طباعة هذه الصفحة

التظاهرة تعود بعد غياب 3 سنـوات.. بلمهـدي:

الجزائـر تشهـد نهضـة علميـة والــدروس المحمديـة ثمـرة مباركـة

براهمية مسعودة

القرآن الكـريم كـان هاديــا منـيرا وللجزائـر مانعـا ونصـيرا

أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف، يوسف بلمهدي، الخميس بوهران، أن “الجزائر تشهد نهضة علمية كبيرة في الجانب الديني.

أبرز بلمهدي في تصريح صحفي خلال إشرافه على افتتاح الملتقى الـ 15 لسلسة الدروس المحمدية، أن “عودة هذه الدروس، بعد غياب دام ثلاث سنوات بسبب جائحة كورونا يأتي في خضم الحركية والتطور الكبير الذي تشهده الجزائر الجديدة بقيادة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون.”
واعتبر الوزير أن “الدروس المحمدية، ثمرة مباركة، جاءت في شهر رمضان الفضيل وأواخر أيام مارس؛ شهر البطولات وشهداء الثورة التحريرية، تحيي فيه ذكرى استشهاد كل من عميروش آيت حمودة (العقيد عميروش)، وأحمد بن عبد الرزاق حمودة أو سي الحواس.”
وقال إن “الدروس المحمدية رجعت كما رجعت ملتقيات أخرى تجمع مشايخ كبار من خيرة علماء العالم الإسلامي والأمة العربية من أهل الإختصاص، ومن أهل الذكر والفكر، شاركوا الجزائر عرسها في الدروس المحمدية وغيرها من النشاطات العلمية.”
وأكد وزير الشؤون الدينية والاوقاف، يوسف بلمهدي أن” الجزائر كانت سبّاقة في تفسير القرآن، وشرح الحديث النبوي الشريف من خلال العلامة أحمد بن نصر الداودي المسيلي، الذي فسر وشرح صحيح البوخاري، وهو ثاني كتاب صحيح، بعد القرآن الكريم، كما يقول العلماء.”
وأكد الدكتور بلمهدي في محاضرته الافتتاحية ضمن الطبعة الـ 15 لسلسة الدروس المحمدية “ والموسومة بـ«أهمية التفسير في بلوغ المقاصد الشرعية” أن “التفسير، هو من أجلّ وأشرف العلوم لتعلقه بكتاب الله سبحانه وتعالى...”
وقال في نفس السياق إن “الجزائر ضربت في علم التفسير بسهم وافر في تاريخها العلمي القديم والحديث بفضل ما كتبه علماؤها من أمثال سيدي بد الرحمان الثعالبي، والأمير عبد القادر والشيخ عبد الحميد بن باديس والشيخ بيوض وغيرهم.”
وأضاف الدكتور بلمهدي أن “ما يميز المدرسة الجزائرية في التفسير أنها ارتبطت أساسا بالتدريس في المساجد عبر سنوات عديدة، كما فعل الشيخ الطاهر العبيدي وعبد القادر العبيدي، وغيرهم...”، مبينا بعض هذه التفاسير مدون وبعضها وصلنا منه القليل.
وتابع:«نحن في حاجة إلى أن نجتمع على مائدة القرآن الكريم للتمعن في كنوزه وننشر مبادئه ونتحلى بأخلاقه، لنكون خير خلف لخير سلف.”، مشيرا إلى أن “القرآن الكريم كان هاديا منيرا، وكان أيضا للجزائر مانعا ونصيرا.”
وبالمناسبة، دعا وزير الشؤون الدينية والأوقاف، “العلماء وأهل الذكر والفكر إلى العمل على تقريب فهم القرآن الكريم للناس من خلال تفاسير تدنو للغة الملتقى، وتراعي فقه الحال وغاية المآل؛ حيث يكون مشروع نهضتنا وقائد وثبتنا، يحقق الامتاع والاقناع، في ثوب جديد يراعي الأصول ولا يحيد عن القواعد، بعيدا عن التكرار يستشرف مستقبل الأمة ويصنع حاضرها.”
وقد عرفت مراسم افتتاح هذا الملتقى الذي تنظمه الزاوية البلقائدية الهبرية في مقرها بسيدي معروف، شرقي وهران، حضور والي ولاية وهران سعيد سعيود والشيخ سيدي محمد عبد اللطيف بلقايد “شيخ الزاوية البلقائدية الهبرية” والسلطات المحلية وكوكبة من العلماء ومشايخ الدول العربية الشقيقة.
ويشارك في هذه التظاهرة الدينية التي تصب في محور “”ضوابط التفسير ومدارس المفسرين” كما سبق وأشرنا، جمع غفير من شخصيات الفقه والحديث والسنة من داخل وخارج الوطن، على غرار تونس ومصر ولبنان وسوريا والعراق والأردن والسودان.
وتنصرف مجمل المحاضرات التي جرت العادة على تنشيطها، بعد صلاة العصر والتراويح، إلى الإلمام بكل الجوانب المتعلقة بالإعجاز اللغوي القرآني، وكذا مختلف أقسام ومراتب التفسير الشرعي، وذلك إلى غاية 7 أبريل المقبل، تاريخ اختتام الدروس.
وتتناول هذه الحلقات الفكرية والندوات مواضيع متعددة، موسومة بـ “التفسير بالمأثور: نشأته وضوابطه” و«عناية علماء الإسلام بتفسير آيات الأحكام” و«جهود السادة الصوفية في خدمة التفسير “ و«الإعجاز اللغوي في القرآن الكريم: تجليات وقبسات” و«الحكم والمتشابه في القرآن الكريم” و«التفسير العلمي للقرآن الكريم” و«قواعد التفسير وأداب المفسر”.
كما برمجت أيضا محاضرات حول “الأمير عبد القادر الجزائري وكتابه المواقف الروحية”، و«وقفات مع خواطر إمام الدعاة الشيخ محمد الطاهر بن عاشور” و«علم التوحيد في القرآن الكريم” و«الإمام سيدي عبد الرحمن الثعالبي ومنهجه في كتابه الجواهر الحسان” و«القصص القرآني وأثاره في تربية النفوس”و غيرها.