفكير والتحليل بدلاً من الاكتفاء بالحفظ والاستظهار. كما أشاروا إلى تطابق كبير بين محتوى الأسئلة والمضامين التي تم تدريسها خلال السنة.
وبخصوص عملية تصحيح أوراق الامتحانات، فستجرى هذه السنة وفق نظام التصحيح المزدوج، حيث يتم تصحيح كل ورقة مرتين من طرف مصححين مختلفين لضمان العدالة. وفي حال وجود تفاوت كبير في التنقيط، تُعرض الورقة على مصحح ثالث للفصل النهائي. أما معدل الانتقال إلى التعليم الثانوي، فقد بقي ثابتًا عند 9 من 20 دون احتساب معدل السنة الدراسية.
ومن المنتظر أن تُعلن نتائج الامتحانات، منتصف شهر جوان الجاري، عبر الموقع الرسمي للديوان الوطني للامتحانات والمسابقات، كما سيتم توفير خدمة الرسائل النصية لتسهيل عملية الاطلاع على النتائج، خاصة في المناطق البعيدة.