طباعة هذه الصفحة

استفزازات وتحامل وتطاول وبيع لقضية العرب والمسلمين

المخزن يدخل الكمّاشة.. والسحر ينقلب علـى الساحر!

محمد فرقاني

 مختصّون لـ “الشعب”: النظام المغربي قاب قوسين أو أدنى من الإفلاس 

ارتماء في أحضان الصهاينة.. و«ثورة جيّاع” تهدد البلاط الملكي وحاشية “أمير المؤمنين” المزعوم

بلغت العلاقات الجزائرية - المغربية مرحلة اللاّعودة، بحسب ما صرح به رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون. فـ«استفزازات” نظام المخزن تجاه الجزائر بلغت مستوى أدّى إلى قطع العلاقات بشكل تام من قبل الجزائر التي اتخذت قرارها السيادي درءًا للفتنة، واجتنابا لما هو أشد من قطع العلاقات على الشعب المغربي المغلوب على أمره.

 قال الرئيس عبد المجيد تبون، في تصريحات إعلامية، إن العلاقة بين الجزائر والمغرب وصلت إلى نقطة اللاعودة، وإنه يأسف لوصول العلاقة بين البلدين الجارين إلى هذا المستوى. مشيرا إلى أن موقف الجزائر هو رد الفعل. فالفعل المغربي، بحسب جميع المحللين والمتابعين للوضع، هو تمادي نظام المخزن وزبانيته في استفزاز الجزائر وزرع البلبلة والتوتر بالمنطقة، ناهيك عن تاريخه الحافل بالأطماع التوسعية والتي لم تُعر أيّ انتباه لحسن الجوار والدين واللغة المشتركة التي تجمعه بالدول التي تحيط به.
وأوضح المحلل السياسي وأستاذ العلاقات الدولية، الدكتور حكيم بوغرارة، لـ “الشعب”، أنّ حديث رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون حول نقطة اللاّعودة عن العلاقات الجزائرية - المغربية يؤكد بما يقطع أي مجال للتخمين، أن النظام المخزني تمادى كثيرا في استعداء الجزائر، خاصة حينما لجأ الى الاستقواء بالكيان الصهيوني. ونظام المخزن منذ استقلال الجزائر وهو يستفز ليس الجزائر فقط، بل موريتانيا والصحراء الغربية، وبالتالي فهو في دستوره يتحدث عن الحدود الحقّة على حد مزاعمه، وهو ما يؤكد أيضا أنه دولة توسعية ولم تنفع معه كل أسباب التقارب وحسن الجوار الذي ميّز بعض الفترات في العلاقات الجزائرية - المغربية.
وأضاف بوغرارة، أن نظام المخزن الذي هو على وشك الإفلاس في الداخل المغربي، دائما ما يحاول تعليق شماعة الفشل على الجزائر، من خلال تجييش الرأي العام المغربي. وأضاف، أن المظاهرات التي تطغى على المدن المغربية اليوم، هي أحسن رد على نظام المخزن الذي بات معزولا وبات مغتربا في بلاده، والجميع يأسف لسلوكات النظام المخزني التي بلغت مستوى غير مقبول، وهكذا فإن الجزائر تكون قد فصلت في موقفها نهائيا.
من جهة ثانية، أوضح المحلل السياسي حكيم بوغرارة، أن وصف الرئيس تبون لموقف الجزائر بأنه رد فعل، يؤكد بأن الجزائر لم تَسْتَعْدِ المغرب. والتاريخ شاهد على أن المغرب تمادى في إثارة النعرات والنزاعات بالمنطقة ابتداء من حرب الرمال، والمشاكل المثارة مع موريتانيا وما يسمى بالمسيرة الخضراء التي قامت بها غصبا ولم يسر فيها من دعا إليها، تاركا الشعب المغربي في مواجهة مع إخوانه من الجمهورية العربية الصحراوية، ولم تحترم قرار وقف إطلاق النار مع الجمهورية الصحراوية ولم تلتزم بتجسيد حق تقرير المصير، وبالتالي فكل هذه الأمور جعلت الجزائر في موقف رد فعل ولم تعتد يوما على المغرب.
وأضاف بوغرارة، قائلا: “لاحظ أن المغرب سمح للكيان الصهيوني أو لمسؤوليه بالانتقاد والتهجم على الجزائر من الأراضي المغربية، وهي سابقة خطيرة. فالمغرب يعمل على شيطنة الجزائر بتهم باطلة من خلال اتهامها بإدخال إيران الى إفريقيا، وبتمكينها لحزب الله وإيران من تدريب جبهة البوليزاريو دون أي إثبات”، وهو فقط يكيل التهم للتغطية على مشاكله الداخلية، ولو أن الجزائر صريحة في علاقاتها مع جميع الدول.
في ذات السياق، أوضح بوغرارة أن الجزائر التي صبرت كثيرا على المغرب، دفعها نظام المخزن الى قطع العلاقات التي لم تكن بمبادرة من الجزائر، بل رد فعل على كل هذه الانتهاكات الصارخة بما فيها استعمال أسلحة صهيونية للتهجم على قوافل المدنيين في الصحراء الغربية، كما أنه يدعو الكيان الصهيوني للتجسس على الجزائر وتهديد أمنها القومي، ويستخدم برامج تجسس بها على عديد الشخصيات والدول الصديقة والتي يستعديها المخزن.
وذكر محدثنا ان الرئيس تبون قال في تصريحات سابقة، إن ما وصلنا إليه مع المغرب من قطع لجميع العلاقات الدبلوماسية، هو بديل للحرب التي تريد أطراف جر الجزائر إليها مع دولة من الجوار.

سرية وعلاقات مشبوهة..

من جهة أخرى، فيما يخص العلاقات الجزائرية - الإسبانية، التي توترت الى حد تعليق معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون، قال رئيس الجمهورية إن الملك الإسباني لم يدر بالتحول في موقف إسبانيا تجاه القضية الصحراوية. ورئيس الحكومة سانشيز فضل المراسلات السرية مع نظام المخزن، وهذا ليس بغريب. فالكثير من الدوائر بإسبانيا تؤكد بأن هناك اتفاقيات سرية بينها وبين المغرب، فالمجال الجوي في الصحراء الغربية مايزال خاضعا لإسبانيا، والمغرب ليس له أي سلطة عليه، دون الحديث عن فضيحة سبتة ومليلية التي يبقى المغرب خانعا تجاههما ولا يجرؤ على المطالبة باستعادة أراضيه الحقيقية من إسبانيا، وهو مستعد لبيع العرض والأرض من اجل الاستمرار في الحكم.
من جهته، يرى المحلل السياسي إدريس عطية، في تصريحات لـ “الشعب”، ان رئيس الجمهورية شرّح الوضع في العلاقات الجزائرية- المغربية، والجزائر تمتلك مصداقية عالية ونيّة كبيرة في تفعيل العلاقات المغاربية- المغاربية، لكن- للأسف- سياسة الهروب إلى الأمام ومنطق الاستفزاز الذي تتبناه المؤسسة الملكية في المغرب ونظام المخزن في الأساس، هو من أجل تصدير أزماته الداخلية ومشاكله على حساب علاقاته مع دول الجوار.
وأضاف الأستاذ عطية، أن النظام المغربي قد تمادى في مسألة الاستفزاز، واشتغل على كثير من الأشياء التي لا تخدم التعاون الجزائري المغربي، وأيضا اتحاد المغرب العربي، وكامل المنطقة، ولا يمكن لها ان تخلق أرضية جديدة لتفعيل العلاقات وتطبيعها بشكل سليم بين البلدين، وبالتالي فرئيس الجمهورية عندما يتحدث عن نقطة اللاّعودة، فهو يدرك أنّ المستوى الذي بلغه النظام المخزني من تهالك ومن تسويف للحلول وتصدير للأزمات على حساب الدولة الجارة، وعلى حساب الجزائر الحرة والسيدة.
ويرى محدثنا، أن مستوى الاستفزاز الذي بلغه المخزن لم يترك الفرصة لعودة العلاقات ضمن إطارها الطبيعي، ولم يعط للأجيال القادمة أي أرضية أو أي إشارة إيجابية بتفعيل هذه العلاقات بشكل واقعي وملموس، يدرك التحديات المشتركة بين البلدين، وبالتالي فنقطة اللاعودة هي التي جسدها ورسخها نظام المخزن المغربي على حساب المصالح المغاربية المشتركة وعلى حساب التعاون الجزائري المغربي.
من جهة ثانية، أوضح المحلل السياسي الدكتور إدريس عطية أن الموقف الإسباني الصادر عن حكومة سانشيز، كان متحيزا بشكل فاضح لنظام المخزن ومتمردا على قواعد القانون الدولي، خاصة عندما نتحدث عن الصحراء الغربية، كونه المسؤول الأخلاقي الحقيقي عن قضية الصحراء الغربية.
وتوقع المحلل السياسي عطية، أن تعود إسبانيا الى موقفها المتوازن في علاقاتها مع دول المغرب العربي، دون استثناء، نظير الضغوط التي تعيشها حكومة سانشيز، وبالتالي فإن إسبانيا تترقب الفرصة للعودة الى موقعها السابق، بعيدا عن الضغوطات التي مارسها المخزن في حق إسبانيا وفي حق حكومة سانشيز شخصيا.