طباعة هذه الصفحة

يد واحدة ضد الجشع والمضاربة في شهر الرحمة

وفرة في المواد الغذائية ذات الاستهلاك الواسع

خالدة بن تركي

توقعات عودة استقرار السوق خلال أيام

 عرفت الأسواق في الأيام الأولى من رمضان ارتفاعا نسبيا في المواد الغذائية ذات الاستهلاك الواسع الخضر والفواكه التي زادت بـ 20 دينارا في الكيلوغرام الواحد، وأكّد عدد من الخبراء والمهنيين، أن الأمر يرجع إلى زيادة الطلب لكنها ستعود إلى الاعتدال ابتداء من الأسبوع المقبل.

الملاحظ في أغلب الأسواق والمحلات التجارية، وفرة المواد الغذائية ذات الاستهلاك الواسع، سواء لدى أسواق الجملة أو في المؤسسات المنتجة، حيث أكدوا أن الكمية كافية لتغطية الطلب الوطني في رمضان، هذا إلى جانب الرقابة المحددة على الأسواق لتفادي التذبذب ونقص التموين.
التحسيس ضروري..
رغم الجهود التي قامت بها السلطات لتوفير اللحوم بأسعار مناسبة، إلا أن غياب التحسيس، جعل المواطن في رحلة بحث عن نقاط البيع التي تعرض اللحوم بـ 1200 دينار والتي تم تخصيصها لكسر الأسعار والمضاربة، لكن في المقابل عرض لحم الغنم بـ 1800 دينار، والبقر بـ 1600 دينار في الأيام الأولى من رمضان.
في هذا الشأن قامت الجزائرية للحوم الحمراء «الفيار»، بوضع دفتر شروط لتنظيم الشبكة الوطنية لتوزيع اللحوم الحمراء منذ أزيد من شهر، وهذا لضمان التموين المستمر لنقاط البيع بالتجزئة بهذه المادة من طرف المتعاملين المقبولين، ولتفادي الوقوع في اختلالات، ولأجل أن يكون سعر بيعها بنظام نصف الجملة لمتعاملين بـ 1080 دينار للكيلوغرام ، لضمان بيعها للمواطن بـ 1200 دينار ولتصل إلى جميع النقاط المعنية.
عدم التعريف بنقاط البيع جعل المواطن يجابه غلاء الأسعار في اليوم الأول من رمضان، الأمر الذي دفعهم إلى العزوف عن شرائها وتعويضها بمادة الدجاج التي مازالت هي الأخرى تشهدا ارتفاعا، لكن أخف مقارنة باللحوم الحمراء.
وصلت أسعار الدجاج الذي يعتبر مادة أساسية، في بعض أسواق العاصمة إلى 420 دج للكيلوغرام الواحد، وهذا بالرغم من التسهيلات التي وضعتها الحكومة لمواجهة هذا الارتفاع وتسقيف أسعار اللحوم البيضاء إلى 350 دينار للكيلوغرام.
حسب بعض المواطنين، ممن تحدثت إليهم «الشعب» في سوق القرية ببلدية الدار البيضاء شرق العاصمة، فإن سعر الدجاج بلغ 420 دينار للكيلوغرام الواحد، في حين بيع أيضا بسعر 440 دينار في بعض المحلات بذات المنطقة، وناهز سعره 430 دينار بباب الوادي، حيث أجمع العديد من المواطنين أن الارتفاع ليس له أي مبرر.
في المقابل، برر التجار الارتفاع إلى غلاء الأسعار عند مربيي الدواجن الذين زادوا الأثمان على حساب المواطن البسيط، في حين أكد آخرون أن العرض والطلب المتحكم الأول في الأسعار، والطلب زاد على الدجاج بأزيد من 50 بالمائة عن سائر الأيام العادية، مما جعل أثمانه ترتفع .
وارجع المواطنون الارتفاع إلى غياب الرقابة على أسواق الجملة باعتبارها المسؤول الأول عن الأسعار والمضاربة التي تستهدف جيوب المواطنين في الأيام الأولى من رمضان، حيث لم يقتصر الارتفاع على اللحوم البيضاء، بل مس صفيحة البيض وحبة البيض وصلت إلى 20 دينارا بينما كانت لا تتعدى 18 دينارا عشية رمضان .
الجميع ضد الجشع والمضاربة..
أثار ارتفاع أسعار الخضر والفواكه في اليومين الأوليين استغراب المواطن البسيط، بسبب جشع بعض التجار الذي تسبب في زيادات في بعض المنتجات الفلاحية على غرار البطاطا بـ 80 دينارا بعدما كانت 60 دينارا، الطماطم 150 بعدما كانت لا تتعدى 130 دينار.بينما تربع البصل على أسعار الخضر الملتهبة، حيث وصل سعره إلى 190 دينار ببلدية الدار البيضاء، و180 دينار بأسواق باب الوادي ووادي السمار بالحراش، بينما ناهز سعر الفلفل الرومي إلى 170 دينار، والقرناع 120 دينار الخس بـ 80 دينارا، أي بزيادات تتراوح بين 10 الى 20 دينارا في الكيلوغرام.وعرفت أسعار الفواكه ارتفاعا حيث بلغ سعر التمر 700 دج، الموز 620 دج، البرتقال 350 دج، الفراولة 250 دج، التفاح بين 250 الى 500 دينار، وهي أسعار أثارت استياء المواطنين الذين استنكروا جشع بعض التجار.
في ذات السياق، يرى بعض الباعة بسوق القرية، أن الأسعار مرتفعة على مستوى أسواق الجملة التي يتم تموينهم منها، وهذا بالرغم من تزويد جميع الأسواق الموجودة على مستوى الوطن بالخضر والفواكه الطازجة الأسبوع الماضي، لكنها تشهد ارتفاعا جعل الزبون يشتري بكميات قليلة، خلافا لما كان معمول به في السنوات الماضية، ما أثار استياءه من هذه الممارسات التي تتكرر كل شهر رمضان.