طباعة هذه الصفحة

السيسي: هجوم سيناء تم بدعم خارجي

حالة طوارئ وحظر تجوال بعد اغتيال 33 عسكريا

 اتّهم الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، أمس، جهة خارجية بتورّطها في هجوم سيناء. وقال، إن الهجوم الذي أوقع عشرات القتلى من الجنود في شبه جزيرة سيناء، الجمعة، تمّ بدعم خارجي.

وأضاف في كلمة نقلها التلفزيون الرسمي، أن العنف الذي يمارس، هدفه إسقاط الدولة المصرية وتكسير إرادة الجيش.
كما أكد أن الشعب المصري متيقّظ وسيمنع المؤامرة الكبيرة ضده، ولفت إلى أن الدولة بدأت في اتخاذ إجراءات في سيناء وعلى الحدود مع قطاع غزة.
ودشنت مصر حالة طوارئ وحظر تجوال في شمال سيناء، أمس، بشنّ القوات المسلحة سلسلة من الهجمات على أهداف تابعة لجماعة «أنصار بيت المقدس»، وقامت بقصف عدة مواقع في قرى جنوب مدينتي رفح والشيخ زويد.
وأكد شهود عيان، أن طائرات الأباتشي أطلقت عدة صواريخ على مواقع للإرهابيين بتلك القرى، وأسفر القصف عن تدمير العديد من البؤر الإرهابية وعدد من مقرات الجماعة.
وشهدت سيناء، الجمعة، عدة هجمات تعدّ الأكبر في تاريخها، أسفرت عن مقتل 33 ضابطًا ومجنداً بالقوات المسلحة وإصابة 29 آخرين، في سلسلة تفجيرات متتابعة تمت خلال عشر دقائق، في كمين استهدف الجيش بمنطقة كرم القواديس، جنوب غرب مدينة الشيخ زويد، ومدرعتين للقوات المسلحة، وسيارات إسعاف، التي هرعت لإنقاذ المصابين، وكمين آخر بالعريش.
وإثر هذا الهجوم الدموي الرّهيب، الذي تشكل خسائره البشرية أكبر خسارة للجيش المصري في عملية واحدة منذ عقود، أعلنت السلطات المصرية حالة طوارئ مع حظر تجوال من الخامسة مساء إلى السابعة صباحا في منطقة شمال سيناء لمدة ثلاثة أشهر وإغلاق معبر رفح من صباح أمس إلى أجل غير مسمّى. كما أعلن الرئيس السيسي حالة الحداد لثلاثة أيام.
صدرت هذه القرارات بعد اجتماع لمجلس الدفاع الوطني برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، ويضمّ المجلس رئيس الوزراء ووزراء الدفاع والداخلية والخارجية والمالية ورئيس أركان حرب القوات المسلحة، ورئيس المخابرات العامة وقادة الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة ورئيس هيئة العمليات.
جاءت القرارات الخاصة بحالة الطوارئ وحظر التجوال في قرار رئاسي نص أيضا، على أن «تتولى القوات المسلحة وهيئة الشرطة اتخاذ ما يلزم لمواجهة أخطار الإرهاب وتمويله وحفظ الأمن بالمنطقة وحماية الممتلكات العامة والخاصة وحفظ أرواح المواطنين».
وعقد المجلس الأعلى للقوات المسلحة برئاسة السيسي اجتماعا طارئا، صباح أمس، لبحث ما وصفه مصدر أمني باستراتيجية جديدة لمواجهة الهجمات المسلحة في شمال سيناء.

إدانات دولية وعربية

أدانت الأمم المتحدة والولايات المتحدة وبريطانيا، إلى جانب دول عربية، الهجوم الذي أوقع عشرات القتلى والجرحى من العسكريين المصريين في شمال سيناء. فقد شجب مجلس الأمن الدولي الهجوم ووصف المجلس، في بيان له، تلك الهجمات بالشنيعة والإرهابية، داعيا إلى مكافحة ما سماه الإرهاب.
من جانبه أدان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بشدة، الهجمات وعبّر عن تعازيه لأهالي الضحايا وللحكومة المصرية.
كما نددت الولايات المتحدة من جانبها بتلك الهجمات، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، جنيفر بساكي، إن واشنطن ملتزمة بدعم الحكومة المصرية في جهودها لمحاربة خطر الإرهاب.
وفي هذا السياق أيضا، أدان السفير البريطاني في القاهرة، جون كاسن، أحداث سيناء، مؤكدا في تصريحات صحفية مساندة بلاده لمصر في جهودها المبذولة لمكافحة ما يسمى الإرهاب.
على الصعيد العربي، أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، عن إدانته الشديدة للعملية الإرهابية، وطالب المجتمع الدولي بدعم الجهود المصرية «للقضاء على هذه الظاهرة الإجرامية التي نرى آثارها في أنحاء عديدة من العالم العربي».
وأعربت الجزائر عن إدانتها «بشدة بالغة» الاعتداء الارهابي شمال محافظة سيناء المصرية وأكدت دعمها للحكومة والشعب المصري الشقيق في هذه المحنة.
 أما داخليا، فسجلت إدانة واسعة في الأوساط الشعبية والسياسية المصرية. ونظمت قوى سياسية وشعبية مسيرات ضخمة بدمياط، أعربت فيها عن استنكارها الشديد للأحداث المؤسفة التي وقعت، الجمعة، مؤكدة وقوفها صفّا واحدا بجانب القوات المسلحة.