طباعة هذه الصفحة

ذاكرة مكان

مسـجد سـيدي مسـعود الشـابي منارة للعلم والمعارف بالوادي

يقع مسـجد سـيدي مســعود الشــابي فــي قلــب ســوق الــوادي، وهــو أول مســجد شــيد بالســوق وسمي أيضا بالمسجد العتيق، ومسجد السوق، أو المسجد الكبير، تأسس هذا المسـجد على يـد الولي الصالح سيدي المسعود الشابي، وذلك سنة 1600م.
ويعتبـر المسـجد قطـبا حضـاريا ومنـارة للعـلم، حـيث لعـب دوراً فعـالا فـي استقرار السكان وقيادة المجتمع، حيث قام هذا الأخـير بدور جوهـري من خلال تعليم القرآن، وتعالـيم الـدين الإسلامـي.
يحتوي المسجد علـى مدخلين من الجهة الجـنوبية والشمالـية، وبمجـرد الـدخول للمسـجد مـن البـاب الكبيـر مـن كلتـا الجهتـين يقابلنـا رواقـان مسـقوفان، الأول في جهة الجنوب يقوم على 6 أعمـدة و7 أقواس.
أما الثاني فهو في الجهـة الشمالـية يقوم على 4 أعمدة و5 أقواس. وقـد كــان المســجد قبــل تجديــد ســنة 1930م يفـتح مـن جهــة واحــدة، وهــي الجهـة الجنوبيـة، توجد أربع مآذن فـي زوايـا المسـجد الأربـع، ثلاثة منها مربعة الشكل، أما المحراب فيقع تحت القبـة مباشرة.
وأشهر أئمته ومدرسيه من العلماء وهم - سيدي محمد الهادي بن مستور وابنه يوسف من بعده ثم خلفه ولده بوغزالة وكان صاحب فهم عميق وعلم غزير ثم تولى الإمامة الحاج عطاالله ثم سيدي الجديدي ثم سيدي الجديدي الثاني، وكان محققا في علم الميراث وخلفه أخوه سيدي محمد بن جديدي ثم سيدي مسعود بن سيدي عطاالله ثم صهره زوج ابنته سيدي أحمد بم محمد بن أحمد بن ميلود ثم ابنه عمار ما بين (1922-1943).
 وبعد وفاة الشيخ عمار بن ميلود تولى الإمامة ابنه العروسي ميلودي، وكان منتميا للحركة الاصلاحية والوطنية، وفي عام 1948 عزله الاستعمار فتولى بعده عبد الرحمان ذياب إلى عام 1962 ثم الشيخ البشير هيمة إلى عام 1969 وفي أكتوبر عام 1970 تولى الشيخ الصادق بالي إلى أن تقاعد في أكتوبر 1992 ثم الإمام الضيف بن علي حتى وقت قريب.
ساهم هذا المسجد العريق في التعليم القرآني والتوجيه الديني لأهل الوادي إذ تولى التدريس في هذه الفترة الشيخ الطاهر العبيدي (1938-1939)، وبعده تولى الشيخ الميداني موساوي التدريس إلى عام 1956 حيث درّس به الفقه والحديث والسيرة وغيرها، وأسست خارج المسجد في الناحية الشمالية الشرقية مدرسة لتعليم مبادئ العلوم الإسلامية.