طباعة هذه الصفحة

أبـطال غيـّبتهم القضـبان

المنـاضل الكبــير الأسـير جـواد عواد الجـواريــش (1982م – 2023م)

بقلم: سامي إبراهيم فودة

في حضرة القامات الشامخة جنرالات الصبر والصمود القابضين على الجمر، والمتخندقة في قلاعها كالطود الشامخ، إنّهم أسرانا البواسل الأبطال وأسيراتنا الماجدات القابعين في غياهب السجون، وخلف زنازين الاحتلال الغاشم تنحني الهامات والرؤوس إجلالاً وإكباراً أمام عظمة صمودهم، وتحمر الورود خجلاً من عظمة تضحياتهم، إخوتي الأماجد أخواتي الماجدات رفاق دربي الصامدين الصابرين الثابتين المتمرسين في قلاع الأسر.
أعزّائي القراء أحبتي الأفاضل فما أنا بصدده اليوم هو تسليط الضوء على رجال أشداء صابرين على الشدائد والبلاء، رسموا بأوجاعهم ومعاناتهم وآلامهم طريق المجد والحرية، واقفين وقوف أشجار الزيتون، شامخين شموخ جبال فلسطين، صابرين صبر سيدنا أيوب في سجنهم، فمهما غيّبتهم غياهب سجون الاحتلال الصهيوني وظلمة الزنازين عن عيوننا، فلن تغيب أرواحهم الطاهرة التي تسكن أرواحنا، فهم حاضرون بأفئدتنا وأبصارنا وعقولنا وفي مجري الدم في عروقنا مهما طال الزمن أم قصر،
عندما نستحضر صور هؤلاء الأبطال البواسل جنرالات الصبر والصمود، ونستذكر أسماءهم المنقوشة في قلوبنا والراسخة في عقولنا ووجداننا، لا نستطيع إلا أن نقف إجلالاً وإكباراً لهؤلاء الأبطال الذين ضحّوا بأجمل سنين عمرهم ليعيش أفراد شعبهم كباقي شعوب الأرض في عزة وحرية وكرامة، فأسرانا تاج الفَخَار وفخَر الأمة، هم من قهروا الاحتلال الصهيوني بصمودهم وثباتهم.
وأمام عظمة تضحياتهم لا يمكن لأي كلام مهما عظم شأنه أن يوافيهم ولو جزء بسيط ممّا عانوه، فمن حقّهم علينا أن نستذكرهم ونذكر تضحياتهم وأسيرنا البطل جواد الجواريش، ابن الواحد والأربعون ربيعا ويقبع حاليًا في سجن ريمون، وقد أنهى عامه عشرين على التوالي في الأسر، ويدخل عامة الواحد والعشرين في سجون الاحتلال الصهيوني.

- الأسير: جواد ابراهيم محمد الجواريش «أبو دارين»
- مواليد: 3 / 2 / 1982
- مكان الإقامة: بيت لحم جبل الموالح.
-  الحالة الاجتماعية: متزوج ولديه بنتان، دارين ودانا
- العائلة الفاضلة: تتكون عائلة الأسير من الأم والأب، والذي هو في ذمة الله بعد سبع سنين من سجن جواد، وله من الإخوة أربعة مع جواد والثلاثة في سجون الاحتلال، وأشقاؤه هم عرابي وعبد الله (في سجن النقب الصحراوي)، وله خمس أخوات، ويأتي الأسير جواد في الترتيب الثالث.
-  المؤهل العلمي: تلقّى تعليمه الدراسي في مدرسه ذكور بيت لحم، وحصل على شهادة الثانوية العامة «توجيهي»
-  تاريخ الاعتقال: 20 / 12 / 2002
- مكان الاعتقال: سجن ريمون.
-  التهمة الموجّهة إليه: قيادة كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح وقتل صهيونيين.
-  الحالة القانونية: السجن المؤبد وثلاثون عاما.
-  إجراء تعسفي وظالم: أمعن الاحتلال الصهيوني في مواصلة إجرامه بحق الأسير جواد، في منع إصدار تصاريح زيارة لأفراد عائلته بحجة «المنع الأمني» إلا من فترة بسيطة سمح الاحتلال لعائلته بزيارته،
-  اعتقال الأسير: جواد جواريش

اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني الأسير جواد تقريبا عند الساعة الرابعة فجرا أثناء وجودة في منزل جده والد أمة من جبل المكبر إلى مركز تحقيق المسكوبية، في أجواء ماطرة وباردة شديدة البرودة، وخضع لتحقيق استمر لمدة «50 يوما»، وبقي في السجون لسنوات دون محاكمة حتى فرضت عليه محاكم الاحتلال حكما بالسجن مدى الحياة بتهمة الانتماء إلى مجموعات كتائب شهداء الأقصى وقتل صهوينيين.
والأسير جواد كان من كتائب شهداء الأقصى، وأصحابه المقربون الشهيد محمود عواد والشهيد عواد عواد والشهيد عنان جواريش والشهيد محمود صلاح في اجتياح مدينة بيت لحم 40 يوما أثناء المواجهات، وكان جواد موجود معهم استشهد ابن عمه محمود عواد والأسير جواد تأثر عليهم كثيرا لأنه رفيق الدرب، وبعدها تم اجتياح بيت لحم وكان منفذهم الوحيد الكنسية كنسيه السريان.
تعرّض الأسير جواد للإصابة قبل الاجتياح بسنة تقريبا، وتواري عن الانظار فيها، ما يقارب 30 يوما، واستشهد ابن عمي الثاني في الكنيسة كان بقرب من جواد، وبعد عملية نفق الحرية وتحرر أربعة أسرى من سجن جلبوع وصنفتة ادارة مصلحة السجون بالأسرى الخطرين «باسم سجاف او سكاف»، بمعنى أنه خطير وكل شهرين يتم نقلة من غرفه لغرفة أخرى حتى في الزيارة يكون مكبل الأيدي والأرجل، وتم نقلة تقريبا إلى كل السجون منها، عسقلان، ريمون، نفحه، بئر السبع، هشارون، جلبوع.
الحالة الصحية للأسير: جواد الجواريش
الأسير جواد يعاني من قرحة في المعدة، علاوة على أنه مريض قالون عصبي وجريح في انتفاضة 2000، ويعاني من آثار شظايا في ظهره ووجهه والعمود الفقري، وقد تسبب في انفجار الزائدة في بطنه وخاض الإضراب عن الطعام ثلاث مرات.

الحرية كل الحرية لأسرانا البواسل وأسيراتنا الماجدات، والشّفاء العاجل للمرضى المصابين بأمراض مختلفة