طباعة هذه الصفحة

ذاكرة مكان

مسجد «المشْوَر»..بصمة حضارة عريقة بتلمسان

شيّد المسجد حوالي سنة 1310م من طرف أبو حمو موسى الأول، في بادئ الأمر كانت بناية المسجد بدون صحن، ويعد هذا المسجد من أملاك العائلة الحاكمة، كما يعتبر جزءاً من قلعة ضخمة بدأ في تأسيسيها المرابطون خلال حصارهم للمدينة، وقد سميت بقلعة المشور.
تعرض مسجد المشور للعديد من التعديلات من طرف العثمانيين، لينتهي به الأمر كنيسة كاثوليكية استعملها المستعمر لطمس الديانة الاسلاميّة.
تمّ إنشاء مسجد المشور على أرض منبسطة ذات شكل مستطيل، وقد تمّ بناؤه بجدران غليظة ذو ثمانية سواري، كما يحتوي المسجد على مدخل واحد وعلى عدد من النوافذ.
عُرفت مئذنة المسجد بشكلها المربع الزوايا ويتوّجها منور (المنور هو فجوة في سقف المبنى، قد تكون مكشوفة، أو قد تكون مغطى بالزجاج أو بمادة بلاستيكية شفافة، تصمم لإدخال الضوء الطبيعي للغرف) زُيّنت واجهاتها الأربع بزخارف مصنوعة من الآجر والزليج.
وغطي الجزء السفلي بلوح مستطيل تحيط به مربعات من زليج ذو بريق معدني، يتوسطه عقد ذو فصوص متشابكة وأركانه مزينة بالزليج، وهي المئذنة الوحيدة التي يزينها زليج لامع بتلمسان.
تتوفر الواجهة الجنوبية للمأذنة على قوس ذو حافة مهذبة مكونة من ستة رؤوس، يعلوه لوح ثان به أقواس مفصصة، وتحيط به مربعات من الزليج اللامع، ويحتوي على نقيشتين: الأولى كتب عليها «اليمن والإقبال»، وهي صيغة شائعة الاستعمال بحيث نجدها مكتوبة على عدة تحف مثل المزهرية الشهيرة لقصر الحمراء والتاج الذي يعلو منور مئذنة تلمسان، والمحفوظ حاليا بالمتحف الوطني للآثار والفنون الإسلامية بالجزائر.
أمّا الجزء العلوي للمئذنة فهو مزين على كل الواجهات بإطار مستطيل يؤثّثه قوسان متراكبان يتشكلان من خمسة عقود كبيرة متشابكة، وفوق الصومعة شرافات مسننة في حين زين المنور بعقد متجاوز مسدود.
يحتوي المسجد على منارة ذات مقطع عرضي مربع الشكل، وقد بنيت في فترة متأخرة في الناحية الغربية من المسجد، وقد تمت زخرفة هذه المنارة بنقوش جميلة تعطي المسجد طابعا خاصا.
يعتبر هذا مسجد المشور العتيق من أعظم ما بقي من الحضارة الإسلامية في تلمسان، حيث كان جزءاً من قلعة المشور التي بنيت من أجل الأسرة الحاكمة في المدينة.