طباعة هذه الصفحة

قرين من وهران:

الاحترافية ليست «خطف المعلومة» لكن التحلي بالقيم الأخلاقية

وهران: براهمية مسعودة

أبدى وزير الإتصال، حميد قرين، عزمه على إنجاح مشروع احترافية الصحافة في الجزائر، مؤكدا على هامش فعاليات الندوة التكوينية، حول أخلاقيات المهنة، التي احتضن فعالياتها المسرح الجهوي بوهران، «أن لاشيء سيثنيه في هذا المسعى».

وأكد وزير الاتصال في الكلمة الختامية بمناسبة دورة تكوينية لمهنيي الصحافة الوطنية بوهران، أن الجزائر اتخذت الخطوات الضرورية التي من شأنها تحقيق أكبر قدر من المهنية عند الصحفيين، من خلال العمل على تنصيب مجلس أخلاقيات المهنة، يتمثل الهدف الأسمى لهذه الهيئة والتي تضم في عضويتها الصحفيين فقط، في تنظيم مهنة الصحافة. فيما تتواصل عمليات استلام ملفات طلب بطاقة الصحفي المحترف، التي فاق عددها، بحسب الوزير، 950 ملف، على أن يتم تسليم الدفعة الأولى من البطاقات يوم 22 أكتوبر المصادف لليوم الوطني للصحافة، بحسب المسؤول الأول على القطاع بالجزائر، و»الاحترافية»، بحسبه، «ليست في خطف المعلومة» وإنما في «التحلي بالقيم الأخلاقية للصحفي وقوة إرادته في الوصول إلى الخبر».
جاء تدخل قرين، عقب الدرس الذي ألقاه الدكتور محمد رضا نجار، من تونس، خلال دورة تكوينية.
وتحت شعار «أخلاقيات المهنة على ميزان السبق الصحفي والإثارة»، افتتح مدير جريدة الجمهورية الندوة التي تعرض فيها الأستاذ محمد رضا نجار، إلى عديد المفاهيم والمغالطات حول الأخلاقيات، في وقت تعددت فيه مصادر الخبر والتسابق نحو نشر الأخبار دون التأكد من صدقها. واستدل في هذه النقطة بأرقام تكشف عن الارتفاع المتزايد في عدد مستعملي شبكات التواصل الاجتماعي والانترنت ومواقع أخرى تنشط في ظل ما يعرف بالسبق الصحفي وروح المنافسة التي طغت على حساب المهنية والمصداقية، الأمر الذي يفرض - بحسبه - وبقوة، الاعتماد على عنصر التكوين المستمر من أجل تقديم الخدمة العمومية اللائقة. وقال الأستاذ محمد رضا النجار، متأسفا على الوضع الذي آل إليه الإعلام، بعدما صار في متناول من هبّ ودب، مؤكدا أن الأمر، يتعلق أساسا بممارسات مهنية لها معايير، يحددها الصحفي وليس بقوانين تضبطها الدولة، وضوابط، تتعد المؤسسة الإعلامية ومختلف الفاعلين الآخرين في المهنة من تقنيين وطباعة وموزعين وغيرهم من المهنيين.
وتحدث منشط الندوة الجهوية عن أهم واجبات الصحفي المحترف والمتعلقة أساسا بكشف الحقيقة ونشر المعلومة الصحيحة، دون استغلال النفوذ، مع ضرورة البحث عن الحرية، مع الحرص على احترام الحياة الخاصة للأشخاص وتفادي الخلط ما بين العمل الإعلامي والإشهاري. وأشار رضا النجار، إلى أن بعض الصحافيين، اكتسبوا الخبرة لا غير، دون الوقوف على معايير وأخلاقيات هذه المهنة النبيلة والصعبة. ووقف الأستاذ محمد رضا النجار بالمناسبة، عند العراقيل التي يصادفها الصحفي في ظل الظروف الراهنة، مؤكدا على ضرورة منح الصحفي الأولوية والتسهيلات من طرف الأجهزة الإدارية لمباشرة عمله. وأضاف ذات المتحدث، خلال تنشيطه الندوة التكوينية التي نظمتها وزارة الاتصال، بالتنسيق مع يومية الجمهورية لفائدة مهنيي الصحافة بالجهة الغربية للوطن، أنه يتعين على الصحفي، أن يبتعد عن إقحام علاقاته الشخصية وميولاته في تناوله الإعلامي، منوها بالانفتاح الإعلامي الذي تعرفه الجزائر، وخاصة ما تعلق بالخدمة الجوارية. ودعا في هذا السياق، الإذاعات المحلية إلى التركيز على الخدمة المحلية وإعطاء الأولوية للأحداث المتعلقة بالمنطقة التي تنتمي إليها.