طباعة هذه الصفحة

القلب النابض الذي يُغذّي جيشنا بالكفاءات القيادية.. عربي لادمي لـ “الشعب”:

منظومة متكاملة فريدة جمعت بين التكوين العسكري والمعرفة العلمية

علي عويش

أشاد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة تمنغست، الدكتور عربي لادمي محمد، بالدور الفعّال والريادي الذي تلعبه الأكاديمية العسكرية بشرشال، باعتبارها قاعدة صلبة لصقل المهارات العسكرية، الفكرية والقيادية لطلبتها الجزائريين والأجانب، موضحاً بأن هذه المدرسة العسكرية العريقة التي تعتبر واحدة من أهم ركائز الجيش الوطني الشعبي، نظراً لدورها المهم في تكوين وتخريج النُخب العسكرية القادرة على قيادة وحدات الجيش الوطني الشعبي بكفاءة واقتدار، تقدّم تكويناً علمياً وأكاديمياً موازياً للتدريب العسكري الصارم، ما يعكس التوجّه الاستراتيجي للأكاديمية في تخريج ضباط يمتلكون قدرات علمية وعسكرية استثنائية تجعلهم قادرين على اتخاذ القرارات المصيرية في أحلك الظروف.

تطرّق المتحدّث في تصريحات لـ “الشعب”، إلى التاريخ العريق للأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال، واصفاً إياها بـ “القلب النابض” الذي يُغذّي الجيش الوطني الشعبي بالكفاءات القيادية والتقنية من نُخبة النُخبة، مذكّراً بدور المدرسة في تجسيد رؤية الدولة الجزائرية المستقلة في بناء جيش وطني قوي، متمكّن من الدفاع عن السيادة الوطنية، وقادر على التكيّف مع متطلّبات العصر.
المتحدّث وهو يعدّد المهام المنوطة بالأكاديمية، أشار إلى أنها تعمل على إعداد ضبّاط متمكّنين يمتلكون كفاءات قيادية وعسكرية عالية، عبر برامج تكوين شاملة تجمع بين التكوين النظري في العلوم العسكرية والإستراتيجية والتدريب الميداني العملياتي، هذا الدمج بين البُعدين العملي والعلمي –يقول المتحدّث- سمح بتخريج ضبّاط قادرين على اتخاذ قرارات دقيقة في ظل مختلف الظروف الأمنية والعملياتية. كما ساهمت الأكاديمية بشكل مباشر في مدّ الجيش الوطني الشعبي بالموارد البشرية المتمكّنة عبر تكوين ضبّاط مؤهّلين في مجالات القيادة والاتصال والتخطيط الاستراتيجي وتسيير الأزمات، وهو ما ينعكس إيجاباً على تعزيز الجاهزية العملياتية لأفراد الجيش الوطني الشعبي.
وأردف أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية قائلاً، إن دور الأكاديمية العسكرية بشرشال لا يقتصر على التكوين العسكري فحسب، بل يتعدّاه إلى بناء فكر استراتيجي وطني لدى الضبّاط، يجعلهم قادرين على استيعاب أبعاد التهديدات الراهنة التي تواجهها بلادنا، سواء تلك المرتبطة بالأمن الإقليمي، أو التهديدات العابرة للحدود، إلى جانب ترسيخ القيم الوطنية وتعميق الارتباط بالوطن والتاريخ، ما يجعل من الضبّاط المتخرّجين رجال دولة بامتياز قبل أن يكونوا مجرّد قادة عسكريين –على حد تعبيره.
وتابع عربي لادمي قائلاً، إن الأكاديمية العسكرية بشرشال تحرص على دمج واستغلال التكنولوجيا الحديثة في مناهجها وبرامجها التكوينية لتجعل من طلبتها نُخباً عسكرية مواكبة للعصر والرقمنة والحروب الإلكترونية، مشيراً الى أن التكوين في الأكاديمية لم يعد يقتصر على الأساليب التقليدية، بل أصبح يشمل العلوم الحديثة، كالذكاء الاصطناعي والتحليل الجيو-استراتيجي الرقمي، بما يعزّز من قدرة الجيش على التأقلم مع متغيّرات الحروب الحديثة، وتعزيز وعي أفراده بالرهانات الجيوسياسة والاستراتيجية التي تحيط بالبلاد.
وقال المتحدث، إن الأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال، تبرز اليوم كـ “منظومة متكاملة” تجمع بين التكوين العسكري المتقدّم والمعرفة العلمية الحديثة، بما يجعلها رافداً أساسياً للجيش الوطني الشعبي من الكفاءات القيادية، ووثبة كبيرة في مسار بناء جيش محترف عصري مؤهّل للدفاع عن السيادة الوطنية، ومواكبة التحوّلات الجيوسياسية الدولية.