أكّد النّاخب الوطني جمال بلماضي خلال الندوة الصّحفية التي عقدها بعد مباراة المنتخب الوطني أمام نظيره منتخب النيجر بملعب نيلسون مانديلا، أنّ الأهم هو تحقيق الفوز الذي سمح للمنتخب بالوصول الى النقطة التاسعة التي قربته كثيرا من التواجد في «كان» كوت ديفوار، حيث ستكون المواجهة المقبلة جسر العبور الى نهائيات المنافسة القارية.
اعتبر بلماضي المنافسة بين اللاعبين بالأمر الجيد، ومن الطبيعي أن تكون هناك تغييرات حيث أثنى على مردود بونجاح، مؤكّدا أنّه من اللاعبين الذين فهموا الرسالة جيدا، والتي كان مفادها أن المنافسة مفتوحة في المنتخب، وهو ما جعله يخاف على منصبه مما انعكس إيجابا على مستواه في الفترة الماضية.
اعترف بلماضي أن مستوى المنتخب كان بعيدا عن التطلعات خلال مواجهة النيجر، حيث قال «لم نقدّم أفضل مباراة لنا إلا أن الأهم تحقق على مستوى النتيجة، وهو الانتصار والوصول الى النقطة التاسعة التي قد توصلنا إلى كأس إفريقيا المقبلة، وعلى العموم يمكن القول إنّنا وضعنا قدما في المنافسة القارية، وما علينا إلا تأكيد هذا الانتصار خلال المواجهة المقبلة أمام منتخب النيجر في تونس، حيث سيكون علينا الظهور بمستوى فني أفضل من الذي قدّمناه خلال مباراة اليوم».
النقطة الإيجابية التي استخلصها بلماضي هو تألق اللاعبين الجدد، حيث قال في هذا الخصوص «لم أتردّد ولو للحظة في منح الفرصة للثلاثي آيت نوري وشعيبي إضافة الى بوعناني، وهذا بعد أن لاحظت مستواهم الفني والبدني المميز في التدريبات، حيث زاد هذا الامر من ثقتي في امكانياتهم، وأنّهم قادرون على منح الإضافة، ورغم أنّهم دخلوا في ظروف صعبة بسبب نتيجة المباراة، إلا أنهم أظهروا امكانيات فنية وتقنية مميّزة ساهمت في منح الإضافة للمنتخب خلال مواجهة النيجر».
لا يهم السن في اختيار اللاّعبين لأنّنا في حاجة للجميع
تحدّث الناخب الوطني كثيرا عن التغييرات التي قام بها من خلال دعوة لاعبين جدد مع وضع عامل السن على الهامش، حيث قال «لا يجب وضع عامل السن في الحسبان لأنّنا في حاجة الى كل اللاعبين مهما كان سنّهم، واليوم شاهدنا عناصر أقل من 20 سنة تشارك وتمنح الإضافة في صورة شعيبي وبوعناني».
المنتخب في حاجة الى كل اللاعبين حسب بلماضي، الذي قال «الأكيد أنّنا بحاجة الى كل لاعب قادر على تقديم الإضافة، وشخصيا لا أضع عامل السن في الحسبان، وهناك العديد من النقاد من انتقدوني بسبب دعوة لاعبين سنهم يقترب من الثلاثين، لكن أنا أرى أننا في حاجة الى هذا اللاعب أو ذاك، وقد أستغل تواجده في المنتخب لمنح الإضافة التي أرى أنه يملكها».
لم يتقبل بلماضي كيفية تسجيل المنافس في شباك المنتخب، وأكّد أنّ هذا الهدف من الصعب تقبله، حيث قال «من الطبيعي أن تتلقى هدفا، ولكن الطريقة هي التي جعلتني أغضب، حيث لا يجب تلقي هكذا أهداف وبتلك الطريقة التي أقل ما يقال عنها إنها ساذجة، فالكرة مرت أمام اللاعبين وهم يتفرّجون عليها لتصل للمهاجم والحارس لم ينسق مع خط الدفاع، وهذا ما خدم المنافس، أهداف من هذا النوع مستقبلا لا تعطي صورة جيدة عن المنتخب».
بن سبعيني وبونجاح يشعران بوجود المنافسة
التّغييرات التي يعرفها المنتخب الوطني طبيعية حسب بلماضي، الذي برّر خياراته الفنية في اختيار التشكيلة، حيث قال «عندما اخترت العناصر التي تشارك اليوم لم أضع بن سبعيني في التشكيلة الأساسية، وهذا لا يرجع الى مستواه ولكن بسبب تواجد لاعبين من نفس مستواه، وهو كلاعب بدأ يحس أن مكانته مهددة وعليه تقديم المزيد من أجل اللعب بصفة أساسية، ونفس الامر ينطبق على بونجاح الذي غاب لسنة كاملة، وعندما عاد لم يتخاذل وتقبل تواجد لاعبين مكانه في التشكيلة الأساسية، وعندما استنجدنا به وجدناه حاضرا ونجح في التسجيل».
بونجاح نال النصيب الأكبر من حديث بلماضي في سياق موضوع المنافسة، حيث قال «بونجاج سجل أهم هدف في تاريخ الكرة الجزائرية، وهو هدف التتويج ببطولة افريقيا ولكنه في المقابل نال نصيبا كبيرا من الانتقادات خلال كأس إفريقيا الأخيرة، وكان من اللاعبين الذين تم انتقادهم بشكل كبير، وهذا الامر كان طبيعيا بسبب تراجع مستواه حتى مع فريقه، لكنه الآن يمر بفترة جيدة وفرصته جاءت وهو استغلها على أكمل وجه».
توغاي قد يشارك في المباراة المقبلة
باب المنافسة مفتوح بين اللاعبين حسب بلماضي، وهو ما سيقوده لإجراء بعض التغييرات خلال المباراة المقبلة حيث قال «كما تعلمون جميعا المباراة المقبلة أمام النيجر ستكون في تونس وبالضبط في رادس، وهناك في المنتخب لاعب يعرف هذا الملعب جيدا لأنّه يلعب في كل أسبوع، ويتعلق الأمر بتوغاي الذي قد يشارك بصفة أساسية في المباراة المقبلة مع بعض العناصر الأخرى التي لم تلعب اليوم».
شعيبي لاعب متعدّد المناصب
يعد فارس شعيبي إضافة قوية للمنتخب حسب بلماضي الذي قال «يمتلك شعيبي خصائص فنية لا تتواجد في الكثير من اللاعبين، فهو قادر على اللعب على الجهة اليمنى واليسرى من الهجوم، كما أنه لاعب وسط ميدان هجومي أيضا، وخلال مباريات تولوز مدربه يوظفه كلاعب مهاجم على الجناح الأيمن أو الايسر، وقبل نهاية المباراة بربع ساعة يقوم بتغيير منصبه ليكون وسط ميدان هجومي، وهو كلاعب نجح في كل الاختبارات التي خضع لها بخصوص تغيير منصبه على أرضية الميدان».
وأبدى بلماضي إعجابه وفرحته بالحضور الجماهيري الكبير، حيث قال «اليوم هو أول يوم لشهر رمضان الكريم، ورغم ذلك إلا أن الحضور الجماهيري كان كبيرا، وهناك العديد من الأنصار من أفطر في الملعب وضحّى بفرصة التواجد مع عائلته للإفطار في جو عائلي، ولكن شغف الشعب الجزائري بصفة عامة بكرة القدم يجعلنا لا نستطيع توقّع ما يمكن أن يقوم به مناصرو المنتخب الوطني».