طباعة هذه الصفحة

المخزن يتخلّى عن نصرة القضايا العربية والإسلامية

انحياز مغربـي مخجل للصّهاينة في العدوان على إيران

  توقّف الكاتب المغربي محمد محجوبي عند الموقف المغربي الرسمي الشاذ من العدوان الصهيوني على إيران، وتساءل بتأسّف عن إحجام السلطات المخزنية عن التوقيع على البيان الذي أصدرته الدول العربية والإسلامية، والذي دعت من خلاله إلى وقف الهجوم الصهيوني، وحل المسألة النووية الإيرانية عبر المفاوضات.

وكتب محجوبي مقالا يقول فيه: “بتاريخ 16 جوان الجاري أصدر وزراء خارجية الدول العربية والإسلامية بيانا أدانوا من خلاله بشدّة الهجمات الصهيونية على إيران، باعتبارها خرقا للقانون الدولي ولميثاق الأمم المتحدة؛ ودعوا إلى وقف شامل وفوري لإطلاق النار؛مع التأكيد على العودة إلى المفاوضات كسبيل وحيد لحل أزمة البرنامج النووي الإيراني؛ والمطالبة بإقامة منطقة خالية من الأسلحة النووية في عموم الشرق الأوسط.
لكن من مجموع 22 دولة عربية وإسلامية، المغرب كان هو البلد الوحيد الذي لم يصادق على هذا البيان المبدئي المبني على القانون ومواثيق الأمم المتحدة، والذي لا ينطلق من مصلحة إيران وحدها، بل من مصلحة كل الدول الموقعة ومصلحة السلم العالمي”.
ويضيف محجوبي “بخصوص هذا يأتي وزير خارجية المغرب ليبرر مرة أخرى الانحياز المخجل للكيان الغاصب بـ “المصلحة الوطنية”، وخلاف مزعوم مع إيران التي تبعد عنا بآلاف الكيلومترات. لكن تبريره سيكون واهيا وسخيفا، لأنّ دولا مجاورة وذات نزاعات عميقة مع إيران أدانت العدوان الصهيوني ليس حبا في إيران، ولكن لأن العدوان الصهيوني يهدّد استقرار كل المنطقة وأمن كل شعوبها.”
وخلص محجوبي إلى أنّ الاستثناء المغربي في عدم توقيع هذا البيان، والتخلي عمليا عن نصرة مصالح الأمة العربية والإسلامية، تفسيره الوحيد هو الاصطفاف الإستراتيجي إلى جانب العدو الصهيوني .كما أن هذا الاستثناء يعد خروجا عن الإجماع العربي والإسلامي، ودليلا آخرا على أن علاقات النظام المغربي مع الكيان تتجاوز حدود التطبيع لتصبح تبعية مطلقة للكيان الصهيوني الذي أصبح يتحكم في الموقف المغربي”.
«بعد فتح الموانئ المغربية للسفن المتوجهة للكيان الصهيوني محملة بالسلاح لقتل أطفال غزة، واستمرار التعاون العسكري والأمني مع الكيان في عز حرب الإبادة، تأتي الحرب على إيران لتؤكد أن النظام المغربي عندما تحتد المواجهات موقعه ليس الصف العربي والإسلامي ولو شكليا، ولكن صراحة مع الكيان”.
«أمام هذا الاستثناء المغربي المدل لبلادنا، فإنّ الواجب الوطني والسيادة الوطنية تسائل كل الفاعليين السياسيين، وفي مقدمتهم البرلمانيون المفروض فيهم تمثيل إرادة شعبنا الأبي حفيد حماة القدس، المناهض للكيان الصهيوني، والمناصر لكل القضايا العادلة”.
إنّ موقف التفرج على سياسة العار التي يمارسها النظام يعد تشجيعا له للتمادي في هذا المسار التبعي للصهاينة”.