طباعة هذه الصفحة

وليد دقه والنداء ما قبل الأخير..

بقلم الأستاذة وسام أبو سلطان نائب مدير عام الإدارة العامة للشؤون القانونية في هيئة شؤون الأسرى والمحررين

أسرانا شهود على ظلم المجتمع الدولي الذي يحيا بصمت مميت، عندما نقول أسير فلسطيني نحن نتحدث هنا عن حقوق مسلوبة، ومن أهمها الحق في الحياة الذي يمثل جوهر الحقوق الإنسانية والمنصوص عليها في الفقرة الأولى من المادة 6 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، هذا الحق يعتبر الأهم الذي لا يجوز المساس به، ولا ينبغي التعدي عليه بسياسة الإهمال الطبي المقصود والمتعمد من قبل أدارة مصلحة السجون الصهيونية المؤتمرة من الوسط السياسي لتنفيذ حكم الإعدام المبطن بحق الأسرى المرضى. سياسة الإهمال الطبي الممنهجة والمتعمدة، وعدم التزام دولة الاحتلال بالقوانين والأنظمة الحامية والحافظة لحقوق الإنسان. هو جريمة مكتملة الأركان ومشرعنة من قبل الكنيست الاحتلالي.
الشاهد على ذلك، الأسير القائد والمفكر وليد دقه الذي يصارع المرض والموت لماذا لأن المؤسسات الأممية الرسمية لم يرتق فعلها لإجبار دولة الاحتلال بتنفيذ الاتفاقيات الدولية التي انضمت إليها، هناك غياب دائم لأي إجراءات عقابية، رغم كل النداءات المستمرة للخروج من هذا الصمت القاتل، الذي يدفع ثمنه أسرانا بأرواحهم. كما حصل مع الشهيد القائد ناصر أبو حميد ومؤخرا مع الأسير الشهيد المضرب عن الطعام بسبب اعتقاله تعسفيا خضر عدنان ليرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة الى 237 شهيدا، نحذر أن هناك خبايا خطة محكمة تنفذها منظومة الاحتلال الصهيوني لقتل فرادى وجماعي ضد أسرانا وأسيراتنا وبتشجيع من اليمين المتطرف في كيان الاحتلال..
لذا، على الجهات المسؤولة عن اتفاقية جنيف الثالثة والرابعة واتفاقية مناهضة التعذيب أن ترتقي بمسؤولياتها لمستوى هذه الجريمة جريمة الإهمال الطبي بحق الأسرى الفلسطينيين من قبل دولة الفصل العنصري، ونخص هنا اللجنة الدولية للصليب الأحمر وجميع مؤسسات الأمم المتحدة بداية من مجلس الأمن، والجمعية العامة بصفتها الجهاز الرئيسي للأمم المتحدة التي تتبنى المواثيق الدولية الخاصة بحقوق الإنسان، ودعوة المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان للقيام بمهامه ومسؤولياته واتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة بحق كل الجرائم اليومية التي ترتكبها السلطة القائمة بالاحتلال. المطلوب الآن وبشكل جدي فتح أبواب السجون على مصراعيها للنظر بمدى توفر وملائمة الشروط الصحية المعيشية حسب المعاهدات والاتفاقيات الدولية للوصول لنتيجة ومعرفة الأسباب الحقيقية فى الزيادة الملحوظة الأخيرة بأعداد الشهداء الأسرى والأسرى المرضى المصابين بإمراض خطيرة وخاصة السرطان والتليف النخاعي والقلب والأورام والشلل النصفي وغيرها. وكيف وصل بأقل من عام عدد المصابين بالسرطان من الأسرى الى 24 أسيراً جلهم من القدامى، وآخرهم الأسير وليد دقة الذي دخل العام 38 مؤخرا. خضر عدنان لن يكون الأخير، ولكن نخشى ألاّ يكون هناك رقم 238.